عبد الرزاق السويراوي
الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 16 - 14:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الإمور المهولة حين تؤخذ ببساطة فهذا يعني الجنون بعينه .. وهذا ما يحدث دائماً عندنا في العراق .. فلطالما كان تعاملنا مع الكثير من القضايا ذات الحجم ( المهول ) ببساطة مفرطة تقترب من حالة الّلامبالاة .. قضايا أمنية .. سياسية .. إجتماعية .. أو إقتصادية من الممكن أن تدفع بالبلاد والعباد الى هاوية سحيقة .. ولا ندري , هل نحن مجانين , أم الساسة هم المجانين , أمْ الزمن هو المجنون ؟ ولعلّ أيّامنا القادمة , تنذر البلاد والعباد ( ولا بأس بتكرير هاتين المفردتين فهما الغاية والوسيلة ) ..أيامنا القادمة , تنذر بقحطٍ كارثي , النفط وهو المصدر الوحيد لعيش العراقيين باتتْ أسعاره تتراجع بشكل مذهل , وفي قبال ذلك , الفساد المالي والإداري لكل مفاصل الدولة في وتيرة متصاعدة , والحرب ضد داعش هي الإخرى تأكل وتستنزف من نفقات الدولة الشيء الكثير .. الصناعة متوقفة .. الزراعة متوقفة .. كلاهما , الزراعة والصناعة ميتتان . السياحة ميتة , الحيّ الوحيد الذي لم يمتْ , هو الفساد الذي يتسيّد كلَّ شيء . السلطة البرلمانية والسلطة التنفيذية أعجز من أنْ تحسم أمر الموازنة الجديدة ,المشاريع معطلة .. البطالة متفاقمة ..وعلى ذكر الموازنة التي لم تُقر الى الآن كسابقتها , فأنّ التراجع في أسعار النفط بات يتهددإقرارها , إذْ من المتعذر الإتفاق على سقف إقرارها وفقاً لسعرٍ محددٍ للبرميل الواحد في وقت تتراجع فيه أسعار النفط نحو هبوط مروع .الفضائيون الذين يستنزفون ميزانية الدولة وفي قبالهم فضائيون رسميون هم برلمانيون ووزراء ومدراء من 2003 ولحد الآن , الكل يمتص من الخزينة دون رحمة .. الأيام المقبلة وفقاً لكل معطيات واقع اسعار النفط هي سوداء بإمتياز ..كل المؤشرات توحي بعجز الدولة عن تسديد حتى الرواتب .
ما العمل , وما الذي أعددتموه للقابل من الأيام القريبة جدا ؟ هذا السؤال الذي لا يستطيع كل رجالات السياسة العراقيين أنْ يجيبوا عنه بوضوح , إعتباراً من البرلمان والحكومة .. ومثلما ان القانون لا يحمي المغفلين , فكذلك مَنْ يجهل زمانه ويزهد ويتجاهل أيامه , فهو من أغفل المغفلين .!!
#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟