|
رسالة في الجنون
نايف سلوم
كاتب وباحث وناقد وطبيب سوري
(Nayf Saloom)
الحوار المتمدن-العدد: 1307 - 2005 / 9 / 4 - 14:23
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
"انظروا، ها هو أوديب الذي حل اللغز الكبير وكان لـه السلطان الأكبر، وأثنى كل المواطنين على حظّه وحسدوه، انظروا في لجَّة أية محنةٍ هوى!" (سوفوكليس)
جنون الفُصام ، في جوهره، رفض ينجم عنه انقطاع في الاتصال. داخلياً ، هو غزوٌ ماحق تتعرض له الأنا الشعورية من قبل المحتويات اللاواعية (اللاشعورية). ما يشجع هذا الغزو هو ضعف الأنا الشعورية واضطرابها (1). الأساسي في هذا الغزو أنه ينجم عن اضطراب مأساوي في علاقة المحتويات اللاواعية بالأنا الشعورية التي يصيبها نوع من الانحلال. فلا يمكن للأنا الشعورية أن تقيم علاقة هيمنة مع المحتويات اللاواعية إلا إذا كانت هذه الأنا موحّدة ومتماسكة، أي لا بد من وجود هيمنة فعّالة داخل الأنا الشعورية نفسها. بينما يؤدي غياب هذه الهَيْمَنة ، وما يعنيه ذلك من تجزُّؤ وتبعثر الأنا الشعورية إلى فوضى داخلية مخيفة. مع البعثرة والتجزؤ والانحلال تفقد الأنا الشعورية امتيازها كمركّب مسيطر ومهيمن في علاقتها بالمحتويات اللاشعورية. الظاهرة الرئيسية في الجنون هي ظاهرة الانحلال ، إنها تنطوي على جانبين متكاملين، الشعور منفصل عن اللاشعور وخاضع لسيطرته في آن واحد. فالانحلال والاستحواذ مترافقان و"استحواذ اللاشعور يعني التمزق والتجزُّؤ إلى عدد كبير من الموجودات، إنه ضرب من الانفصال" (2). يؤدي هذا الاستحواذ إلى إلغاء الفروق، التي هي ميزة أساسية للأنا الشعورية الموحّدة، والمهيمنة على كيانها. غياب الفروق بين الأنا الشعورية والمحتويات اللاشعورية يعني تدهور الشخصية التي يحدّدها جوهرياً تمايز الأنا وسيطرتها على ذاتها وعلى المحتويات اللاواعية في نفس الوقت. و"الفرد" لا يعني المنعزل، بل "غير المجزأ ". " والعزلة الحقيقية، نتيجة حالة من اللاتمايز، هي انصهار بالآخر "الداخلي" واستحواذ اللاشعور على الشعور"(3). "في الجماعة فقط (مع الآخرين) يملك (كلّ) فرد وسائل تنمية مواهبه في جميع الاتجاهات ، وبالتالي فإن الحرية الشخصية لا تكون ممكنة إلاّ في الجماعة" (3). يؤدي الاستحواذ في حدوده المتفاقمة إلى قطع الاتصال مع العالمين الداخلي والخارجي بشكل دراماتيكي. نقرأ المرحلة الثانية من المراحل المترقية للفُصام عند (كونراد) : المرحلة الثانية أو "[Apophany]: يزداد الارتخاء أو النقص في الترابط المنطقي للإحساس بالعالمين الداخلي والخارجي لدرجة أن المتعذر فصله، نراه الآن منفصلاً، مفضياً إلى خبرات توهُميّة وزَوْرانيّة "(14) العالم الداخلي هنا ، مشروط بالحتميتين الاجتماعية-الاقتصادية والبيولوجية (الوراثة)، اشتراطاً موسّطاً؛ أي اشتراطاً يأخذ باعتباره توفّر شروط أو حوادث معينة في فترات معينة من التاريخ الشخصي للفرد. مثال ذلك مفهوم "الفترة الحرجة"، وعلاقة هذا المفهوم بالوراثة متعدّدة العوامل. فحتى يصاب فرد بمرض توريثه من النمط المتعدّد العوامل، يفترض تعرض هذا الفرد لتأثيرات بيئية محددة في زمن محدد (الفترة الحرجة) . حتى يتم ، لاحقاً، انطلاق هذا التوريث من الكمون إلى الفعل. يكتب جيروم كاغان: " إن مصطلح "الفترة الحرجة" يشير إلى تلك الفترات الزمنية التي يؤثر فيها حادث بيئي ذو نمط معين تأثيراً درامياً شديداً على عضو محدد آخذ في النمو، أو على عملية فيزيولوجية، أو على السلوك نفسه" (5). في الفُصام، كما هو الحال في كل غزوٍ صاعق، يُشلّ الخصم - الخصم ، هنا هو الأنا الشعورية - ويُترك بدون لغة ؛ بدون استقبال، أي يُترك موسوماً بالصَمَم (Deaf) والخَرَس (Mutness) ، والحَصَار (Blocking). أليس اضطراب التفكير هو اضطراب الُّلغة [والكلام] ؛ اضطراب الاتصال!؟ (7). نقرأ عند تزفيتان تودوروف في كتابه "فتح أمريكا – مسألة الآخر": ".. النجاحات المتواصلة في جَمْع المعلومات لا تتزامل هنا، كما قد يتصور المرء، مع سيطرة على الاتصال بين البشر، وهناك شيء ما رمزيٌّ في رفض موكتيزوما المتكرّر الاتصال بالدخلاء. فخلال المرحلة الأولى للفتح (الغزو)، عندما كان الأسبان ما يزالون قريبين من الساحل كانت الرسالة الرئيسية التي أرسلها موكتيزوما هي أنه لا يريد أن يَتِمَّ أيّ تبادل للرسائل! . . وهو يتلقى معلوماته بشكل جيد، لكن ذلك لا يسرّه، على الضد تماماً، وإليكم كيف تصفه روايات الأزتيك: "أحْنى موكتيزوما رأسه، دون أن يتفوّه بكلمة، وضع يده على فمه، وظلّ على هذه الحالة مدة طويلة، كما (لو كان) مَيْتاً أو أخْرس، إذ لم يكن بوسعه أن يتكلّم أو أن يُجيب. (69،III،Duran)". والحال أن مُوكتيزوما ليس منزعجاً (مرعوباً) لمجرد ما تحتويه الرسائل، فهو يبدو عاجزاً-بالمعنى الحرفي للكلمة-عن الاتصال، ويُوجِد النص، بشكل له مغزاه، توازياً بين "أخْرس" و"ميْت"(8). يكتب اشتيفان بَنْديك في كتابه: "الإنسان ...والجنون، مذكرات طبيب أمراض عقلية: "كان لديَّ ، في مصحة ليبوتيموز لمختلِّي العقل، مريض ظل محبوساً لأربعين عاماً. وظل راقداً على سريره بدون حراك خلال الأربعين عاماً. وحين سألتُهُ عن حاله هزّ رأسه وقال: "حسناً، أشكرك.." ص(34)..ويضيف بنديك، بخصوص مريض آخر: "يستخدم العم تابيه الإشارة ليؤكِّد أنه يرغب أن يستمر الحصاد، كان قادراً على الكلام لكنه لا يرغب فيه" ص(81). نعود إلى تودوروف ، حيث يكتب: "وهذا الشكل لا يؤدي فحسب إلى إضعاف المعلومات، بل هو يرمز إلى الهزيمة، حيث أن عاهل الأَزْتيك ، هو بالدرجة الأولى، سيّد في فنّ الكلام- وهو الفعل الاجتماعي بامتياز- وحيث أن التخلي عن استخدام اللغة يساوي الاعتراف بالفشل" (9). "والحال أن غرابة الأسبان أكثر جذريّة بكثير، ويسارع الشهود الأوائل لوصولهم [وصول الأسبان] إلى نقل انطباعاتهم إلى موكتيزوما : "يجب أن نقول له ما رأيناه، وما رأيناه مُخيف، فلم يحدث من قبل قطُّ أن شُوهد مثيلٌ له (6،XII،CF).."(10) "أما هُويّة الأسبان فمغايرة جداً، وأما سلوكهم فمفاجئ إلى الدرجة التي يتزعْزَع معها نظام الاتصال بأكمله، ويخفق الأزتيكيّون حيث كانوا يبرعون سابقاً، أعني في تجميع المعلومات (11)". هنا ، لا بد من التفريق بين غزوٍ خارجيّ وغزوٍ داخليّ ، فالغزو الخارجيّ يكون عندما تهاجم تشكيلات حديثة (متقدِّمة) تشكيلات (بنى) أخرى متأخِّرة (قديمة) ومثال ذلك، غزو الأسبان لقبائل الأَزْتيك. بينما يحصل الغزو الداخليّ بشكل مقلوب، بحيث تهاجم بنى (محتويات) قديمة تشكيلات (بنى) حديثة. فالمحتويات اللاواعية (القديمة) هي التي تقوم بالغزو تجاه "الأنا" الحديثة التي يصيبها نوع من الضعف والانحلال . هذا "الشكل المقلوب" للعمليات الداخلية ليس غريباً على عمل الدماغ، فعندما تستقبل العين انطباعاً حسيّاً، آتياً من هدف مضيء (شمعة مشتعلة مثلاًَ) ، فهي تنقله إلى القشرة الدماغية بعد قلبه على الشبكية، أي أن ظل الشمعة على الشبكية مقلوب ويصل قشرة الدماغ كذلك، والعقل في محاولته القبض على واقعة ما معرفياً، يعمل على ترتيب عناصر الواقعة، بحيث يضع أولاً ما كان آخراً ، وآخراً ما كان أولاً، أي يضع "الظاهر" في آخر القائمة، و "الباطن" في أولها ؛ أي يضع أولاً ما هو مفصليّ ومُهَيْمن في الواقعة، بحيث يُرتِّب عناصر الواقعة، معيداً تشكيلها وفق عنصرها المسيطر، أي يعيد إنتاجها بطريقة ديالكتيكية . وهذه الإعادة للتشكيل والبناء هو ما يسمى بـ"ديالكتيك العَيْني" . هذا على مستوى السيرورات الوجودية –الفردية الداخلية. أما على مستوى آلية فعل الحتمية الاجتماعية- الاقتصادية(الشرط الاجتماعي/ الاقتصادي) في الشكل الوجودي الفردي، فليس لكائن أن يُعبّر عن ذلك قدر جنون نيتشه. لقد دفع نيتشه "التفسير" (التفسير العقلي للوجود والموجود) بخط مستقيم ممارساً عليه تهكُّماً سقراطياً. لقد قاد "التفسير" المستقيم والعنيد التواصل، قاد نيتشه إلى جنونه سنة 1888. لقد كان جنون نيتشه اعتراضاً (أو نوعاً من رفض) على حداثة الغرب، كان نوعاً من تهكُّم سقراطيِّ على هذه الحداثة التي وضعت بيد الإنسان ولأول مرة في التاريخ ، قَدْر هائل من وسائل الدمار والبناء، وقدر هائل من الذاكرة والعلم التاريخي، دون أن تزوّده في الوقت نفسه بقابليات أخلاقية كافية (تناقض التشكيلة الرأسمالية المُميت). لقد تحسس نيتشه مأساة الإنسان المعاصر، التي تقضي "أن يذوق لعنة تقدميته حتى الثمالة من جهة ، وقصوره الأخلاقي من جهة ثانية" (12). وهذه الّلعْنة السماوية تجد سرّها الدنيويّ – الأرضيّ في المُلْكيّة الرأسمالية الخاصة ، وفي التملُّك البورجوازيّ الخاص. هكذا نستطيع فهم عبارة ميشيل فوكو بخصوص جنون نيتشه. يقول فوكو: "كان جنون نيتشه هو الثمن الباهظ الذي ينبغي دفعه لكي ينبلج فجر حداثة الغرب"(13) أجل كان نيتشه "كبش فداء" لعصر يتشكل. فنيتشه ، الذي استنفد طاقته في تدمير الآلهة والأخلاق القديمتين، لم تسعفه قوته ليبني آلهة وأخلاقاً جديدتين. عندها هاجمته الأفاعي القديمة العمياء /هول البيولوجيا/ ، عندها وصل نيتشه إلى تخوم النور، هناك لاح بحر من الظلام، غمر عينيه ففقد كل ذاكرة لطريق العودة واختفى الأثر. أما رينيه جيرار، فيقول في كتابه "العنف والمقدس" : لاحظَ بعض المراقبين المعاصرين وجود تشابه ، قد يُعبِّرون عنه صراحة ، بين تشنُّج الضحيّة القُربانيِّة، وهي تلفظ الأنفاس الأخيرة، وتشنُّج المستحوذ عليهم" (14). جدير بالذكر أنه في العصر ما قبل البورجوازيّ – الرأسماليّ ، كان المجنون خليطاًُ من منبوذ ومُقدَّس ، وكان يُدفع إلى "خارج" المجتمع ، لكن ليس بعيداً جداً بحيث تلعب "المسافة" دوراً حيوياً" . على الجماعة أن لا تقترب كثيراً من المُقدَّس لأنه ، عند ذلك يفترسها، كما أنه يترتب عليها ألا تبتعد عنه ، فتفقد آثاره الخيِّرة" (15). النّبْذُ في العصر البورجوازيّ يكون للداخل، لأن هذا العصر لم يُبق شيئاً خارجه، فمع هذه التشكيلة الكليِّة أصبح للمجنون مصحة داخل المجتمع، مِصحّة يُدفن فيها. ما يلفت النظر حول تسمية الجنون في العصر البورجوازي، أن التطور في التسمية يُساير مراحل تطور وانحطاط التشكيلة الرأسمالية نفسها، من مرحلة الشباب إلى الشيخوخة، وحتى الصّدْع فالانقسام. فـ"العَتَهُ المُبكِّر" ، و"الفُصام" هما تسميتان لمرحلتين من مراحل تطور الجنون في العصر البورجوازي. ففي عام 1896 نظم كرابْلن ملاحظات الباحثين الذين سبقوه (موريل، هِيكِر، كالباوم) ، وأنشأ مفهوم الخَرَف المُبْتسَر أو العَتَه الباكِر. (Dementia Praecox) (16). لقد توج تاريخ هذه التسمية نهاية مرحلة شباب البورجوازية وحيويتها وتقدميتها وبداية ما يسمى بالمرحلة الإمبريالية (مرحلة التنكُّس والشيخوخة و"الخَرَف") لتأتي تسمية يوجين بلولر سنة 1911 : "في عام 1911 نشر يوجين بلولر دراسات عن الخَبَل المُبكِّر، أو ما أسماه مجموعة الفُصام" (17). لقد صاغ يوجين بلولر لفظ الفُصام (Schizophrenia)، ومعناه الحرفي "انقسام العقل" (Split-mind ness). ويرجع أصل هذا اللفظ إلى الكلمة اليونانية (Schizin) ومعناها (To Split) يَقْسم ، وكلمة (phren) ومعناها (Mind) أي (العقل)" (18). يتزامن ظهور مصطلح "فُصام العقل" مع انقسام في التشكيلة الرأسمالية العالمية حيث بدأت بذور هذا الانقسام اعتباراً من سنة 1905، أي مع قيام الثورة الروسية الأولى وظهور الشعور القومي الحديث في المستعمرات وأشباهها. الجنون أقدم من الرأسمالية. فمن خلال التدقيق يظهر أنه سمة لعصر سيطرة الذكر اجتماعياً /عصر الأبوة/. فنرى على سبيل المثال ظهور لفظة "المجنون في بعض الآيات القرآنية: "كَذَّبت قَبْلَهُم قومُ نوحٍ فكذَّبوا عبدَنَا وقالوا مَجْنونٌ وازْدُجِرَ" (19). ، وورد أيضاً: "ن. والقَلَمِ وما يسْطِرون، ما أنتَ بنعمةِ ربِّك بمجنون" (20). يكتب حسن قبيسي: "القبيلة كيان اجتماعي ذو أيديولوجيا موحَّدة بامتياز. وقد رأينا أن هذه الأيديولوجيا التي يعاد إنتاجها باستمرار، هي شرعة الآباء الأولين، ولا شرعة سواها. من يخالفها يحلُّ به العِقاب الصارم. فتخلعه القبيلة إيذاناً بأنها لا تتحمل وِزْرَه ولا وِزْر دِينِهِ إذا قُتِل. وقد يؤدي هذا الخَلْعُ إلى الجنون. فالخُلاعُ والخَيْلعُ والخَوْلع: الخَبَل والجنون وهو فزع يبقى في الفؤاد يكاد يعتري منه الوسواس...وقيل الفزع (لسان العرب)...(وهو ما قد يتعرض له المخلوع، أي الذي يخرج عن إجماع القبيلة وعقيدتها السائدة.) ص(109).(21) والخَيْلع: المخلوع المَقْمور ماله. وخَلَعَه: أزاله. .. ورجلٌ خليعٌ : مخلوع عن نفسه، وقيل هو المخلوع من كل شيء . وغلام خَيْلع: بيِّن الخلاعة : وهو الذي خلعه أهله فإن جنى لم يطالبوا بجنايته. والخَلِيع : إنّا خلعنا فلاناً فلا نأخذ أحد بجناية تجنى عليه ولا نُؤاخَذ بجنايته التي يجنيها . وكان يسمّى في الجاهلية الخَلِيِع . وخلع امرأته خُلعاً بالضم وخِلاعاً فاختلعت وخالعََته : أزالها عن نفسه وطلقها على بُذْل منها فهي خالع، والاسم الخُلْعة. وجاء في القاموس المحيط: "(لخَلْعُ) كالمَنْع: النَّزْعُ إلّا أن في الخَلع مُهلة..وكان في الجاهلية إذا قال قائل هذا ابني قد خلعته كان لا يؤخذ بعد بجريرته وهو خليع ومخلوع. والخُلَعاءُ جماعتُهم، بطنٌ من بني عامر بن صعصعة، كانوا لا يعطون أحداً طاعةً.. الخَلَعْلع: ..شبه خبل يصيب الإنسان..والخَيْلع..الفزع يعتري الفؤاد كأنه مس كالخولع..والخولع: الغلام الكثير الجنايات كالخَيْلع والأحمق والدليل الماهر.. المُخلَّع كمعظّم بيته والرجل الضعيف الرخو ومن به شبه مس ، وامرأة مختلعة شبقة، واختلعوه أخذوا ماله وتخالعوا نقضوا الحلف بينهم وتخلّع في الشراب انهمك وفي المشي تفكّك" ص(19)(22). في التعليق على عبارة قبيسي أقول: الخَلْع من القبيلة "قد..يؤدي إلى الجنون"، إلا إذا كانت حركة التاريخ تتجه نحو تأسيس إيديولوجية بديلة سائرة نحو هيمنتها . ومثل ذلك الإيديولوجيا الإسلامية كبديل لإيديولوجيا "القبيلة" . لذلك يكون إنكار إيديولوجيا القبيلة من قبل النبي محمد هو "نِعْمة" وطمأنينة من ناحية الإيديولوجيا الوليدة. من هنا تأخذ الآية القرآنية كامل معناها: "ن. والقلم ما يسطرون، ما أنت بنعمة ربِّك بمجنون". إن مقارنة عصر الأبوّة بـ عصر الأمومة ستكون ذات دلالة لموضوعنا، نقرأ في "اللغة المنسية" لـ"إيريك فروم": "والمبدآن اللذان يمثلهما كريون وأنتيغونا ، هما المبدآن اللذان وصفهما باخوفن (بأنهما، المبدأ الأمومي والمبدأ الأبوي على التعاقب: المبدأ الأمومي هو القائل بأن القرابة الدموية هي الرابطة الجوهرية التي لا تفنى، وبمساواة كل البشر، واحترام الحياة الإنسانية والحب. والمبدأ الأبوي هو أن الروابط بين الرجل والزوجة (الأسرة) ، وبين الحاكم والمحكوم، لها الأفضلية على روابط الدم). إنه مبدأ الرتبة والسلطة، مبدأ الطاعة والهرمية"(23). ينتظم العصر البورجوازي، من هذه الناحية، حسب المبدأ الأبوي، فهو منظم وفق مبدأ الهرمية والسلطة. والجنون، في حده الأقصى، اعتراض أو رفض للتنظيم الأبوي للمجتمع، إنه رفض لتنظيم تراتبيّ هرمي-سلطوي للحياة الاجتماعية. فنحن نلاحظ أن توهُّمات (هذاءات) الفُصامي-الزَّوري والتوهُّمات في البارانويا، هي توهُّمات سلطويّة، توهّمات عَظَمة أو اضطهاد. والاضطهاد هو شكل سلبي لمركّب السُّلطة ، يكتب اشتيفان بنديك بخصوص أحد مرضاه: "اكتشف أن هناك شبكة تدار مركزياً أصدرت أمراً بتسميمه عن طريق موجات قصيرة من الأشعة. إن القتلة ليسوا أعداء له، ولا يرغبون الإضرار به، ففي مقدورهم التخلُّص منه بجرعة واحدة من السم. ولكنهم يريدون العكس تماماً، إنهم يريدون أن يكسبوه"(24). إن توهُّمات الاضطهاد والعَظَمة إن هي إلا محاكاة ساخرة (هجائية)(25)". (Parody) لشكل السلطة الأبويّ. حتى في جنون الهوس، يكون الخطاب المسيطر لدى المهووس خطاباً سلطوياً ساخراً. إن ما يلفت الانتباه هو ذلك التشابه بين شكل التفكير الفُصامي وشكل تفكير الفيلسوف الظاهراتيّ (26). يقول جاك در يدا: "إن ما يدعوه هوسرل" مبدأ المبادئ" ، أي الحدْس الواهب الأصلي، المرادف لحاضر المعنى، أو لحضوره في الحدْس المليء الأصلي قد يكون مبدأ ما ورائياً يشكّل مصدر القيمة وضامنها وهذا ما أراد هوسرل تخطّيه (27) ويتابع دريدا: "إن هايدغر هو الذي قرع نواقيس نهاية الماورائية ، وعلّمنا أن نسلك معها سلوكاً استراتيجياً يقوم على التموْضُع داخل الظاهرة وتوجيه ضربات لها من الداخل"(28). أي أن نقطع شوطاً معها، وأن نطرح عليها أسئلة تظهر أمامها –من تلقاء نفسها-عجزها عن الإجابة، وتُفصح عن تناقضاتها الجوَّانيّة"(29). ما من شك أن "حاضر المعنى" هو المعنى الحقيقي، وما من شك في أن تدمير "الماوراء" هو تدمير لمصدر هذا المعنى (القيمة)، تدمير لمصدر القيمة. على هذا الأساس يكون هدف الفيلسوف الظاهراتيّ مشابهاً لهدف الفُصاميّ، فهدف الظاهراتي هو تدمير "الماوراء" أو "مصدر القيمة وضامنها" –مصدر المعنى وضامنه-، أي تدمير العلاقة الباطنية التي هي مصدر حاضر المعنى. كذلك الفُصاميّ، فهو يسعى -من دون وعي- لتدمير العلاقة (علاقة السيطرة) الداخلية بين الأنا الشعورية (حاضر المعنى) والمحتويات اللاواعية (ما يمكن أن نسميه الملء الأصلي). فانحلال الأنا الشعورية في الفُصام هو تدمير لحاضر المعنى. ذلك لأن "الملء الأصلي" (المحتويات اللاواعية القديمة) يعاد تنظيمه حسب مقتضيات الأنا الشعورية (حسب مقتضيات الحاضر)، "فالديناميات اللاشعورية ليست طيبة ولا سيئة، بل تعمل للموقف الذي نتبناه إزاءها" (30). وكوكبة الصور النمطية الأولية والاستيهامات ليست في ذاتها مرضية، فالعنصر المرضي يتجلى بالنحو الذي يستجيب لها الشعور الفردي ويفسِّرها"(31). والأصل في رأي يونغ راهن بمعنى مزدوج: ليس الماضي ممكن المنال إلا في حاضر الحياة النفسية، أي متحولاً مرموزاً، مؤطراً في سياق حديث-والأصل مصدر الإعلام النمطي الأولي، مصدر ينبغي للنكوص العلاجي أن يتيح الارتباط به" (33). و"يرى هوسرل أن أصل المعنى ينطلق من كوننا نحيا ونعيش وعليه يكون الرابط بين اللغة والصوت رابطاً جوهرياً" (33). وكان هايدغر يقول: "إن اللغة هي مسكن الكينونة"(34). لقد أراد هوسرل تخطي "حاضر المعنى" "عبر تدمير" مصدره الذي هو "الماوراء" أو الرابطة الداخلية الجوهرية –هذا التخطي ينجزه الفُصامي عبر انحلال الأنا الشعورية وتدمير الرابطة الداخلية بينها وبين المحتويات اللاشعورية ينجز الفُصامي هذا التخطي عبر إلغاء الفروق (إلغاء النزاع) بين الأنا الشعورية واللاشعور، بين القديم والحديث: "ربما يكون هذا الغياب علامة ضرب من التفكك (35) إن استراتيجية تدمير "الماوراء" و"المعنى-القيمة" عند الفيلسوف الظاهراتي تكشف عداء واضحاً للرابطة الباطنية (العلاقة الداخلية الجوهرية)، عداء للكلية، وتمجيداً للتذرير واللامبالاة، والتخلع والعبث، ونبذ الوحدة، إنها ضرب من ممارسة فوضوية على المستوى الفلسفي، أو بتعبير آخر عبارة عن تهكّم سُقراطيّ تجاه الفلسفة المنظوماتية (لاحظ موقف كيركيغارد تجاه هيغل، وتجاه الدوغمائية. إنه تهكّم سقراطيّ على سيطرة الواحد (الإيديولوجيا الواحدة-السائدة، الفلسفة المنظوماتية /المغلقة/، سيطرة الحزب الواحد، والسلطة التوتاليتارية)(36). نحن لا نشك بالقيمة المعرفية لهذا "التفكيك" /لهذا التهكّم السُقراطيّ عند الفيلسوف الظاهراتيّ، خاصة ما يمارسه من استفزاز لسلطة الواحد-السائد. فالأهمية المعرفية لهذا "التفكيك" تكمن-أيضاً-في عدائه للدوغمائية، وفي انتشاله اللغة من خطر التحنيط والموت. فـ"اللغة تحيا فقط في الاختلاط الحواري بين أولئك الذين يستخدمونها"(37). أما "التفكك" أو انحلال الأنا الشعورية عند الفُصامي فهو رد أيضاً، واعتراض على سلطة الواحد /السلطة الاجتماعية للذكر /الأب/ بكل إسقاطاتها الخارجية وترميزاتها الداخلية. أفلا يمكن أن تكون سيرورة التدمير الذاتي للأنا الشعورية عند الفُصامي، عبارة عن اعتراض "ظاهراتيّ" على سلطة الواحد (الذكر-الأب)؟ اعتراض قائم على محاكاة الأنا الشعورية لـ الّلاشعور وغياب المعنى؟ على هذا الأساس، تشكل التوهّمات /الهذاءات/ الفصامية والزَّوريّة ضرباً من تهكّم سُقراطيّ، أو لنقل، ضرباً من "تهكّم فُصاميّ" تجاه سلطة الذكر-الأب الاجتماعية. أما بخصوص التحليل النفسي ودوره في معالجة الفُصام ، فإن فرويد أبعد العمل العلاجي النفسي عن الفُصاميين ، ذلك لشعوره بأن انسحاب الليبيدو عن العالم الموضوعي (في الفُصام) يعيق تشكيل التّحويل" (38). فـ(فرويد) لم يسمع صوت الجنون(39) حسب ما يقوله ميشيل فوكو، ذلك أنه (فرويد) لم يستطع تجاوز تخوم عصر الأنوار (القرن الثامن عشر)، الذي كان قد أسس له ديكارت. فأثر مادية القرن الثامن عشر على فكر فرويد واضحة، خاصة مادية هولباخ وهيلفيسيوس. إن النظرة الفردوية للفرد، والنزعة الميكانيكية، ونقص النظر الديالكتيكي أبعد فرويد عن فهم الجنون. إن مسالة انحلال الأنا وتبعثرها في الفُصام، وانقطاع الاتصال مع العالم الخارجي، بما في ذلك الطبيب، تجعل مسالة التصنيف ووضع تعريف محدد لهذا الداء أمراً ملحاً وهاماً. ومع ذلك يبقى الأمر في غاية الصعوبة، نظراً لدخول تأثيرات الإيديولوجيا السائدة على خط وضع مثل هذا التعريف أو التصنيف. لذلك "كانت الجهود مكثفة على امتداد المائة سنة الماضية لتعريف هذا المرض أو زمرة الأمراض هذه"(40)
هوامش ومراجع: (1) يرى يونغ في الذهان غزوة تنظيمات نمطية أولية مجزأة، غزوة مترافقة مع عيوب في الحياة النفسية الفردية."ص(191). مأخوذ عن: "إيلي هومبيرت: كارل غوستاف يونغ-الأساسيات في النظرية والممارسة". ترجمة وجيه أسعد. منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي-دمشق /1991/0 (2) إيلي هومبيرت..الأساسيات في النظرية والممارسة"-مرجع سابق ص(189)0 (3) إ.هومبيرت-مرجع سابق. ص(185). (4) ريتشارد .ي.شيدر، وأنتوني.هـ.جاكسون "فصام العقل، مقاربات" ترجمة وتعليق وتقديم د.نايف سلوم. دار المعارف-حمص-الطبعة الأولى 1994 ص(35)0 (5) جيروم كاغان "نمو الشخصية" ترجمة صلاح الدين المقداد-مراجعة د.عبد المجيد النشيواتي-منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي-دمشق 1983 ص(17)0 (6) (DEAF) أصمّ، مُتصامّ، غير راغب في الإصغاء" المورد 1991.ص(251)/. (7) "خلال الطور الفعال للفُصام تظهر أعراض وصفية تشمل عمليات نفسية (محتوى التفكير ، اللغة ..والعلاقة مع العالم الخارجي"-راجع كتاب: (8) "The Mark Manual of MEDICINE" (1463)P -في الفُصام "تشمل الأعراض : اضطراب التفكير ..المبادلة بين مكاني السبب والنتيجة". راجع كتاب: 1979. 16 th Edicine."A Short Textbook of Meicine" p(23) -أيضاً، قارن هذه المبادلة بين السبب والنتيجة في الفُصام، مع هذه المبادلة في التفلسف الظاهراتيّ: فـ"من وجهة نظر هوسرل...أن موضوع المعرفة لا يوجد خارج وعي الذات المركز عليه. إن الموضوع يكتشف ويخلق نتيجة الحَدْس الذي يتركز عليه. والانفعالات الشخصية للفرد هي معيار الحقيقة. "راجع" "فصام العقل، مقاربات"-مرجع سابق. هامش ص(32). (8) تزفيتان تودوروف "فتح أمريكا-مسألة الآخر" ترجمة بشير السباعي. الطبعة الأولى 1992. الناشر ، سينا للنشر. ص(78-77)0 (9) تودوروف "فتح أمريكا-مسالة الآخر" –مرجع سابق ص(78)0 (10) تودوروف "فتح أمريكا.."-مرجع سابق ص(84)"0 (11) تودوروف "غزو أمريكا.." مرجع سابق. نقلاً عن مجلة الوحدة. مرجع سابق. (12) ك.غ.يونغ "الإله اليهودي" ترجمة نهاد خياطة. الطبعة الثانية 1995. دار الحوار للنشر والتوزيع ص (49). (13) مجلة الكرْمل، العدد13 1984.ص(16)-ملفّ عن ميشيل فوكو. (14) رينيه جيرار"العنف المقدس" ترجمة جهاد هواش وعبد الهادي عباس. الطبعة الأولى 1993-دار الحصاد .ص(288). (15) رينيه جيرار-مرجع سابق.ص(290). (16).."فصام العقل-مقاربات" مرجع سابق ص(31). (17).."فصام العقل"- مرجع سابق ص(31). (18) دكتور عزت سيد إسماعيل "انهيار العقل في مرض الفُصام (الشيزوفرينيا)" الطبعة الأولى 1948-وكالة المطبوعات-الكويت ص(51). (19) سورة القمر-الآية (9) (20) سورة القَلَم الآيتان (1-2). (21) حسن قبيسي"رودنسون ونبي الإسلام"-مقدمة حول التفسير المادي التاريخي لنشأة الإسلام. الطبعة الأولى 1981-دار الطليعة-بيروت. (22) القاموس المحيط (3-4)، الجزء الثالث. ص(19). (23) ايريك فروم "اللغة المنسية" ترجمة محمود منقذ الهاشمي. منشورات اتحاد الكتاب العرب 1991.ص(261). (24) أشتيفان بنديك "الإنسان..والجنون-مذكرات طبيب أمراض عقلية. ترجمة الدكتور قدري حنفي ولطفي فطيم. مراجعة وتقديم الدكتور أحمد عكاشة. دار (25) ميخائيل بَختين "شعرية دوستويفسكي" ترجمة الدكتور جميل نصيف التكريتي-مراجعة الدكتورة حياة شرارة. دار توبقال للنشر (الدار البيضاء) ودار الشؤون الثقافية العامة /بغداد/ الطبعة الأولى /1986/ ص(172،186). (26) الظاهراتي (Phenomenalist): القائل بالظاهراتية-المورد 1991 ص(680). (27) جريدة السفير. عدد 29/4/1994 ص(16). (28) قارن هذه الآلية (التفكيك) التي يتحدث عنها در يدا مع اندماج الأنا الشعورية، وهي في حالة الانحلال مع اللاشعور المستحوِذ، وغياب الفروق بينهما، التهكّم بالمحاكاة الساخرة. (29) السفير، عدد 29/4/1994، ص(16)0 (30) (31) إيلي هومبيرت. مرجع سابق. ص(194)0 (32) إ. هومبيرت-مرجع سابق. ص(196). (33)-(34) جريدة السفير-عدد 29/4/1994 ص(16). (35) إ.هومبيرت-مرجع سابق. صص(54-55). (36) (Totalitarian) (1) ديكتاتوريّ ، استبداديّ (2) كلّيانيّ (3) ذو علاقة بنظام سياسي مبني على إخضاع الفرد للدولة، وعلى السيطرة الصارمة على جميع مظاهر حياة الأمة وطاقاتها المنتجة.. (4) من يؤيد الديكتاتورية أو يمارسها. المورد /1991/ ص(969). (37) بختين-مرجع سابق. ص(267). (38) (90)P . Approches to Schizophrenia-مرجع سابق.." فصام العقل- مقاربات". (39) مجلة الكرمل-مرجع سابق /الكلام لميشيل فوكو بخصوص فرويد/. (40) "فصام العقل-مقاربات" –مرجع سابق.ص (63). *كارل ماركس-فريدريك إنجلز "الأيديولوجية الألمانية" ترجمة الدكتور فؤاد أيوب. دار دمشق. 1976. ص(75) † الزّوَر (Paranoia): 1-(أ) جنون الاضطهاد (ب) جنون العَظَمة 2-جنون الارتياب.راجع المورد 1991، ص(657). ‡ واجب هنا أن ننوه إلى مفهوم "تكافؤ الضدين" (AMBIVALANCE) وعلاقته بالضحك المختزل: "الذي يعتمد على التكافؤ بين الضدين". "إن الضحك المختزل، خصوصاً النمط الذي يعتمد على المحاكاة الساخرة (Parody) يعتبر شائعاً في جميع أعمال توماس مان" راجع هامش (26) من ص (400) من "شعرية دستويفسكي" –مرجع سابق. جاء في المورد 1991 ص (42) في معنى كلمة (Ambivalance): ازدواجية، تناقض، تضارب، تأرجح : (n) Ambivalance متناقض ، متضارب، متأرجح : (adj) Ambivalent تكافؤ الانبساط والانطواء (نف) : (n) Ambiverion (نف) تعني "علم النفس". δ يقول كيركيغارد: "إن التهكّم السُقراطيّ، بفضحه مذهب هيغل، يمهد الطريق أمام فلسفة وجود مسيحية" (43). راجع "بيار مسنار" "كيركيغارد" ترجمة الدكتور عادل العوا. منشورات عويدات-بيروت-باريس. الطبعة الأولى 1987.
#نايف_سلوم (هاشتاغ)
Nayf_Saloom#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكتاب اللامعقول أو -كتاب الرمل ل بورخيس-
-
تصدير الديمقراطية الغربية
-
حياة سَيّد محمود القمْني - إعلان براءة صريحة وتوبة
-
أجوبة على أسئلة موقع الحوار المتمدن-الماركسية وأفق البديل ال
...
-
في مخاطر المواجهة بين الديمقراطية والحريات السياسية
-
الحركة الشيوعية في المشرق العربي-خصوصية النشأة
-
الازدهار القطري للرأسمالية بعد الحرب العالمية الثانية
-
الحادي عشر من أيلول/سبتمبر اللبناني
-
شبح الليبرالي العائد، قراءة نقدية في مشروع البرنامج السياسي
...
-
المطلق والنسبي-نهاية النضال النظري
-
قراءة نقدية لـ مشروع ميثاق العمل الاسلامي لـ الدكتور محمد شح
...
-
خطوة تالية أم إعلان نوايا
-
من الشيوعية الستالينية إلى المنتدى الاجتماعي
-
جاك ديريدا --المعارضة البرلمانية للبنيوية أو بغض الكتاب
-
قراءة نقدية لـ -الميثاق الوطني في سورية- المنبثق عن المؤتمر
...
-
قراءة نقدية في ميثاق شرف الشيوعيين السوريين
-
قراءة نقدية في البرنامج السياسي والنظام الأساسي للتجمع الوطن
...
-
ديالكتيك الانعكاس في الفن
-
نداء إلى شعوب إيران والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين
-
علمانية ، أم نقد جذري للتراث القومي العربي و الديني؟
المزيد.....
-
الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي
...
-
إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
-
طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
-
صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
-
هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
-
وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما
...
-
حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر
...
-
صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق
...
-
يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|