أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عديد نصار - تونس: أربع سنوات على شعلة البوعزيزي














المزيد.....

تونس: أربع سنوات على شعلة البوعزيزي


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 4666 - 2014 / 12 / 19 - 00:03
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


بعد اربع سنوات كاملة على إضرام محمد البوعزيزي الشعلة في جسده، الشعلة التي غيرت مسار المنطقة والعالم، والتي دفعت قوى السيطرة المحلية والإقليمية والدولية الى تغيير مسارات صراعاتها ومجمل أجنداتها، فاحتشد لها الشرق والغرب وعصابات الإقليم المافيوية لإخمادها وإجهاض ثوراتها، ها هي فتاة في منطقة العلا التونسية المهمشة تشنق نفسها حتى الموت انتحارا في سلسلة من سبعة حالات انتحار في نفس المنطقة وبنفس الطريقة، قام بها أطفال وشباب نتيجة تفاقم البؤس والحرمان!
ففي رسالة بخط يدها كتبتها قبل إقدامها على الانتحار، كتبت ابنة الاثنَي عشرَ ربيعا تعتذر من والديها طالبة منهما أن يسامحاها على ما ستقوم به بسبب العذاب التي تعانيه والذي يتسبب بمعاناة لوالديها ترفض أن يعيشانه.
أربع سنوات شهدت سلسلة متواصلة من الاحتيال على ثورة الشعب التونسي والانقلاب عليها، حطمت آمالا وأزهقت أحلاما كثيرة، بعد أن ظن الناس أنهم استطاعوا إسقاط النظام الذي أغلق الآفاق أمامهم، وأنهم في قاب قوسين من الامساك بمصيرهم وصياغة مستقبل اجيالهم.
ليس شعرا، ولكن المعطيات، وبالأرقام، تؤشر إلى مدى الاحباط الذي أصاب الشباب التونسي الذي شكل عصب الثورة ووقودها. فحين نعرف أن من امتنعوا عن تسجيل أسمائهم في قوائم الانتخابات زادوا عن مليون وسبعماية ألف ممن يحق لهم التصويت، غالبيتهم من الشباب، وحين نعرف أن أكثر من سبعة وثلاثين بالماية ممن تسجلوا فعلا لم يمارسوا حقهم الانتخابي، ندرك حجم الابتعاد عن الفعل السياسي عند غالبية ملموسة من التونسيين وبالأخص الشباب، نتيجة الاحباط الذي نالهم من سياسات القوى السياسية التي ركبت موجة الثورة بجميع أطيافها، ثم دخلت في بازار المنافسة على السلطة وتقاسم المغانم بدل العمل الحقيقي على إنجاز ما قامت الثورة من أجله، أو على الأقل، وضع تصورات وخطط ومشاريع من شأنها السير في تحقيق أهداف الثورة.
أربع سنوات، أعادت قوى النظام القديم تشكيل نفسها في أحزاب وتجمعات سياسية وقدمت وجوها جديدة وقديمة تدعي العمل لتحقيق أهداف الثورة ولكنها تمارس النقيض الكامل، في سياسة التنافس على السلطة والتقرب من المؤسسات المالية الدولية وغض الطرف عن مجمل معاناة الشعب التونسي وبالأخص المناطق والفئات المهمشة التي تضاعفت معاناتها خلال هذه السنوات.
اليوم، يتنافس كل من محمد منصف المرزوقي والباجي قائد السبسي في الدورة الثانية على منصب رئيس الجمهورية. يقال أن حركة النهضة تدعم الأول، في حين يدعم حزب نداء تونس الرجل الثاني الذي هو رئيسه، إلى جانب تشكيلات حزبية أخرى. وكان السبسي قد تقدم على منافسه في الدور الأول بنسبة تؤشر الى فوزه الأكيد في الدور الثاني. في حين عرفت المدة التي تلت انتخابات الدور الأول في الانتخابات الرئاسية تنسيقا وتوافقات بين القوى السياسية على انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبيه بين حركة النهضة ونداء تونس والاتحاد الوطني الحر، في حين تم عزل الجبهة الشعبية التي تشكلت من قوى وأحزاب يسارية وقومية، من خلال إسقاط مرشحتها الى نيابة رئاسة المجلس.
ورغم كل ذلك، تعتبر الجبهة الشعبية أن انتخاب من هو أقل سوءا ( السبسي، باعتبار أن المرزوقي كان قد جُرّب خلال السنوات الأخيرة التي شهدت تنامي ظاهرة الارهاب واغتيال كل من الابراهيمي وبلعيد) سيجنب تونس الكثير من المتاعب. الحقيقة أن من هو الأسوأ هو الذي سيفوز في الانتخابات سواء كان المنصف المرزوقي أو الباجي قائد السبسي، لسبب بسيط، أن أيا منهما في حال فوزه سيكون مضطرا أو مختارا، خاضعا لأولويات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي على حساب مصالح التونسيين في العدالة الاجتماعية والعيش الكريم.
ويستغرق الاعلام التونسي في استعراض الحملات الانتخابية والمناظرات التلفزيونية وعرض المواقف السياسية، في حين يرزح ملايين التونسيين تحت وطأة القهر والتهميش والإفقار دون أن يتحدث في قضيتهم أحد.
وهكذا تعيد الطبقة ذاتها تشكيل سلطتها وبناء سيطرتها وتعميم ثقافتها، في وقت تتفاقم الضغوط الاجتماعية بانتظار لحظة الانفجار الجديد.
وحيث تحتشد القوى في المنافسة الرئاسية، كي تستحوذ على موقع لها في الحكومة القادمة، أعلنت الجبهة الشعبية عن سياستها التي تدعو المواطنين الى تكثيف المشاركة في الانتخابات، لقطع الطريق على المرزوقي. هذا المنزلق الذي يجعل من التشكيل الرئيس في اليسار التونسي منشغلا في أمور السلطة، ويمنع عليه النظر في واقع وتطورات القاع الاجتماعي، وتنامي الضغوط داخله، سوف يحرمه من أن يكون على تماس مباشر مع تلك التطورات التي سوف تؤدي حكما الى انتفاضة جديدة أشد من انتفاضة 17 ديسمبر 2010، والتي هي قادمة بقدر ما ستكون السلطة التي تتشكل اليوم عاجزة عن تلبية المتطلبات المادية الضرورية لتغيير أحوال الناس بشكل واثق نحو التخلص من الفقر والتهميش، وهي ستكون عاجزة بالفعل كونها سترضخ حكما، وستعطي دائما الأولوية، لشروط المؤسسات المالية الدولية ولمتطلبات النظامين الاقليمي والدولي والتي هي النقيض الحقيقي لمطالب عامة الشعب.
كان على الجبهة الشعبية أن تنسحب من السباق الرئاسي وأن تعود الى قواعدها الشعبية، الى تلك الملايين التي امتنعت عن تسجيل اسمائها في لوائح الانتخابات والتي امتنعت بعد أن سجلت أسماءها، عن المشاركة، نتيجة الاحباط، لاستنهاضها وإعادتها الى دائرة الفعل، فكانت بذلك قادرة على التأسيس لمعارضة شعبية قوية واسعة يمكنها أن تؤثر في مجريات الأحداث بما فيها اي انتفاضة شعبية قادمة.
الانتفاضة القادمة قادمة، والقوى اليسارية منشغلة بالسياسة والسلطة والتحالفات المُعلنة منها والخفية، فمَن سوف يُرشّد ويُجذّر ويقود انتفاضة الشعب التونسي القادمة نحو النهايات التي "هرِم" التونسيون في انتظارها؟



#عديد_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في التضامن مع سعدي يوسف
- القدس والمقدسيون: يتمٌ في مواجهة جرائم الاحتلال
- التمييز ضد الطلاب السوريين في لبنان
- أبعد من داعش
- باستيل دموي بمقاس غزة!
- حين يصبح النضال المطلبي بلا جدوى!
- ماء الوجه ولا الكرسي!
- الجهاديون فك الكماشة الثاني
- اغتصاب وإعادة اغتصاب السلطة في لبنان!
- فيكتوريوس بيان شمس والجديد في قراءة مهدي عامل للطائفية
- ردا على فيكتوريوس بيان شمس
- الاسلام -المقاوم-، حزب الله نموذجا
- في عيد العمال العالمي
- لبنان والانتخابات الرئاسية: -بوتفليقة- لبناني أم الفراغ؟
- هيئة التنسيق النقابية: الدخول في المأزق
- -الخطة الأمنية- تستمهل المتورطين!
- لبنان: الشيعة والمقاومة ومافيا حزب الله
- الأحزاب الشيوعية العربية والواقع الملموس
- ثورة لكل الشعوب
- حصاد عام: رؤية ائتلاف اليسار وأخطاؤه


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عديد نصار - تونس: أربع سنوات على شعلة البوعزيزي