أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - نقاب















المزيد.....

نقاب


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 17 - 08:52
المحور: كتابات ساخرة
    


لأكثر من أسبوعين تقريباً و هذه الكلمة تتردد من قِبل مواقع التواصل الاجتماعي على مسامعي بطريقةٍ مزعجة..جريمة النقاب..شرعية النقاب..منع النقاب..وجوب النقاب..و سلسلةٌ طويلة من الجُمل -ذات المقطعين على الأغلب- و التي يجب أن تنتهي بتلك الكلمة أي "النقاب"..تجد بإن هذا الأمر ما هو إلا موضوعٌ سخيف لكي يكون محور للنقاش بين أي شخصين يحملان فكراً ذو أبعاد ثلاثية على الأقل؟؟..نعم أتفق معك تماماً في ذلك الأمر و لكن و لأنك بِتَّ تعرفني و تعرف عشقي للقطيع سأسير في اتجاهه المعاكس لأحدثك أنا أيضاً عن النقاب..و أتمنى أن لا تتقيأ تلك الكلمة -فتغرقني بها أنت الآخر- عندما نصل سوياً إلى نهاية حديثي عنه.

أتعلم أعتقد أن الذكر المسلم لا يكترث "حقيقةً" للنقاب و بكل ما يحمله من رمزية يحاول مُستميتاً أن يجعلها دينية و لكنه يكترث به فقط لأن الموضوع نسائي فمن يرتدينه للأسف هن "غالباً" من النساء..و لهذا ستجد أن المقاتلين بشراسة من أجل استمرار وجوده هم أغلبهم -إن لم يكن جميعهم- من الذكور!!..هل هي مصادفة؟؟..لا أعتقد ذلك..كل ما في الأمر أنه لو سقطت قطعة القماش تلك فهذا يعني بالنسبة لهم بداية سقوط سلطتهم على المرأة و هو الأمر الذي لا يتوقون إلى حدوثه بالتأكيد.

سيخبرك الكثيرون أن النساء أنفسهن سيمتنعن عن إلقائه بعيداً عن وجوههن حتى لو مُنح لهن الخيار بين إبقائه أو إلقائه؟؟..حسناً و لكن هل مُنحن حرية الاختيار تلك لكي نتمكن من الجزم بذلك الأمر!!..لا أتذكر أن هذا الأمر قد حدث لأن السماح للأنثى المسلمة بالاختيار -كفكرة- يعني منحها صفة الإنسان المؤهل عقلياً لذلك الاختيار..أو لنقل أنه سيكون بداية السقوط في فخ الاعتراف بأنها كائن يملك عقلاً و من حقه أن يقرر ما يرغبه لنفسه بنفسه دون وصايةٍ أو ولايةٍ من أحد..و هو ما سيُعد مخالفةً صريحة لتراثٍ إسلامي تدور معظم نصوصه المتعلقة بالمرأة حول فكرة نقصان عقلها و دينها كمحور ارتكاز لثباته في وجدان أغلب المسلمين.

و سيخبرك البعض أن قطعة القماش تلك هي رمزٌ ديني مُقدس..لا بأس و لكن فلنمنح النساء حق الاختيار بين الإيمان بذلك الرمز أو الكفر به..و ليكف كل شخص يقوم بتقصير بنطاله عدة سنتيمترات و يطيل لحيته بضعة إنشات عن إخبار المسلمات -أو أولياء أمورهن لو شئنا الدقة- أن تلك القطعة تعادل في قدسيتها قدسية غشاء البكارة الذي يبحث كل شرقي عنه في ليلته الأولى مع أُنثاه ليُعمل فيه تمزيقاً..و لقد كان بإمكان من يدعون إتباعهم للمنهج الإسلامي -المنقرض- في الدعوة و الذي ينص على طرح جميع الخيارات الفكرية أمام الشخص و من ثم منحه حق الاختيار ليتحمل هو دون سواه نتيجة ذك الاختيار أن يكونوا هم السباقين لإعطاء جميع من هم حولهم درساً في ثقتهم باختيارات الأنثى المسلمة و التي ستتمسك حتماً بالنقاب كرمزٍ ديني مُقدس لديها كما هو لدى الذكر كما يزعمون..و لكن يبدو أن مستوى الثقة في إيمان الفتيات المسلمات منخفض لأدنى منسوب لديهم كما هو حال الماء في حوض الأسماك الذي أمامي الآن.

فمنحهم ذلك النوع من الثقة -كما الاحترام- للأنثى المسلمة يحتاج منهم إلى أمر يشبه إلى حدٍ ما قفزة الإيمان..و هو ما يُعد أمراً صعب التحقق في مجتمعات نشأت على قمع الأنثى ليل نهار بحجة بضع كلمات جوفاء يحفظها الجميع مرددين لها دون أن يعوا معناها..و تمرد أي أنثى على تلك الكلمات -الغير مُقدسة تماماً- سيثير جنونهم الأمر الذي سيظهر بوضوح على الأقل بشكلٍ لفظي في أي نقاش يدور حول ذلك الأمر "المفصلي" في تاريخ الأمة الإسلامية..ذلك النقاش الذي جوهره هو أن حدوث ذلك الأمر الجلل -أي منح المرأة حرية عدم ارتداء النقاب- سيعني البداية لانتزاع المرأة لحقها في اختيار ما يناسبها في أي أمر من أمور حياتها و هو الأمر الذي لا يمكن لتلك الكائنات التعايش معه فطرياً.

أصابعك الصداع؟؟..و أنا كذلك..و من المضحك أن كل تلك الزوبعة بدأت مؤخراً فقط لأن أحدهم لاحظ أخيراً أن قطعة القماش تلك أصبحت أداة خطرة في متناول البعض أكثر منها رمزاً لحشمة و حياء الفتاة المسلمة دون غيرها من نساء الأرض اللواتي يفتقدن إلى هاتين الصفتين من وجهة نظر فئةٍ من المسلمين بالطبع..فالنقاب تم استخدامه أكثر من مرة في جرائم سرقة و قتل في الدول الغربية..نعم هي حوادث فردية و لكن بسبب قيمة الفرد كما الممتلكات في تلك الدول تم تحجيم ارتداء النقاب..بينما في دولنا العربية يعتبر النقاب هو الراعي الرسمي لمهرجان التخفي لدى الجماعات الإسلامية المتطرفة و خاصةً القاعدة التي يميل كثير من كوادرها إلى استخدامه إما لتهريب السلاح أو للتسلل إلى مكان ما أو حتى دولةٍ ما دون تفتيشٍ يُذكر!!.

و لكن و بالرغم من أن المسلم هو شخص عاطفي و غير عقلاني على الأغلب و بالرغم من كل هذا الاستبسال من جانبه -و الذي نراه بوضوح في مواقع التواصل الاجتماعي و وسائل الإعلام- في ساحة معركة فرض النقاب على نسائه و أيضاً نساء سواه أراهنك أنه سيتوقف عن كل ذلك الاستبسال و فوراً لو ظهر في الغد شيخ ما بسلطةٍ دينية تعلو من هم حوله ليخبره أن النقاب لم يعد يناسب مقتضيات العصر أو المرحلة الحالية..حينها ستجده يقاتل و بكل قوته ليثبت لك صحة حديث شيخه و أن النقاب ليس رمزاً دينياً إسلامياً خالصاً كما كان الجميع يعتقد بل هو من الموروثات الثقافية للديانة اليهودية و التي امتزجت بالإسلام و عزز من وجودها كما ترسيخها التشدد الاجتماعي و لن أفرح قلب بالبعض بالقول "الديني"!!.

أتعلم كنت أتمنى أن أجد من بين جموع المتحدثين بحماسٍ مسعور عن قدسية النقاب من تحدث و لو عرضاً عن مطالبته بقانون يُجرم اغتصاب المحارم و يفرض عقوبات مشددة على مرتكبيه خاصة مع تزامن كُلاً من حادثة اغتصاب وحش لابنته الطفلة و حصوله على حكم متساهل جداً مع حملة الدفاع المقدس عن النقاب تلك..و لكني وجدت أن أغلبهم يرى أن هذا الأمر -أي النقاب- هو أكثر أهمية من أي أمر آخر!!..فهو يعني بداية فقدان الولاية العقلية على النساء -و ربما الجسدية في مرحلةٍ ما- بينما البعض الآخر يجد أن حدوث هذا الأمر -أي عدم ارتداء نسائه للنقاب- كفيل بسحق شرفه أمام الآخرين و هو ما لا يفعله اغتصابهن بالنسبة إليه بالطبع!!.

و النتيجة لهذه المهزلة أن حمام أي طائرة مغادرة من دولةٍ متشددة دينياً إلى دولة غربية أو حتى عربية ذات سقف ديني أكثر مرونة هو من أكثر الأماكن ازدحاماً بالنساء..ليس لقضاء حاجتهن فيه و لكن لنزع قيودهن التي أُجبرن عليها فيه..و لا أعلم لماذا تنزع نساء المسلمين نقابهن في الخارج فلا يفقدن شرفهن بينما سيفقدنه لو نزعنه في بلاد المسلمين!!..و كأني بالأمر اعترافٌ ضمني بأن الرجل المسلم ما هو إلا كائنٌ منفلتٌ جنسياً و لم يتمكن إسلامه من ضبطه أبداً بينما نجح العالم الغربي بقانونه الوضعي من ضبط رجاله و لو"نسبياً".



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذن بالسفر
- و ثالثهم الله
- أستار الكعبة
- رجل الكهف
- قصة اغتيال نمطية
- هلوساتٌ في حوض ماءٍ ساخن
- القطعة الناقصة
- سيارة للدعارة
- خطأ إملائي
- -سيلفي- إسلامي
- اعتراف
- تصويت
- صداع الجمعة
- على الكنبة
- حج مسعور
- محمد بين الأقدام
- أوجاعٌ جنسية
- لوط
- فتاة سيئة السمعة
- عصا موسى


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - نقاب