عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 4668 - 2014 / 12 / 21 - 10:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم نعرف حتى الآن !؟ من هو التيار الأمريكي الذين نجح في حسم المعركة بين خطي (الأخوان والمسلمين أوالعسكر ) في مصر...
وعلى هذا فالسياسة القطرية لم تتمكن من حسم أمرها النهائي بعد ، بين تأييد (الأخوان ) وهذا ماتفعله بحماس قناتهم (الجزيرة) المؤسسة لشرعية نظامهم وبنيته التحتية الريعية النفطية، الذي لا يتطلب أكثر من مؤسسة إعلامية ليقام عليها دولة وفق الاختارعات الأمريكية .. حتى تكاد تعتقد أن المظاهرات الشعبية المصرية الأخوانية ضد السيسي والعسكر، وكأنها تجري في عاصمة قطر (الدوحة ) ، لولا أنك ستستدرك في لحظتها، بأن الدولة القطرية وعاصمتها الدوحة، لا تستطيع أن تحتمل مظاهرة واحدة من مظاهرات أحد أحياء مصر... !!!
ما يذكرني بهذا الموضوع هو لغة خطاب وزير خارجية قطر الشاب الذي كان يحاورنا كمعارضين في استانبول، بلغة تأنيبية وتوجيهية صارمة ليست أكثر نضجا سياسيا واحتراما لنا كسوريين معارضين، كتاريخ معارض منتج لكل تيارات الفكر السياسي العربي منذ الأربعينات والخمسينات (علمانية وإسلامية، ويمينية أو يسارية) لم تكن مفرداتها واصطلاحاتها معروفة في الكثير من البلدان العربية .. !!!
لقد ذكرني هذا الوزير الخارجية القطري الذي كان يشرف على مصالحتنا كمعارضة سورية، بأن خطابه وشكل توصيله ليس أكثر نضجا من خطاب الولد المعتوه الأسدي الشيزوفريني، وهو يحاضر تعليميا وتوجيهيا في مؤتمرجامعة الدول العربية ،بلغة (متحذلقة فارغة) يلقيها على أفئدة عواجيز الحكام العرب في مؤتمر القمة !!!!
ولهذا عندما التقينا في اليوم الثاني والثالث في استانبول، بوزراء غربيين وأمريكيين، بل وبوزير خاجية الدولة الاستعمارية الأعرق في العالم ( بريطانيا) شعرنا بأنه أكثر تواضعا من وزير خارجية (قطر العظمى )، في طريقة حواره الحضارية المتناسبة مع مستوى (بريطانيا العظمى) دماثة وتواضعا، من حوارنا مع وزير الخارجية الجديد لدولة (قطر العظمى) ...
إن أهم وأخطر ما في الأمر في مشاركتي بهذه الحوارات، أن هذه الدول ( الأجنبية والعربية والإسلامية ) ظهرت لي أنها هي التي ستحدد لنا قيمتنا ومكانتنا وحجمنا ومكان تموضعنا في المعارضة، وليس شعبنا الذي يقدم تضحيات في سبيل الحرية، أكثر مما قدمته الثورة الانكليزية والأمريكية ذاتها ...
طبعا ... لن نتحدث عن تضحيات المشيخات العربية في سبيل الاستقلال والسيادة.!!! بيد أني .لم أستطع أن أتحمل عار أن يكون دوري وموقعي في المعارضة يتحدد من خلال توافقات جهات خارجية : أجنبية وعربية ) كحال النظام الاسدي الذي يستوطن سوريا بقرار خارجي، حيث يستأجر قيادة وإدارة حكم سوريا من أمريكا وإسرائيل ...!!
هذا أحد مستويات الإجابة على سؤال الأصدقاء عن اسباب ابتعادي أو ابعادي عن المشاركة في نشاط المعارضة وإعلاني للانتماء للثورة كإرادة شعب !!!، باعتبار هذه المعارضة لم يخترها وينتخبها الشعب وأولياء الدم والشهادة، بل اختارها أولياء النفوذ المالي,, والعسكري والسياسي (أجنبيا أوعربيا ) الذين أفسدوا المعارضة القابلة بذاتها للفساد مادامت ليست تعبيرا عن إرادة شعبها، بل عن إرادة مموليها وداعميها ولصوصها ومحتاليها ....
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟