أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطيب طهوري - البترول شُحَّ ريعه..أيها النظام ،ماذا أنت فاعل؟















المزيد.....

البترول شُحَّ ريعه..أيها النظام ،ماذا أنت فاعل؟


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 17 - 20:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يحرص النظام الجزائري على بقائه فقط ، دون أن يضع أي اعتبار لإرادة شعبه في الخروج من حالة اليأس العامة التي تحاصره ويواصل عملية بقاء الاقتصاد يراوح مكانه معتمدا على نسبة 98 في المئة من ريع البترول الآيل إلى الزوال حتما ،ويصر على بقاء منظومتنا التربوية تتخبط في الكثير من المشاكل ويتقهقر مستواها التعليمي يوما بعد يوم .. عندما نرى الغش فيما يبنى من عمارات وما يشق من طرقات و..و..وتكون تكلفة تلك المشاريع عندنا أضعاف ما هي عليه في دول الجوار..عندما نرى برلمانا لا معنى له بالمرة سوى تزكية كل ما تعرضه السلطة عليه ضاربا بعرض الحائط مطالب الجماهير في جزائرنا العميقة..عندما يحتقر هذا النظام شبابنا وكفاءاته ويصر على بقاء ديناصوراته السبعينية والثمانينية تسير شؤوننا العامة..عندما نرى الرشوة ثقافة عامة تتحرك في كل مكان حرة مزهوة بحالها..عندما نرى اللاكفاءات هي التي تتولى المسؤوليات بدل الكفاءات..عندما نرى الأغنياء بالطرق غير الشرعية يزدادون غنى والفقراء يزدادون فقرا...عندما نرى كرة القدم وقد صارت المخدر الأكثر انتشارا بين شبابنا بفعل ما يضخ من أموال في سبيلها وما يمارسه الإعلام من إشهار لها.. إلخ..إلخ.. ماذا نقول عن هذا النظام؟..ماذا نسميه؟...
أليست هذه الحالات وأمثالها هي ما يزرع القنوط في نفوس شعبنا وشبابنا خاصة؟..أليست هذه الحالات وأمثالها هي ما دفع الجماهير إلى أن تثور في الدول العربية التي عرفت ما سمي بالربيع العربي؟..
لماذا لا يعمل هذا النظام - الذي يرفض البعض وصفه بالمخرب ، ويحتج على وصفنا له بذلك - على تفتيت القنابل التي يمكن - لا قدر الله- أن توصلنا إلى الحالة السورية وشبيهاتها؟..
لماذا لا يتحمل مسؤوليته التاريخية ويبادر إلى فتح المجال الديمقراطي الحقيقي الذي يسمح بمشاركة الشعب الفعالة في المراقبة والمحاسبة؟..أليست تلك المشاركة الواسعة والنقد البناء وحرية التنظيم والحركة هي وسائل فتح باب الأمل لشعبنا؟..
لماذا يصر هذا النظام على غلق باب الأمل؟..لماذا يمارس فعل تهريب خيرات شعبنا إلى ما وراء البحار ليضمن مستقبل أفراده وأبنائه على حساب مستقبل أبناء شعبنا الذين يزدادون قنوطا كل لحظة ؟..أليست هذه هي مظاهر الإجرام فعلا؟..
إن النظام الذي يحرص - متعمدا - على بقائنا في التخلف والتبعية فيما الشعوب الأخرى تبني مستقبلها لا يمكن أن يوصف إلا بأنه مخرب..لا توجد كلمة أخرى تناسب ما يمارسه هذا النظام ضد مصالح بلادنا سوى أنه مخرب..
من يعمل متعمدا على تخريب بلاده عقلا ومشاعر واقتصادا وعلاقات اجتماعية لا يمكن أن يكون إلا مخرباا...
غني عن البيان أن الذين ينتقدون هذا النظام ،ويجرمونه ويحرصون على فضح فساده الذي استشرى أفقيا وعموديا وبشكل لم تعرفه بلادنا في كل تاريخها أكثر مما عرفته طوال الـ 15 سنة من حكم بوتفليقة يتهمون بأنهم أياد أجنبية ..
نعم، لقد صارت ( الأيادي الأجنبية) وسيلة اتهام دائمة يوجهها النظام البوتفليقي عندنا لكل من ينتقد ظاهرة الفساد العام الذي صار ينخر جسدنا الاجتماعي وينشر اليأس اكثر في تفوس الناس..و يوجهها أيضا لكل من يتحرك مطالبا بضرورة تغيير الأوضاع بما يجعل الأمل يعود لنا نحن الجزائريين الذين يؤلمنا ما وصلت إليه بلادنا من تفسخ مس كل مناحيها سياسيا واقتصاديا وثقافيا وأخلاقيا واجتماعيا.. وهي – بالتاكيد - وسيلة يراد بها تشويه صورة كل من يحلم بجزائر اخرى ، جزائر الحرية والديمقراطية والأمل بدل جزائر بوتفليقة ، جزائر نهب المال العام، جزائر الغش والاحتيال..إلخ..
لكننا نتساءل: ترى من هي الأيادي الأجنبية حقيقة ،إن لم تكن ايادي نظام بوتفليقة؟..
أليس هو من يعمل على تكسير الاقتصاد الوطني ليجعل من بلادنا سوقا كبيرة لمنتوجات ومنتجات البلاد الأجنبية؟..
أليس هو من يصر على ربط بلادنا اقتصاديا بالريع البترولي وبشكل مطلق؟..
أليس هو من يعمل على نشر الفساد وتعميمه بشكل مطلق وحماية كبار مهربي اموال الريع البترولي إلى ماوراء البحار؟..
أليس هو من يعمل على تكسير منظومتنا التربوية وجعلها منظومة بائسة لا علاقة لها إطلاقا ببناء الإنسان المواطن الواعي؟..
أليس هو من يجعل كلفة المشاريع التحتية في بلادنا تكلف دائما اضعاف ما تكلفه لدى جيراننا وفي مختلف البلدان الأخرى ، ومغشوشة أيضا؟..
أليس هو من يصر على محاربة الكفاءات ودفعها إلى التوجه إلى البلدان الأخرى حيث الحرية والاحترام وتنمية القدرات العلمية والمعرفية أكثر،وفي المقابل يجعل من لا كفاءة لهم هم من يسير مؤسسات بلادنا في مختلف المستويات لإفلاسها؟..
من يمثل الأيادي الأجنبية حقيقة؟ ..من يخدم مصالح البلدان الأجنبية فعلا؟..
إنه نظام بوتفليقة بالتأكيد..
إنه النظام الذي يحرص أشد الحرص على إبقاء بلادنا في الديكتاتورية ، في التخلف والتبعية ، في الاتكالية وعقلية الريع ،وهي ممارسة لا تعني إلا احتقار الجزائريين ودفعهم – أكرر – إلى اليأس المطلق والعجز التام ،ومن ثمة القضاء على مستقبلهم..
إنه النظام الذي بغلقه كل أبواب التغيير نحو الأفضل جعل من الشعب يفقد إرادته ويخضع بشكل كلي لأعوانه( النظام) الذين صاروا يمارسون فعل احتقار المواطنين البسطاء و في مختلف القطاعات والمستويات ، من أبسط كاتب في البلدية يتلقى الرشاوي / الفتات لقضاء مصالح الذين يقصدونه ، إلى أعلى مسؤول في الولاية او الوزارة..وإنهم الذين يحرصون أشد الحرص على بقاء الأوضاع على حالها ليحافظوا هم على مصالحهم..
لقد عرف النظام الفاسد في بلادنا كيف يكوِّن قاعدته التي بها يحافظ على البقاء في سدة الحكم، وهي القاعدة التي تتحكم في كل شيء قي بلادنا (سياسة واقتصادا وإدارة وقضاء وعسكرا )،وتمارس القمع بأنواعه الثلاثة ( الإداري والقانوني والعصوي) ضد كل جهة تنظم نفسها وتتحرك للمطالبة بحقوقها المشروعة،وهو ما أوصل شعبنا إلى حد اليأس شبه المطلق من إمكانية تغيير اوضاعه وأوضاع بلاده نحو الأفضل ، ودفعه من ثمة إلى الانخراط المحموم في التدين الشكلاني المفرط آملا في التعويض عن متعه الدنيوية المامولة لكنها المفتقدة بمتع الجنة في آخرته - بدل الانخراط في المجتمع المدني الحر والمسؤول، والوقوف من ثمة ضد الفساد - وهو التدين الذي يعمق في نفوس أفراده اللا مبالاة بانتشار الفساد أكثر في بلادهم..وهو من هذه الناحية تدين لا يخدم إلا مصالح النظام كونه تدينا مغيبا للعقول اساسا.. و..
ها قد بدأ العري ، عري النظام..
البترول الذي كان يغطيه بنسبة 98 في المئة، ويسمح له بشراء السلم الاجتماعي تمزق وانخفض سعره .. فماذا هوفاعل؟
ما كان يستورده لإشباع الحاجات الأساسية ، وحتى الكمالية للناس، لن يعود في مقدوره استيراد إلا القليل منه.. فماذا هو فاعل يا ترى؟
- لا سياحة ( لم يبن الهياكل السياحية لتي هي قاعدة السياحة الأساسية، لم يبن الإنسان المتسامح الذي يمكنه التفاعل مع السياح وجذبهم إلى بلاده )..
- لافلاحة ( الأراضي الفلاحية الخصبة أكلها الإسمنت المسلح،ويأكلها ياستمرار، ودون اية رحمة، الأنهار ومختلف المجاري المائية صارت ملوثة لا تصلح لري المزروعات ، وهناك التفكير في استغلال البترول الصخري لتلويث المحيط والمياه الجوفية في صحرائنا)..
- لا صناعة سوى صناعة الربح السريع، صناعة المشروبات والحلويات وما شابهها ( كل ما بني من مؤسسات صناعية في مرحلة السبعينات أُفلس بشكل متعمد وانتهى)..
– وأكثر ، أكثر..لا إنسان يحب العمل ( قتلت روح حب العمل في نفوس مواطنينا)..



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضرحة تفتح فاه الصحراء
- من انا؟
- كيف يستعيد الوفاءَ إنسانُ حاضرنا العربي؟
- الموت
- احجار الغيم..صهيل النار
- رأي في أضحية العيد
- ثلج الحياة..نار الحب
- واقعنا العربي الإسلامي والداعشية
- كيف يكون الدين في الواقع ؟
- عن الثقافي السائد..عن الثقافي البديل ..
- رغم المتاهة..هناك أمل في الحياة
- عميقا في البئر يغوص الحلاج
- يرمى النار على جثته
- في المهب هنا صخرة للصدى
- نار فينيقية
- من المسؤول عما حدث ويحدث في غزة؟
- ما فعلته الغريزة الجنسية وحوريات الجنة في قطعان الذكور العرب ...
- قصائد عربية
- ما وقع لي في مطعم العصر
- أعانق نارالسؤال ..أخيط المدى


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطيب طهوري - البترول شُحَّ ريعه..أيها النظام ،ماذا أنت فاعل؟