محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 4661 - 2014 / 12 / 13 - 08:54
المحور:
الادب والفن
لم أشعر هذا المساء برغبة في الكتابة ..البحث عن جملة أو مقولة تؤكد فكرة ليس ممتعا ، عدا أن المتعة في الكتابة البحثية محدودة . مللت من البحث عن الله في عقائد البشرية دون أن أعثر عليه حسب ما تخيلته . أفضل أن أبحث عنه في خيالي حيث عثرت عليه ذات زمن ، فكتبت" وحين التقينا يا إلهي بعد كل هذا العناء من البحث عنك وجدت نفسي أمام نفسي " ( لم أعرف أنني سأكتب هذه الجملة في مئات اللوحات لتترجم إلى عشرات اللغات ولتعلق في مئات البيوت ). حاولت أن ألجأ إلى الشعر ، لم أعثر على الكلمات التي يمكن أن تعبّر عما يعتلج في نفسي. ربما ضلت طريقها في غياهب ما يصطرع في مخيلتي . رحت أبحث عن الله في قلبي حيث أعتقد أنه يكمن هناك حسب قولي في آخر لوحة بعتها " ابحث عن الله في قلبك فإن لم تعثر عليه لن تعثر عليه على الإطلاق " !
أغلقت الحاسوب . استرخيت على أريكة . أملت برأسي إلى ناحية قلبي وهمست إلى الله مبديا له حزني العميق ، وأشعر أنني في حاجة إلى بكاء يفرحني ، وأنا أدرك تماما أنه الوحيد القادر على فهم هذا الطلب الغريب لي ، كونه يعرف أنني مخلوق يختلج في دخيلته الحزن والفرح ليشكلا معا الأمل في عالم تغمره الكراهيه .
أوحى لي الله أن افتح التلفاز على برنامج (أرب آيدول) لأفاجأ بثلاثة أقمار عربية في ريعان الشباب يشدون لأمة أرهقها الزمن وأثقلها الحزن.. عقلي مع القدس وفلسطين وقلبي مع دمشق وحلب والشام...وحزني مع تشردي ووحشة متحفي في دمشق .
يشدو حازم شريف موالا حلبيا يحملني إلى فضاءات حلب . حلب سيف الدولة والمتنبي .. حلب السهروردي والكواكبي وصبري مدلل وصباح فخري ووليد اخلاصي..حلب المعرفة والحضارة والفن الأصيل .. حلب الحارات التي تعانق واحدتها الأخرى بوله عشقي ... حلب التي كانت والتي لا تريد مخيلتي أن تتمثل كيف صارت .. تغرورق عيناي بالدموع لبرهة ، وما تلبثان أن تطلقا سراحها لتنزلق على وجنتي ،ثم تنهمر بغزارة وحازم يشدو لتنحني له الألحان :
آه يا حلو سيدي يا مسليني .. يلي بنار الهجر كويني
املا المدام ياجميل وسئيني .. من كثر شوئي عليك ما بنام
فرحت بحزن ! وحزنت كأم قست شفتا رضيعها على نهدها ! وخالجني أمل بأن محبي سوريا
سيتضوعون ثانية بعطر الياسمين الدمشقي ، ويترنمون ثانية بالقدود الحلبية و بمال الشام يله يا مالي .. طال المطال يا حلوة تعالي .
أصدقائي .. ثلاثة أقمار أمتعونا من على شاشة M.B.C وكلهم يستحقون جوائز . لكن من يستحق اللقب حسب رأيي ورأي كثيرين وبجدارة ، هو الحلبي حازم شريف . آمل من كل من يحب الفن الأصيل ، ويحب حلب ودمشق وكل أرض الشام بما فيها فلسطين ولبنان والأردن,ويحب كل أوطاننا الحزينة .. أن يصوت غدا لحازم شريف . سورية في حاجة إلى بسمة وسط هول الدموع . فلتكن بسمتنا غدا بتتويج حازم شريف .
محبتي لكل صديقاتي الجميلات وكل أصدقائي الجميلين .
محمود شاهين .
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟