|
جمهورية اردوغانستان الاسلامية
حامد الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 4668 - 2014 / 12 / 21 - 17:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد ان استقرت تركيا دولة علمانية بامتياز وظل كمال اتاتورك يحكم من داخل قبره منذ وفاته عام 1938 ولفترة طويلة .. اصبحت تركيا بنكهتها الشرقية وتاريخها الاسلامي العريق وعلمانيتها المتوازنة واجوائها الساحرة والحرية المتاحة للجميع دون تميز ... قبلة للسواح من جميع انحاء العالم ....وتؤكد الاحصاءات دخول 30 مليون سائح سنويا الى اسطنبول .... استطاع كمال اتاتورك بخمسة عشر سنة وهي الفترة التي حكم بها تركيا (1923- 1938 ) ...استطاع من كتابة دستور عام 1024 والذي احكم فيه علمانية الدولة من خلال اصدار قوانين هامة وعميقة مثل تغيير الابجدية العربية الى ابجدية لاتينية ... وتحريم الحجاب ومنع الاذان وعدم تدخل الدين بالسياسة والانفتاح على الغرب ....والدخول في حلف شمال الاطلسي والتوجه بعيدا عن قضايا الوسط الاسلامي والعربي .... والسعي لدخول السوق الاوربية المشتركة ...... وصولا الى مجيء حزب التنمية والعدالة للسلطة عام ... 2002 ...... ولكي نفصل بين مرحلتين ...مرحلة كمال اتاتورك ومرحلة اردوغان ...ينبغي ان نذكر للرجل ما له وما عليه ......؟فقد كان اردوغان عمدة اسطنبول من عام 1994- 1998 وادارها بكفاءة عالية اكسبته الكثير من المؤيدين والاتباع ....وحقق انجازات هامة ...جعلت من اسطنبول قبلة للسياح من جميع انحاء العالم ....مما اسهم في انتعاش الاقتصاد .... والاستثمار .... واردوغان هذا ..... ....حكم عليه واودع بالسجن لتحريضه على الكراهية الدينية عام 1998 ...وبعد ان تم تاسيس حزب العدالة والتنمية عام 2001 ... بعد حضر نشاط حزب الفضيلة وزعيمه اربكان ....فاز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات عام 2002 ...وفي عام 2003 اصبح اردوغان رئيسا للحكومة بعد اسقاط الحكم عنه .... وقد شهدت تركيا نهضة اقتصادية وشهدت معدلات نمو عالية ....ونموا في الصناعة والزراعة ....حتى ان التجربة التركية بالاعتماد على الراس المال الوطني وتشجيع الاستثمار اصبحت محط احترام من قبل الجميع ..... وقد انتخب رئيسا للجمهورية في اول اقتراع مباشر من قبل الشعب عام 2014 .... لكنه ادرك ان ضم تركيا الى السوق الاوربية المشتركة يبدو مستحيلا ..... كما ان احلامه بالهيمنة واعادة امجاد الامبراطورية العثمانية تتعارض مع توجهات الجمهورية العالمانية ...التي ارسى قواعدها كمال اتاتورك ...فكان لابد من القيام ببعض الاستعراضات العالمية ....وما حصل في مؤتمر دافوس واحتجاجه على عدم منحه الوقت للرد على رئيس الوزراء الاسرائيلي وانسحابه ....وقضية الباخرة التركية ( الحرية ما ) كانت الا مقدمات للعب بعقول العرب والمسلمين وتقديمه على انه القائد القوي المؤمن الذي يستطيع مواجهة اسرائيل ..وتحديها ...مقابل عجز العرب واحساسهم بالوهن امام اسرائيل القوية ..... ....ولانه ادرك ان تمثيل السنة في العالم وتقديم النموذج الاسلامي المعتدل وما رافقه من نهضة اقتصادية واجتماعية سيعطي لتركيا اهمية في التاثير على القرارات الدولية وتوازن القوى في العالم .... اضافة الى انه يمنح تركيا قوة ومكانة كبرى بين العواصم العالمية وليثبت للغرب ان تركيا تستطيع ان تؤدب اوربا بالوقت الذي تريد ..... وما الاتفاق الغازي الاخير مع روسيا وتحويل خط انابيب نقل الغاز من بولندا عبر تركيا ...الا واحدا من الاجراءات الكفيلة التي ستمنح تركيا الهيمنة على تدفق الغاز الى اوربا .... اليوم ما يتم من محاولات لاعادة كتابة الدستور التركي والدعوة الى العودة الى استخدام اللغة الام (الحروف العربية ) ....هي محاولات انقلاب حقيقية لتمكين تيار اردوغان وحزب التنمية والعدالة من اسلمة الدولة باحداث التغييرات في شكل الدولة ونظام الحاكم .... ومع افتضاح الدور التركي في دعم داعش والتيارات الاسلامية المتشددة ..... وتقديم الدعم اللوجستي وتسهيل مرور المقاتلين الاجانب واقامة المعسكرات على الاراضي التركية ومعالجة المصابين منهم نتيجة القتال في سوريا والعراق ..... حقائق لم تعد خافية عن العالم .... كما ان المواقف التركية المتشددة ودعمهم الامحدود لحكم الاخوان في مصر والمعارضة المسلحة في سوريا وداعش في العراق واستغلال طموح البرزاني في اقامة دولته في شمال العراق ... كل هذه المواقف ساهمت في خسارة تركيا لاكثر من 30 مليار دولارسنويا ..... ولذلك فهو اتجه صوب التحالف مع قطر (راعية الارهاب الاولى في العالم ) للتعويض عن خسائره المادية .....وهو يضع تركيا في مواجهة صعبة مع السعودية ..... فهو جهلا يتصور انه سيتمكن من خلال الدعم القطري من تجاوز ازمته الاقتصادية التي يمر بها الان نتيجة سياساته العدوانية ....لكنه نسي الخبث القطري الذي سيحوله الى مخلب قط لها في نزاعها مع السعودية التي تلقت الرسالة ...فسارعت الى التقارب مع مصر وتقديم الدعم الضروري لمساعدة مصر لتتجاوز ازمتها الاقتصادية .... ولاستثمار الكراهية والعداء بين مصر وتركيا ومصر وقطر ....؟ ولا يغر احدا الوساطات العربية العربية ....لانها الوجه الاخر للغدر والخداع .اما على الصعيد الداخلي ..... هذا الذي يجري سيحفز القوى الليبرالية التركية على التصدي بقوة لمشروع اسلمة الدولة وسيدعم الغرب هذه القوى ولن يهدأ الشارع التركي ابدا ...لكن اردوغان يتصور انه قادر على احتوائهم والسيطرة عليهم ومن هنا بدأت محاربة المعارضين وسياسة تكميم الافواه وكسر العظام وزج المعارضين في السجون والتحدث عن القوى الموازية التي تتامر على تركيا والتي تغلغلت في اجهزة الدولة والتي يجب تصفيتها ...تكريسا لبسط سيطرة حزب التنمية والعدالة على كافة المناصب الحكومية .... يبدو اردوغان مصرا على زعامة العالم الاسلامي السني مقابل ايران الشيعية وتمددها وتطورها النووي وهو كما يبدو يطبق مقولة (جحى اولى بلحم ثوره ) فتوفير الحماية للانظمة الخليجية الصغيرة والضعيفة من الخطر الايراني سيكون حتما مقابل دعمهم المالي واستثماراتهم الكبيرة في تركيا للتعويض عن الخسائر التي سيتعرض لها الاقتصاد والسياحة التركية ... ام زيارة رئيس الحكومة التركية لبغداد فهي تاتي من باب .... استغلال ضعف العراق وامكانية استمرار تهديده بورقة انفصال الاكراد او دعم بعض السنة العرب المعارضين لسياسة الحكومة الشيعية او قطع المياه ..... بالمختصر هي زيارة املاءات على جار ضعيف لا حول له ولا قوة ... والدبلوماسية التي تمتع بها السيد اوغلوا في زيارته الاخيرة لبغداد ...لم تنسينا ابدا تجاوزه حدود اللياقة والدبلوماسية عند زيارته لكركوك دون علم الحكومة العراقية ..... السؤال هنا ....هل سيخدم مشروع تحويل تركيا الى جمهورية اردوغانستان الاسلامية المنطقة والعالم ...... انا اشك من بغداد الى الصين ....؟ حامد الزبيدي 21/12/2014
#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مؤتمر اربيل ....البداية ام النهاية ....؟
-
الاكراد ما لهم وما عليهم ......؟
-
ما معنى الانفتاح العراقي على دول الخليج ......؟؟
-
في بيتنا ....داعش
-
لن انسى ما حييت.....اثنان ....؟
-
الخروج من جلباب ابي ....؟
-
كوباني ....... مدينة للحياة
-
كذبة التحاف الدولي لضرب داعش ....؟
-
هل مشروع بايدن هو الحل لمشاكل العراق .....؟
-
الشيعة العراقيين والحاجة الى قادة ...؟؟؟
-
ما حدث ويحدث في العراق الان ....؟
-
مؤتمر عمان ....قرأة متأنية ...؟
-
بلد بلا ....كريمة
-
حكاية مناضل يدعى ابو حقي ...
-
جيقو
-
ليلة سقوط الموصل ......؟
-
الحل لما يجري في العراق اليوم وغدا ...؟
-
نينوى
-
الانتخابات العراقية ....والسيناريوهات المجهولة ....؟
-
سيناريو التهدئة السعودي .....هل ينجح ....؟؟؟
المزيد.....
-
أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم
...
-
الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
-
تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
-
بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م
...
-
موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو
...
-
بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا
...
-
شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
-
الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ
...
-
بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت
...
-
بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|