حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1307 - 2005 / 9 / 4 - 11:27
المحور:
كتابات ساخرة
حدثني أحد الأصدقاء قبل أيام ، عن الأوضاع القاسية والصعبة في العراق والهموم والمعاناة اليومية للمواطنين ، بسبب النقص الحاد في الكثير من المواد الضرورية لإحتياجات الإنسان اليومية ، إضافة الى التردي الكبير والملحوظ في توفير الكهرباء والبنزين والنفط والغاز .. وكذلك لا زالت حالة عدم الإستقرار وفقدان الأمن والأمان سائدة ، وإنتشار البطالة وحالة التشرد وخاصة بين المراهقين والأطفال .
وبعد ذلك قال لي معلقا ، إنني أعطيت صوتي الإنتخابي في إنتخابات كانون الثاني عام 2005 الى قائمة الشمعة ، أي قائمة الإئتلاف العراقي الموحد ، لأننا كنا نعاني من الإنقطاعات المتواصلة للتيار الكهربائي ، فلذلك أعطيت صوتي الإنتخابي لقائمة الشمعة ، ظنا مني بأنها سوف توفر لنا الكهرباء أولا ، لأن شعار الشمعة كما أعتقد ، يعني إستبدال حالة الظلام والقهر والفوضى بالنور والإستقرار والحرية .
ولكن على ما يبدو أن هذه الشمعة ، قد زادت من ظلمتنا ومتاعبنا ، وفاقمت من أوضاعنا المتردية أصلا ، وجعلت من الإرهابيين ينفذون عملياتهم الإرهابية هنا وهناك بسبب ضعف الأداء الحكومي ، حيث ينتقلون هؤلاء القتلة ، من حي العامل الى كراج النهضة مرورا بالكاظمية ، وهذا ما حصل عندما ضرب زلزال الإرهاب جسر الأئمة ، وقتل المئات وأصاب العشرات من أبناء الشعب العراقي .
وإننا في الإنتخابات القادمة ، سوف لا نعطي أصواتنا الإنتخابية ، حتى للذين سوف يرفعون شعار الكهرباء بدلا عن الشمعة ، لأننا شبعنا من الشعارات البراقة ، التي لا تجد طريقها للتنفيذ والتطبيق العملي ، بقدر ماهي شعارات دعائية إنتخابية مؤقتة على ما يبدو ، هذا ما حصل مع شعار الشمعة التي لم نر ضيائها الى يومنا هذا .
حيث إستفاد شعبنا من تجربة الحكومة العراقية الحالية ، بقيادة الإئتلاف العراقي الموحد والتحالف الكردستاني ، والتي قدمت للعراقيين درسا مفيدا ، لكي يختاروا وينتخبوا من يمثلهم في المستقبل في الجمعية الوطنية العراقية ، على أساس البرامج والمشاريع السياسية لهذا الكيان السياسي أو ذاك ، وليس على الأساس الطائفي والمناطقي وشعارات الشمعة التي لا بصيص لها .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟