|
يوم أكتشفتُ أني ... غير مؤمن !
عماد حياوي المبارك
(Emad Hayawi)
الحوار المتمدن-العدد: 4669 - 2014 / 12 / 22 - 23:52
المحور:
كتابات ساخرة
يوم اكتشفتُ أني غير (مؤمن) نهاية الثمانينات وبينما بدئت قبضة الحكومة العراقية تضعف نتيجة الحرب، سُمحَ للقطاع الخاص بدل العام استيراد المواد الاحتياطية للسيارات ... حينها، ذهبت بزيارة لمحل صديق في شارع الرشيد منطقة سيد سلطان علي، وبينما كنت أنتظر أستكان الشاي، وقع نظري على ختم (صنع باليابان) بالانكليزي في درج مكتبه ... ـ هاي شنو؟ سألته. قال : كل البضاعة تايوان ونختم عليها (جابان) لأن مَ يصرّف الأصلي ! ولما سألته عن الجودة قال : حتى الياباني أحيانآ يكون معيوب ! قلت : والله صحيح ... وبينما كنت أشرب أستكان شاي ثانٍ، تذكرت حادثه تتعلق بالمواد الأصلية التي لم نكن بالعراق نعرف غيرها ولم نرَ المقلد والمغشوش بعد، فقصصتها له ... سنة 1977 كنت طالباً بالجامعة التكنولوجية ومصرفي من أهلي خمس دنانير بالأسبوع، وابتليت بسيارة نوع فيات إيطالي أشتريتها وأنا الغشيم من معارض السيارات في النهضة، كانت (سرطانه) بجدارة، يوم يعيط الدشلي وآخر مَ يدور السلف وأسبوع يوكف الداينمو وثاني يخر الراديتر الى أن مصت جيبي ودمرت أعصابي ... كنت أصرف كل شهر عشر دنانير تصليح في وقت كانت تفويلة السيارة دينارين فقط، لكن كان لها فضل عليّ أنها علمتني كل عطلات السيارات والسبيل لإصلاحها بأول شهرين من حيازتي لها ! لوحده وبدون سابق إنذار، عطَلَ الدبل الخلفي وصارت أصوات تحت السيارة، فرقعة وطبطبة، فاضطررت أتوسل بزملائي وأتحمل نصبهم علي حتى يسلفوني (يداينوني) بعض دنانير، فرحت لمخازن الشركة العامة للسيارات فرع مواد فيات الاحتياطية وكانت بنهاية شارع الصناعة مقابل نادي المشرق، أشتريت زوج دبلات جديد أصلي، نعم أصلي بدليل أنه لفتت نظري هناك لوحه مكتوب عليها (قطع غيار أصليه) فتساءلت حينها ... (كيف يمكن أن تكون المواد الأحتياطية ... مواد مو أصلية؟). المهم وصف لي أبن (حلال) فيتر يصلح الصدر يقع بالفرع الأول عاليمين بشارع الشيخ عمر، كراج حجي خيارة، ربما الكراج لا يزال حتى اليوم، هذا الأسم لم أنسه حتى اليوم. كنتُ أمني النفس بأن هذه ستكون خاتمة التصليحات وسوف تهوى جميع الأعطال في المستقبل على عتبة كراج الحجي خيارة ! أستبدله المصلح وحاسبته وعدت تغمرني سعادة إلى البيت. ثاني يوم عندما كنت أتناول فطوري وإذا بصوت الوالدة يحمل (البشرى) ... ـ يمه اكو بقعة دهن تحت سيارتك. جملة واحدة كانت كافية للإطاحة بكل أحلامي. عدت له : أبو فلان، دخيلك شنو الحل؟ قال : أخوية، دبلك الجديد (معيوب). قلت : رجاءً رجعلي القديم الزين. قال : والله ذبهن العامل، بس عندي (مجفّت)، تريد أبدله ؟
بالتواسيل باع لي واحد نص عمر طبعاً 90% مالتي، القديم بعد أن يستبدلون الواشرات فيه، حيث أني رأيت العامل سحبه من فوق ألوف الدبلات المستهلكة التي صففها فوق (طبكة) بمحله ... الشهاده لله أن الرجل ساعدني بالأجور، والسندويج والبارد على حسابه !
ضحك صاحبي كثيراً برغم تراجيديا الموقف، فسألته : ليش تضحك ؟ قال : بعدك تندل الفيتر لحد الآن ؟ أجبته : دتنصب حضرتك ؟ أجاب : ياغشيم، أهم ما بالدبل هي الواشرات، ودبلك الجديد مجرد فيه ثقب، راح يضع هيدروليك من جديد وكطرة لحيم وأبوك الله يرحمه. وأضاف : دبلك ينباع بسعر الجديد، روح أخوية لحك عليه، لعلمك ... لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين. بعد (خمسطعش) سنة، دوخني جواب صاحبي، وجعلني أدخل بمعادلة صعبة، رجعت للبيت دايخ وسويتلي شوية مزات وجريت بطل بيرة وصفنت وحللت المقولة بأبطالها ... واللدغ مرتين : هو تبديل الدبل مرتين ! والفاعل : ضمير مستتر هو الفيتر بدل (الحيه). والجحر : بالطبع هو كراج حجي خيارة. إذاً بقي معرفة مجهول واحد وتكتمل الصورة، من يكون المغضوب عليه، عفواً المفعول به الذي فقد إيمانه ولُدغ مرتين، منو ... منو ؟ أكيد (آني) يا جماعة ! من يومها حرّمتُ أذهب لشارع الشيخ عمر ولا حتى أمر فيه، عساها بـ (بخت) الطليان يوم ما صنعوا الدبل معيوب، وحلفت لا أجني في يوم سيارة ايطالي ولا أشتري طباخ إيطالي ولا أستعمل مكائن سحب ذهب إيطالية ... (مو) بس، وإنما ما أسمح لمرتي تلبس بوت طويل، لأنه يشبه.. خريطة أيطاليا !
عماد حياوي المبارك × لست أنا ضد الطليان، لكني لا أرغب صناعتهم، أجدها تجارية وكأن إيطاليا هي (صين) أوربا !
#عماد_حياوي_المبارك (هاشتاغ)
Emad_Hayawi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العتب على ... السمع
-
ورقة التوت
-
الآنسة ... بابيت
-
عملية اغتيال ... بدالة
-
مستقيمات
-
لواكة لبّي
-
حكايا وبغايا
-
لازوردي
-
كالكوووون
-
قه شقولي
-
فلس ... وسبع كازكيتات
-
البعد الرابع حقيقة أم خيال
-
الأخوات السبعة
-
أعز أولادي
-
حمادة سجادة
-
طابة
-
البوابة الذهبية
-
صلاة ... وأنفجارات
-
سوق (حانون)
-
سالميات
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|