|
نظرة على كتاب: عرب جيّدون لهليل كوهين
حسيب شحادة
الحوار المتمدن-العدد: 4666 - 2014 / 12 / 19 - 00:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ה-;-ל-;-ל-;- כ-;-ה-;-ן-;-, ע-;-ר-;-ב-;-י-;-ם-;- ט-;-ו-;-ב-;-י-;-ם-;-. ה-;-מ-;-ו-;-ד-;-י-;-ע-;-י-;-ן-;- ה-;-י-;-ש-;-ר-;-א-;-ל-;-י-;- ו-;-ה-;-ע-;-ר-;-ב-;-י-;-ם-;- ב-;-י-;-ש-;-ר-;-א-;-ל-;-: ס-;-ו-;-כ-;-נ-;-י-;-ם-;- ו-;-מ-;-פ-;-ע-;-י-;-ל-;-י-;-ם-;-, מ-;-ש-;-ת-;-’’פ-;-י-;-ם-;- ו-;-מ-;-ו-;-ר-;-ד-;-י-;-ם-;-, מ-;-ט-;-ר-;-ו-;-ת-;- ו-;-ש-;-י-;-ט-;-ו-;-ת-;-. י-;-ר-;-ו-;-ש-;-ל-;-י-;-ם-;-: כ-;-ת-;-ר-;-, ת-;-ש-;-ס-;-’’ה-;-, 307 ע-;-מ-;-’. هليل كوهين، عرب جيّدون/صالحون. أجهزة الأمن/المخابرات الإسرائيلية والعرب في إسرائيل: عملاء ومُشغّلون،. متعاونون ومتمرّدون، أهداف وأساليب. القدس: كيتر، ٢-;-٠-;-٠-;-٦-;-، ٣-;-٠-;-٧-;- ص.
د. هليل كوهين باحث ومحاضر إسرائيلي جامعي متخصّص في شؤون الشعب العربي الفلسطيني وعلاقته بالصهيونية. ولد عام ١-;-٩-;-٦-;-١-;- وتعلّم العربية بمخالطته العرب في قرى منطقة القدس وفي مخيم الجلزون. تناولت رسالته لشهادة الماجستير موضوع “ لاجئو الداخل” وصدرت في كتاب عام ٢-;-٠-;-٠-;-٠-;-، أما أطروحة دكتوراته فكانت عن المتعاونين الفلسطينيين مع اليهود في فترة الانتداب البريطاني ١-;-٩-;-١-;-٧-;--١-;-٩-;-٤-;-٨-;-، وصدرت في كتاب سنة ٢-;-٠-;-٠-;-٤-;- تحت عنوان “جيش الظلال”. الكتاب قيد العرض متوفّر أيضاً بالعربية، ترجمة السيد عصام عراف، ويجدُر بكل مثقّف عربي الاطّلاع عليه. مهنة التجسّس والجاسوسية قديمة قدم الوجود البشري على وجه هذه البسيطة، مثلها مثل العهارة مثلا. يتألّف كتاب كوهين من سبعة فصول: بداية صداقة رائعة: نشوء طبقة المتعاونين/المخبرين؛ الشيوعيون ضد السلطة والمتعاونون ضد الشيوعيين؛ مقتحِمو الحدود، متسلّلون، مهرّبون، جواسيس؛ أرض محروقة، المعركة على الأرض؛ يكوون الوعي، رموز، تفوّهات، تربية؛ عهد/تحالف الدم، الجنود العرب في الدولة اليهودية؛ الأخ الكبير، اللجان القطرية -، هيمنة حميمية. هناك خلاصة، تسع صفحات، في نهاية الكتاب، تتلوها ملاحظات مقسّمة وفق الفصول فلائحة مصادر ففهرست أبجدي. اتكأ المؤلف في إعداد هذا البحث، في المقام الأول، على أرشيفات أجهزة الأمن الإسرائيلية المختلفة: أرشيف دولة إسرائيل؛ أرشيف جيش الدفاع الإسرائيلي والمنظومة الأمنية؛ أرشيف تاريخ الهاغاناه؛ الأرشيف الصهيوني المركزي. لا يحيد المرء عن جادّة الصواب إن قال إن حالة العرب في البلاد ذات طابع فريد من نوعه، لا مثيل لها في أية دولة أخرى. أهل البلاد الأصليون الذين يُطلق عليهم أسماء كثيرة مثل عرب الـ ٤-;-٨-;-؛ عرب الداخل؛ عرب إسرائيل؛ الأقلية القومية العربية في إسرائيل، القطاع العربي، غير اليهود في البلاد إلخ، أشير إليهم حتى مدّة قصيرة بالاسم “عربي/عربية” في بطاقات هويّاتهم، وهذه الصفة لم ترد في أية بطاقات هوية أو جوازات سفر في كافة الأقطار العربية. هؤلاء العرب، الأكثرية في البلاد منذ القرن السابع، أصبحوا بين ليلة وضحاها، أقلية بعيد العام ١-;-٩-;-٤-;-٨-;-، إذ هُجّر قرابة السبعمائة ألف فلسطيني وأصبحوا لاجئين. أجهزة الأمن اليهودية المختلفة كانت قد اخترقت عرب البلاد حتى النخاع قبل قيام إسرائيل وحتى يوم الناس هذا. من أهدافها الأساسية تفتيت النسيج القومي والاجتماعي للعرب، انتهاج وتنفيذ سياسة ”فرِّق تَسُد” التي استخدمها الانتداب البريطاني من قبل (divide and rule, divide et impera)؛ زرع جوّ متوتّر من الشكوك والحزازات بين الناس؛ مصادرة الأراضي؛ العمل من أجل تحقيق مقولة: عرب أقلّ على أرض أقلّ؛ ضرب الحزب الشيوعي؛ تهويد الجليل كما حدث مثلا في صفد وطبريا؛ التشديد على المنافع الشخصية ووأد التوجّهات القومية الجماعية؛ تجهيل العرب وإبعادهم عن قوميتهم، أي محاولة الأسرلة والتأسرل. ليس سرّا أن تعيين المعلّمين والمدراء والمفتّشين في الوسط العربي، كان وما زال لحدّ بعيد، يعتمد أساسًا على توجهاتهم السياسية ورضا أسيادهم عنهم، وهذه السياسة أدّت إلى تدهور مستوى التربية والتعليم. أولئك المتعاونون مع السلطات الإسرائيلية أطلق عليهم الحزب الشيوعي، العربي اليهودي، اسم “الأذناب” وثمة أسماء ونعوت أخرى دارجة مثل: عميل، جاسوس، خاين، مبيوع، فسّاد. ويذكر أن السياسة الرسمية الإسرائيلية استغلّت وما زالت تستغلّ وجود نوّاب عرب في الكنيست لتلميع وجهها وسمعتها في الساحة الدولية، لا سيّما عندما ارتدى النوّاب العرب التابعون لحزب مباي (حزب عمّال أرض إسرائيل, מ-;-פ-;-א-;-’’י-;- ) الكوفيةَ وألقوا كلماتِهم بالعربية وأثنوا على إنجازات الحركة الصهيونية المتمثّلة بخاصّة بمكانة الدولة العبرية عسكريا. لا ريب في أن الانفصال عن القومية العربية يتجلّى بصورة قاطعة في الانخراط في الجيش الإسرائيلي. طرْح فكرة تجنيد العرب المسيحيين في صفوف جيش الدفاع الإسرائيلي ليس جديدا ولم يبدأ بالكاهن جبرائيل نداف وزمرته. نادى بذلك، على سبيل المثال، جريس خوري، ابن قرية الطيبة بالقرب من رام الله، الذي كان سكرتير بلدية حيفا الانتدابية. أرسل خوري رسالة إلى وزير الخارجية الإسرائيلي موشيه شاريت (ت. ١-;-٩-;-٦-;-٥-;-) عام ١-;-٩-;-٤-;-٨-;- بهذا الصدد وضمّنها خطّة لإنشاء منظّمة مسيحية إسرائيلية هدفها نشر الدعاية الصهيونية بين مسيحيي الشرق الأوسط وفي الدول الغربية. أمل، والأصح في تقديري توهّم، المسيحيون أن التجنيد سيوفّر لهم حقوقا كاملة ومتساوية في دولة إسرائيل. ونذكر هنا أيضا محاولة إلياس مطر العيلبوني في خمسينات وستينات القرن الماضي القاضية بتجنيد أهل بيته وبعض المقرّبين للجيش الإسرائيلي، وكان المطران الأسبق مكسيموس الخامس حكيم (ت. ٢-;-٠-;-٠-;-١-;-) قد أيّدها. رأى الجمهور العربي المسيحي بمثل هذه المحاولات “الجنون بعينه”. انتهجت حكومات إسرائيل وما زالت تصعّد سياسة التمييز العنصري ضد عرب البلاد في أشكال وتحت مسمّيات وقوانين عديدة؛ الولاء للدولة يعني نيل حقوق أكثر؛ محاولة بلورة هوية جديدة “عربي إسرائيلي” إلخ. لا نضيف أيّ جديد في قولنا إنّ سنّ القوانين التمييزية المتنوعة مثل منع إحياء ذكرى النكبة ومعاقبة المخالفين لا يلغي المشكلة. النكبة مثلا ليست ذكرى تاريخية فحسب بل واقع معاش يومي ومستمر. من الواضح أن عملية الأسرلة والتأسرل منذ سبعة عقود وحتى الآن قد باءت بفشل ملحوظ. من أسباب هذا الفشل الأساسية كون الدولة اليهودية والحركة الصهيونية لم توفّرا لعرب البلاد أيّة وسيلة أو إمكانية حقيقية للانخراط الحقيقي والتأثير في الدولة. بين دفّتي كتاب كوهين مادة غنية جدا وموثّقة حول دور المتعاونين العرب منذ ما قبل قيام الدولة وحتى بداية القرن الحادي والعشرين في تزويد المعلومات وفي الوشاية لأذرعة الأمن الإسرائيلية المختلفة وعلاقاتهم مع مشغليهم، أسيادهم. لا ريب أن حالات مثل أولائك العملاء النفسية قبل الانزلاق وبعد التورّط جديرة بالبحث النفسي والموضوع لم يُبحث بما فيه الكفاية وفق معرفتي المتواضعة في هذا المجال. من علامات هذه العمالة الخارجية التحدّث بالعبرية أو بعربية مطعمة حتى التخمة بألفاظ وعبارات عبرية. ويبدو أن التصريح الآتي الذي نُسب للجاسوس، أمين الحاج اللبناني، المعروف باسمه الحركي رومنغي، كان قد خدم إسرائيل في خلال ثلاثة عقود ناقلا لوحدة الاستخبارات ٥-;-٠-;-٤-;- معلومات هامـّة جدا عن فلسطينيي ليماسول ووصولهم للبنان بحرا. يقول ذو الشاربين المفتولين “ألقت بي المخابرات الإسرائيلية ككلب ضال، أعيش في إسرائيل بوثيقة سفر مؤقتة، بدون أية حقوق، وبدون تأمين صحي”. إزاء هذا الوضع التعيس يتساءل المرء بكل موضوعية: كيف من الممكن للدولة الإسرائيلية أن تحرز سلاما مقبولا عادلا مع الدول العربية، مع قرابة الأربعمائة مليون عربي، في حين أنها لم تفلح بإنجاز هذا المبتغى مع المواطنين العرب في مسقط رأسهم، حوالي مليون ونصف المليون من البشر؟
#حسيب_شحادة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لمحة عن قاموس القدس - إنجليزي عربي
-
قصّة محفّزة حول راحة البال
-
كدتُ أبيع إيماني - قصّة مدهشة
-
أطفال فلسطينيون من سوريا يحكون حكاياتهم
-
قصّة المرآة
-
كيف هلك جدّك؟
-
كلمة عن بافو رُوتسالاينن، الواعظ الفنلندي الشهير (١-;-
...
-
لا تستخفّ بقوّة الكلمات أبدا
-
اليهودية التي لم نعرفها ليوخي براندس ومقتطفات منه
-
مرسي والسيسي في أمريكا - منِ الحكيم؟
-
الأورغانوم والسامريون
-
القدّيس الحكيم - قصّة مثيرة للتفكير
-
الهدية الثمينة - قصة محفزة
-
التأثير العبري على العربية كما يتجلّى في عيّنة من صحيفة الصن
...
-
ترجمة مقالة أحاد هعام عن السامريين
-
قدِّر أصدقاءك، قصّة أخلاقية عظيمة
-
مقالة الكوتيين (السامريين)، الأصل العبري وترجمة عربية
-
عن بركة الكهنة أو البركة الكهنوتية
-
خلاصة بحث بعنوان -تسبيحتان للمغربي البهلول؟-
-
الإصبع المفقودة - قصة ملهمة
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|