أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي البهلول - حقيقة الوجود كما هو موجود في أعمال الروائي التونسي سمير بوليلة















المزيد.....

حقيقة الوجود كما هو موجود في أعمال الروائي التونسي سمير بوليلة


علي البهلول

الحوار المتمدن-العدد: 4665 - 2014 / 12 / 18 - 19:03
المحور: الادب والفن
    


الروائي سمير بوليلة شهر "أبو الليل" في مقالاته الصحفية النقدية و في اعماله الأدبية وهو من أرخبيل جزيرة قرقنة في رصيده ثلاثة روايات: الاولى البحر يعانق الليل 2009، يوميات تلميذ 2011، ملاك ... إنتحار 2013.
كاتب مثقف هدفه التأسيس "لمثقف عضوي بلغة غرامشي مثقف ينغرس في قضايا شعبه و لا يبقى يناجي أحلامه الطوباوية". هذا ما صرح به "للتونسية" بتاريخ 25 مارس 2013 في ملتقى محمد البقلوطي للقصة و الشعر.ونقول نحن عن كتاباته في الشذرة التالية:.
"ما ينبعث عنه في الفن كما في الفكرهوالحقيقة" تبادرت إلى ذهننا مقولة هيغل و نحن بصدد وضع اللمسات الأولى في أعمال سمير بوليلة. فقد حاول هذا الأخير التخفيف من أعباء عايشها واقعيا من خلال الكتابة أكانت شعرا أو قصة أو شيئا آخر. لقد حاول التأسيس للحضارة و للإرتقاء إلى عالم الإبداع من خلال التماشي مع مقولة نيتشه في أن الفن هو تجميل الحياة و جعلها شيئا مطاقا.
إن سمير بوليلة إستطاع رغم حداثة سنه الإبداعية الخروج من المربع الروائي القصصي الكلاسيكي و الدخول إلى عالم الحرية القصصية الإبداعية محاولا تجسيد الواقع و تشكيل الأحداث اليومية على الورق لكي تكون شاهدا على تاريخ حدث ما أو شاهدة على أحد القرى أو أحد الشخصيات لأنه كان بإمكانه أن يتكلم مشافهة على عمله الإبداعي و ما يختلج فكره و ذهنه من قضايا إلا أنه حاول التأسيس لحضارته عبر الكتابة عبر الورق الذي لا يموت.
لقد إستطاع الروائي سمير بوليلة التلاعب باللغة و جعلها أسيرة عنده أي أن هذا الأخير شكل اللغة حسب مزاجه من خلال إعتماده البساطة في الكتابة و ليس إعتمادا على اللغة الرمزية لأن الرمز في القصة يتحول إلى معيقات و يخول لنا الدخول في ملابسات لانهائية: "يستقبلك البحر و تحتضنك أمواجه المتكسرة على الشواطئ الرماية الممتدة على طول الشريط الساحلي بلونها الذهبي." (1)
لقد تعددت الأساليب البلاغية و الأفعال الحركية حيث إتخذت الروايات بعدا آخر و كأننا إزاء نص شعري قصصي، أو أن الروائي سمير بوليلة يعيدنا هنا إلى كتابات التوحيدي و مقامات الهمذاني و رسائل إبن حزم.
يقول محمد الهادي الطرابلسي "دخلت القصة في نسيج القصيدة منذ نشا الشعر عند العرب حتى غدا الطرفان منصهرين إنصهار اللحمة و السدى كما يشهد على ذلك شعر إمرئ القيس (2). إن الدافع إلى قول الشعر في القصة أو الرواية دوافع إبداعية تفرضها الممارسة الإبداعية التي حاولت منذ القديم العمل على ثنائية الشعر و السرد و خير مثال على ذلك الملاحم التي نظمت شعرا كالأوديسة و الإلياذة لهوميروس و بالتالي فهذه الميزة تحسب لصاحبها من خلال المجازفة في خرق الحدود و هتك الحواجز بإجتماع الشعر و السرد في خطاب واحد:
"قسما و ألف قسم أنك ملاك من السماء
لا و لا أن تكوني من بنات حواء
أنك سليلة الأنبياء و الشرفاء
أسماء ... مريم العذراء "(3)
لقد حول الكاتب سمير بوليلة الحب و العواطف و الأحاسيس إلى قضايا مركزية وجب الخوض في أمرها.
لغويا و على أساس اللغة هيمنت الوظيفة الجمالية و الإنفعالية.
لقد قام "أبو الليل" بتشكيل لغة زمكانية، فالكاتب هنا رسام فنان تشكيلي رسم قصته بريشة الإستعارة و ريشة اللغة ليحاول أن يؤسس لنفس موسيقي قصصي يكون له التأثير الفعال لتقديم صورة صادقة لعالمه. لقد أخذ بوليلة من الطبيعة لباسا لشعره و لشعوره و عواطفه "إنها الطبيعة ... تملأ عليك مجلسك بل تأخذك لعالم أرحب ... تجنح بك بعيدا في الأعاليحتى تلامس أطراف السماء".
إن الشعر هو قول فلسفي و تأمل هيرمونيطيقي يتجه من الذاتية للكشف عن الفعل و الإنفعال و التأمل و التألم و بالتالي يمكن الإقرار أن الرواية بفعل مرونتها إستضافت الشعري و إستثمرت تقنياته و خاصياته فأكسبها أبعادا شعرية و جمالية و وسمها بسمات المغايرة و مظاهر الإختلاف عن سائر الأشكال الروائية الأخرى. (5)
بعد بيان ما تقدم يمكن الإنتقال من البعد الفني إلى البعد المضموني للكشف عن المحطات الكبرى التي حاول الكاتب كشفها.
إن أعمال سمير بوليلة هي أعمال تقدم لنا أو تصور لنا إشكالات وجودية و يومية و حتى فلسفية يعايشها كل يوم.
يمكن حصر القضايا في أبعاد ثلاثية أولها قضية الإنسان البسيط الذي يعيش البساطة في المادة و لكن الثروة في الفكر. إنه المثقف الذي نجد صداه في البحر يعانق الليل" أين يعيش البطل العزلة و التوحد بذاته محاولا الكشف عن حياة الجزيرة و عن أهلها و عالمها.
ثانيا معالجة قضية الموت بأنه من أهم القضايا الموجعة بمعنى النظر في الموت و ما يحمله من دلالات على الإنسان و من الموت تتدرج القضايا العربية الراهنة و خاصة قضية فلسطين و خاصة في إنتقاله من حادثة موت الأب إلى حادثة موت الوطن العربي.
و ثالثا قضية التكنولوجيا و التطور التقني و هذا تجسد في "يوميات تلميذ" من خلال التواصل عبر شبكة الإنترنات (الفايسبوك).
إن سمير بوليلة يجعلنا نذرف الدمع و نحن نقرأ المأساة الوجودية التي يعيشها الأخ و الأخت و الأرض الحنون و كل عربي كان يحلم بإستقلال وطنه و حلمه و بيته و الجامع بين القضايا و الروايات الثلاث هو الحب تلك المرأة الكائن البشري الأسمى الذي لا يستطيع أحد العيش بدونه. و هذا ما تجسد في كل الروايات و خاصة ملاك إنتحار
ننتهي إلى أن سمير بوليلة حاول إسقاط القيم التقليدية كالعهن المنفوش و حاول تأسيس قيم جديدة بتحويله الوقائع اليومة إلى وقائع قصصية وجب الخوض في أمرها بحكمة.
إن هذه الرؤية هي رؤية ذاتية نفسية نابعة من وعي و عن لاوعي الذات القارئة. فلكل شخص الحق في قراءة معينة تتماشى مع ما يذهب إليه، لأن المعنى يبقى حمال أوجه و مهما حاول الناقد جاهدا فك طلاسمه إلا أنه لا يظفر إلا بالقليل القليل.
الهوامش:
1- البحر يعانق الليل: سمير بوليلة صفحة 8 قرطاج للنشر و التوزيع 2009
2- عن محمد الهادي الطرابلسي تقديم كتاب محمد بن عياد "جدلية القصة و الشعر" ط 1. 2003 أنظر المقدمة صفحة 9
3- ملاك إنتحار سمير بوليلة مطبعة سوجيك 2012
4- البحر يعانق الليل صفحة 8
زهرة كمون: الشعري في روايات أحلام مستغانمي: ط 1 – دار حامد للنشر 2007



#علي_البهلول (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفكر التونسي شاهين السافي يتحدث للحوار المتمدن عن السياسي ...
- الشعر والمقاومة يجتمعان في نادي الابداع الأدبي بصفاقس
- الدكتور والباحث التونسي محسن الزارعي في حوار خاص حول السياسي ...
- تبعية العرب للغرب بين الواقعي والديني
- الباحث والكاتب التونسي علي البهلول يبشر بامكانية ايجاد الحلو ...
- صمت التلاشي
- الشاعر التونسي العربي جمال الصليعي يقول للصهاينة بأن يبحثوا ...
- أمين عام حزب الكادحين فريد العليبي:مقاطعة الانتخابات التونسي ...
- ايقاع الموت وموسيقى الأمل في -ولو مشيا على الجمر-للشاعر والا ...
- هل سينجح نداء تونس في حل مشاكل تونس
- ايقاع الموت
- تأملات ارتكاسية
- أقاصيص تجري في غير مجراها للدكتور محمد الخبو ابداع في اللامت ...
- الاعاقة الذهنية الواقع والتحديات التريزومي 21 نموذجا:مقتطف م ...
- قراءة في شذرات من كتاب جدل التنوير لماكس هوركهايمر وثيودورف ...
- حلم على وتر التردد لوغوس ووعي بالذات للشاعر التونسي شاهين ال ...
- أبو الهول وحادثة العين
- هل سينجح الفريخة والسلامي في حل مشاكل صفاقس


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي البهلول - حقيقة الوجود كما هو موجود في أعمال الروائي التونسي سمير بوليلة