عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4661 - 2014 / 12 / 13 - 01:33
المحور:
الادب والفن
البلد .. شارد الذهن
بعضُ الأشياء التي نعيشها الآن
تشبهُ تلكَ الأشياء التي نضعها على المدفأة
في شتاءٍ طويل .
نُسخّنُها ، لنأكلها .. عندما لا نجوع .
عندما لا ندري .. ما بِنا .
عندما يعلكنا الضجر .
الكثير من هذه الحياة .. يشبهُ ذلك .
الكثير من هذه الحياة .. لم يعد يشبهُ تلك الأشياء
التي كان حنين الروح
يمنحها الجوعَ إلى الرائحة .
المدفأة .. لا تحتاجُ إلى أم .
لا تحتاجُ إلى تَذكّرِ تلك الأيام .
إنّها ليست " تنّوراً " تخبزينني فيه ..
وتشتهين حضوري .
المدفأة .. في شتاءٍ سريّ ،
نسيانٌ جاهز .ٌ
قلبٌ مزروع .. للأرغفةِ الباردة .
ماهكذا كانت .. قبلتنا الأولى
فوق ذلك " السطح " الكرخيّ
المفتوح على جميع الكواكب .
ماهكذا كانت .. قبلتنا الأولى ..
شفَة من الألمنيوم ..على وجهٍ من البلاستيك .
عجيبٌ جداً
أن يحتفظ القمحُ إلى الآن
بالوفاء للريح ،
التي أجفلتْ السنبلة ،
وأمطرتْ خبزكِ الدافيء
فوق روحي .
***
قصص الحياة ، قصيرةٌ جداً .
الموتى لا يعرفون ذلك .
قصص الحياة ، قصيرةٌ جداً .
العشّاقُ ، وحدهم ، يعرفون ذلك .
يعرفون أنّ الأشياء تتبّدَّدْ .
لاشيءَ لايتبدَّدْ .
المدن ، الجسد ، الوقت ، والنهار والليل .
كلّ شيءٍ يتبدّّدْ .
لاشيء لايتبدَّدْ .
لاشيء .
***
أنا شارد الذهن ..
كطالبٍ يحلمُ في " الصفِّ "
، بطالبةٍ تجلسُ إلى جواره ،
في " درس " الأقتصاد السياسيّ ،
ويسألُ نفسَهُ عن لون عينيها المُدهِشتين ،
بينما أنا أسألُ عن " أثرالأحلال " ، و " أثر الدخل "
على " المنفعة الحديّة " للنسيان .
لم يَعُدْ تدريسُ الأقتصاد سهلاً عليّ .
سأتقاعَدُ .
وأُعَلِّمُ طُلاّبي الجُدد ، من أبناء العشائر الباسلة
" قواعدَ العِشقِ " ، التي تزيدُ عن " الأربعين " .
هذا البلد شارد الذهن
، الذي يبدو كالأبلهِ بين البلدان ،
ليس بحاجةٍ للأقتصادِ ، والنفط .
إنّهُ بحاجةٍ ، فقط ،
لشيءٍ من الحُبّ .
وإلى مُعَلِّمٍ مُحتَرِِف
يجيدُ تدريس هذه " المادة "
في الربع الخالي
من صحراء الذهول .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟