إبراهيم الحسيني
الحوار المتمدن-العدد: 4661 - 2014 / 12 / 13 - 15:21
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
الثورة وقصيدة النثر
ارتدى ذئب ريش حمام
وقال : سأطير
ثم عوى
عووووووو .. عوووووووو
تقدمت قصيدة النثر وحلت محل قصيدة التفعيلة وقصيدة القافية العمودية ، في المشهد الشعري ، وأبدعت جماليات وذائقة أدبية جديدة ، والقصيدة أعلى تجليات اللغة ، ووصلت إلى ذروتها وأعلى تجلياتها في القصة القصيدة التي تقوم على التفكيك والتكثيف في ومضة أو لحظة خاطفة ، تفكيك أبنية وأنساق النصوص القديمة وهدم هياكلها الراسخة ذات الصوت والموسيقي الخارجية الصاخبة ، هي جماليات الصحراء والبداوة والوحدة ، قصيدة النثر تبدع مشهدا فوضويا ليس منتظما ، يعتمد على الإيقاع ، والمخيلة الفنية ، من تشظ اللغة وتهشيمها ، من تفاصيل الحياة اليومية وكراكيبها ، تفارق الكليات وتنحاز إلى الجزئيات والنسبي البشري في كافة أحواله وأوضاعه ، في ضعفه وقوته ، تكتسب شرعيتها من الضرورة التاريخية والاجتماعية إلى ذائقة جمالية اجتماعية جديدة ، قصيدة النثر تكتب نفسها وما على الشاعر إلا إشارة البدء ، وبعدها يفقد سيطرته عليها تماما ، ويفقد قيادته وتوجيهه لها ، ولا يستطيع إلا أن يستسلم لتداعياتها ومقاديرها ومصائرها ، فقط عليه أن يكون ، دائما ، منحازا لديمقراطية اللغة والمخيلة الفنية ، موجزة ، موحدة ، مضغوطة ، عقد من جواهر اللغة وماساتها ، يومئ ، يوحي ، بلا نهاية ، تفكيك دائم ، متواصل ، وبناء دائم ، متجدد ، قصيدة النثر برونزية مرمرية ، قصيدة النثر ثورة اللغة ، حممها وبراكينها وزلزاليها ، وقصيدة النثر تنتج فضاء شاسع ، من دون حدود ، للحرية ، ولا تقوم من دون الحرية ، ومن ثورة اللغة إلى ثورة المصريين 25 يناير 2011 ، ينتقل هذا المقال إلى إيقاع الثورة المصرية ، أعظم قصيدة كتبها المصريون ، بدماء وعيون وأطراف أبنائها ، قصيدة تستحق ، ميدان التحرير ، متحفا للثورة .
يسقط الشاويش والكاهن والدرويش
#إبراهيم_الحسيني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟