فريد الساعاتي
الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 16 - 13:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل انت تكره أمريكا ؟
الحب والكره من صفات الانسان ، وفي رأي يوجد فرق بين ان تقول انا لااحب الشي الفلاني او تقول انا اكره الشيء الفلاني ، لو عرضنا سوألا على عموم أفراد الوطن العربي والإسلامي " هل انت تكره أمريكا ؟ " ويكون استفاء للجواب على هذا السؤال فاني أتوقع ان اكثر من 90 بالمئه سوف يصوتون بإجابة نعم
ولكن لو نطرح هذا السؤال على الدول الاوربيه واليابان وأوستراليا فسوف يطلبون منك ان تغير اُسلوب السؤال ؟! و لو طرحت هذا السؤال على سكان هونك كونك والصين وتايلاند مثلا " هل انت تكره أمريكا ؟ " سوف لايفهم سؤالك المواطن البسيط العادي ، او يجاوب سؤالك بسؤال " لماذا تسال هذا السؤال ؟ " ويتعجب من السؤال نفسه !.
ولكي تجعله ان يجيب على سؤالك بصوره صحيحه عليك ان تغير في السؤال وتعكسه " هل انت تحب أمريكا ؟ " عند ذالك الوقت سوف يفهم معنى سؤالك ، ويعود هذا لسببين اولا ان الحقد والكراهيه لايأخذ حيزا كبيرا في عقولهم وقلوبهم كما هو الحال عند العرب والمسلمين ، والسبب الثاني إعجاب هذه الشعوب بامريكا، بعكس العرب والمسلمين وحتى عندما يعيشون في أمريكا مثلا يسبون فيها
ابنتي سلوى الساعاتي Seluah Alsaati هي مسؤلة حزب اليسار في العاصمة السويدية ستوكهولم ، ولقد تم انتخابها للسنه الثالثه على التوالي ، وهي مشغوله جداً بعملها في الحزب وكذالك في عائلتها ، مع هذا تلتقي بي على قدر ماتستطيع وما تسمح لها الفرصة ، وحزب اليسار له 21 عضو في البرلمان السويدي ويحصل عادتا على 5.6 بالمئه من الأصوات السويديه ،عندما نلتقي تجري بيننا نقاشات سياسيه ايضا ، وانا رجل الى اليمين وهي الى اليسار وهذا لايقلل الحب اللذي بيننا ، سألتها قبل يومين : هل انت تكرهين أمريكا ؟ أجابت بعربيتها المكسره " بابا انت ليش تسأل هيچي سؤال ؟ " وأكملت بالسويديه وهذه اللغة نتكلم بها عند نريد ان ندقق ونفصل بالامور بيننا " نحن لانكره أمريكا ، نحن نختلف معها في أمور ، مثلا تعرف اننا نريد هنا رفع الضرائب ، وكذلك نريد ان يكون العلاج والتأمين الصحي حكوميا فقط وليس عرضه للبيع والشراء ،،،" حظنتني وقالت لي " بابا انا احبك " قبل ان تمضي بطريقها،
تذكرني ابنتي بأصدقائي الشيوعين في العراق ايام زمان قبل خمسة وثلاثين او أربعين عاما ، كانوا لايعرفون الحقد والكره ، كانوا يفكرون بسعادة الانسان ، كنت احس فيهم الطيبه والانسانيه ، كانوا هم على عكس النضام البعثي الحاكم آنذاك، وكم يخيب ظني عندما اقرأ هنا حتى لعموم اليسار وكانهم قد جندوا للكذب والكره !. لاادري لماذا أصبحت القلوب قاسيه ؟ ، هل من المكن ان نزرع السعادة بدون ان نكره أمريكا ؟ وهل سنخسر اذا بدلنا الكره بالحب ؟ وما فاد العرب سياسة الكره على مدى العقود الماضيه ؟
#فريد_الساعاتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟