خلافات مؤجلة بين (اوبك) والعراق

محمد رياض حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 4670 - 2014 / 12 / 23 - 12:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

خلافات مؤجلة بين (أوبك) والعراق
محمد رياض حمزة
عام 2012 ،وبكل سذاجة ، تحدث أكثر من مسؤول في قطاع النفط " أن إنتاج النفط سيبلغ 10 ملايين برميل عام 2017" ، بهذا التصريح يكون المسؤولون العراقيون قد خلقوا أعداء في إطار المنافسة على الإستحواذ على حصة أكبر من سوق النفط ، تلك الحصة التي حُرِم منها على مدى سنوات الحصار على مدى 13 سنة والعراق عضو في منظمة الدول المصدرة للنفط( أوبك) . وقتها سخر العديد من خبراء النفط من تلك الطموحات الساذجة مستندين إلى الواقع السياسي والأمني في العراق وقبل ذلك طبيعة البنية التحتية لقطاع النفط المتهالكة التي تحتاج إلى مئات المليارات من العملة والوقت والمنفذين لتمكن القطاع من الإنتاج . واليوم ونحن على مشارف السنة الميلادية 2015 والواقع الأمني تحول إلى الأسوأ بسبب إحتلال البهائم الدواعش أجزاء من العراق .. وأما حقول الشمال فهي نُهْبٌ بين الإقليم وتركيا .. وإن حقول الجنوب يؤمل أن يصل إنتاجها إلى 3.5 ملايين برميل وإن المصدر لا يتجاوز 2.6 مليون برميل يوميا . وإن الأسعار متوالية التراجع من 115 دولارا للبرميل في حزيران 2014 إلى أقل من 60 في نهاية عام 2014 .
نعم إنتاج النفط في العراق في تصاعد والمنافسون الذين عملوا وسيعملون على صون مصالحهم هم السعودية وإيران وروسيا لن يتخلوا عنها في أي ظرف ، وكانت حصص الإنتاج المحددة لأعضاء منظمة أوبك صورية وحبر على ورق طالما تم تجاوزها في إطار مصلحة كل دولة عضو . فهذه السعودية تؤكد رؤيتها وسياستها منطلقة من موقعها كأكبر مصدر للنفط الخام في العالم وأن أسوقها من آسيا شقا مرورا بأوروبا وحتى الأمريكتين . فالموقف السعودي من إنهيار أسعار النفط يلخصه وزير البترول والثروة المعدنية ق علي النعيمي الذي قال في مقابلة مع نشرتها "ميدل إيست إيكونوميك سيرفي (ميس) " إنَّ المملكة مُستعدة لزيادة الإنتاج والاستحواذ على حصة أكبر في السوق لتلبية الطلب من عملاء جُدد.. وأنَّ المملكة أقنعتْ أعضاء أوبك الآخرين بأنه ليس من مصلحة المنظمة خَفْض الإنتاج مهما كان سعر الخام. وإن كسياسة لأوبك.. ليس من مصلحة منتجي المنظمة خفض إنتاجهم أيًّا كان السعر.. وأنا أقنعتْ أوبك بهذا.. حتى عبد الله ألبدري (الأمين العام لأوبك) مُقتنع بهذا حاليا". وسواء انخفض سعر البرميل إلى 20 أو 40 أو 50 أو 60.. هذا لا يهم". و قد لا نرى" مرة أخرى سعر النفط عند 100 دولار للبرميل، وهو المستوى الذي كانت تفضله السعودية في السابق للأسعار.
هذه التصريحات تؤكد وبأقوى دليل على أنَّ أكبر دولة مصدِّرة للنفط في العالم لا تنوي خفض الإنتاج مهما هبطت الأسعار، بل ترغب في استغلال تكلفة الإنتاج المنخفضة لاقتناص حصة أكبر من السوق من منافسين سواء داخل أوبك أو خارجها.
وفي السياق، فإن أسعار النفط تناول حول 60 دولارا للبرميل، في نهاية 2014 ، وإن معظم الدول المنتجة للنفط ، من الدول النامية تعتمد دخولها القومية بنسبة كبيرة على عوائد صادراتها من النفط . لذا فإن العراق معنيٌّ بإنتهاج سياسة نفطية تؤكد على إستقلالايته ومصلحة شعبه سواء مع نظرائه في أوبك أو خارجها . فقطاع النفط في العراق يتنامى حثيثا كما أن هناك العشرات من كبريات شركات النفط العالمية التي تعاقدت مع العراق تعمل على أسس الخدمة فإن الإنتاج مرشح لزيادة متوالية غير متناسين الشكوك التي جاءت من أكثر من مصدر متخصص بشؤون النفط في أن يتمكن العراق من مضاعفة إنتاجه أربعة أضعاف خلال ست سنوات .على اعتبار أن البنية الأساسية لصناعة النفط لديه لا تزال بحاجة إلى المزيد من التطوير، كما أن الاستثمار وتطوير حقوله الموزعة على مساحة أرضه كلها تحتاج إلى مليارات من العملة التي ليست لديه.
فمن الثوابت في مصلحة العراق أن لا تكون عضويته في منظمة اوبك على حساب مصلحته أو تحجيمه في التوسع في الإنتاج وفي التصدير وفي الوصول إلى مزيد من الأسواق . إذ أن عضويته في أوبك ليست مقدسة .
وفي الأمد القريب أو البعيد فلابد لعودة إيران لإنتاج النفط ولتصديره وستكون هي الأخرى منافس على الأسواق وستشتد الخلافات داخل أوبك بين الأعضاء على الحصص والأسعار . وكما حدث مرارا سبقت أن يتفق أعضاء أوبك في اجتماعاتهم الدورية على الحصص والإنتاج ، غير أن التطبيق يختلف عما إتُفِقَ عليه .
فضلا عما تقدم فإن سوق الولايات المتحدة الأمريكية الذي يعتمد حاليا بنسبة كبيرة على المستورد من النفط الخام ، فإن الولايات المتحدة بأي قيادة عازمة على تحرير نفسها من الاعتماد على النفط الأجنبي بشروعها بإنتاج النفط الصخري أو خططها البعيدة المدى بإستغلال نفك ألاسكا الذي يؤمن حاجتها لعقود.

#محمد_رياض_حمزة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات