علم الدين بدرية
الحوار المتمدن-العدد: 4662 - 2014 / 12 / 14 - 00:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
( لا مبالاة )
عندما يعجز الفهم ويتأزم العقل الإنساني عن استيعاب الحدث وعن فهم مجريات الأمور واللحاق بها ، يصبح في مأزق ويفقد القدرة على التفكير السليم فيصاب بشلل تام يمنعه من الإحساس السليم والرؤية الواقعيّة وردّ الفعل على ما يحدث يتلقى الصّدمات دون مقاومة فلا تستيقظ كرامةٌ ولا يصحو ضمير !!
هذا هو عقل الإنسان العربي في هذه الأيام فقد كل مصداقيّة ووصل إلى هاوية من التردّي بحيث بات يستسيغ الانحطاط والنذالة لا ينفعل ولا يتفاعل بأي حدث مهما كان كبيرا وخطيرًا ، انه يرتع في الحضيض ويجترّ التخلف والبؤس والمرض ، نعم انه العقل المريض بكل العلل والأمراض ، ملايين الأطفال السوريين يموتون جوعًا وبردًا ومذابح الإبادة الداعشيّة لا تفرق بين القطيع ، الأغنام لا تقاوم تقاد إلى الإبادة الجماعيّة والافتراس مُذعنة لأمر الجزار ، هذه الوحشيّة لم يسجلها التاريخ يومًا وهذا الإجرام بحق الإنسانيّة جمعاء لم تشهده صفحات الحضارة من قبل ، العقل العربي الصامت والمتآمر يقف عاجزًا !! لا أحد يهتم !! الشرق والغرب في ركود قاتل وعصابة الأمم المتحدة تقف صامتة لا تحرّك ساكنًا أمام العنصريّة والإرهاب وحروب الدمار والقتل والاغتصاب والتشريد وأسواق الإماء والعبيد!!
أنه انهيار في القيم والمفاهيم ، لقد شلّ عقلنا عن التحكم بنزعاتنا الحيوانية ففقدنا السيطرة والقدرة على التحرك وعلى المقاومة ووصلنا إلى حالة الركود أو الجمود أو الموت !! ما يحدث فوق طاقة الاستيعاب .. لو كان للعرب ضمير لما قطّعوا أوصال سوريا ، لو كان للعرب كرامة لحقنت دماء السوريين ، لو كان للعرب وفاء لما نهشت كلابهم جسد سوريا .. لا بد للعقل من يقظة ولا بد للضمير من صحوة. ..
#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟