أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - يوسف الصدّيق بين سلم الخَدم وسلم المجد














المزيد.....

يوسف الصدّيق بين سلم الخَدم وسلم المجد


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 4661 - 2014 / 12 / 13 - 00:47
المحور: الادب والفن
    


حين تقع حياتك بين حجري رحى
طموحات الإيمان وعراقيل الواقع
انظر مع نفسي المطحونة مثلك
بين ثنايا الوقائع تلك الحقائق الثابتة
فى وجه تغيراتنا وتغير أهوائنا
وتأمل تلك الحقائق الثابتة روحيا
والمُثبتة تاريخيا

وهى أن
الله عجيب قدير
وطرقه عجيبة ومقتدرة
وينعكس نور سلطان
قدرته فى الاختلاف الذى يحققه
وكسر قواعد التوقعات
التى يرسمها إنسان لنفسه
أو حتى يفترضها لغيره
وتحقيق العَجب والدَهش
فى خطى من انتظره
خاصة فى حياة
من أسلموه حياتهم
ومفاتيح نفوسهم
وأهوائهم ودفة أيامهم

فهؤلاء هم من ترتاح
يداه فى تشكيل حياتهم
بطرق غير تقليدية
لا تعرف قولبة بشر
هؤلاء من يتفنن الله
فى صنع العجائب معهم
هؤلاء هم من يؤمنون
فى قدرته مهما كانت الأقدار
وينتظرونه مهما كان عجزهم
وتعجيز ما حولهم لهم

ومن هؤلاء كان
يوسف الصدّيق
الذى أحنى روحه لله
فلم يحنه بشر
هذا الصدّيق الثائر
على اعتيادية الخطأ حوله
وشيوع بصمة الفساد
والضلال فى ما قابله
كان يوسف عملا فنيا فريدا لله
جاءه أناس الأزمنة
من كل حدب وصوب
ليتأملوا بصمة
أنامل الله فى حياته
التى غيرت فيه
وغيرت التاريخ به

فلقد اختار الله ليوسف
سلم الخدم ليكون
له سلم المجد
والذى نزل عليه
منحدرا أمام نفسه
وأمام الناس إذلالا
إنما كان فى رؤية الله
فى طريقه ثابتا
وفى خطواته متقدما
نحو المجد الروحى والمادى
الذى أعده الله له
لقد كان يصعد سلم مجده
الذى ينتهى بعرش مصر

لم ينقذ احد يوسف من البئر
وعلى النقيض فقد كان هذا الألم
هو بذرة تعليم الله له
كيفية إنقاذ مصر والعالم
بل انتشله تجار للمتاجرة به
حيث بدأ رحلة
عبوديته ظاهريا
أما جوهره فعلى النقيض
كان يتحرر يوما فيوما
كان خارجه يتسخ ويذبل
أما داخله
فكان يتنقى ويتجدد
لقد هيأه الله
بعكس اتجاه خطوات خياله
للنجاح وطموحاته فى الحياة
لكنه فى النهاية قد وصل
لا لما اشتهاه
بل لما لم يخطر على باله
ولم يكن يتجرأ أن يتوقعه

انه مصير النفس
التى أسلمت لله
مقاليد التحكم فيها
عن حب واشتياق ووعد
انه يوسف الصديق
انه هو وأنت وأنا
إن أعطينا الله فرصة حقيقية
عن اختيار واعى
لتسليم حياتنا ليديه الرائعتين
لتعملا فينا عجبا
وتصنع منا دهشاً لإسمه

لذا فعليك أن تراجع قرارات نفسك
وتبحث أين تركت مفتاحها
وتتذكر لمن أسلمت قيادة حياتك؟!
ولتتأكد من حقيقة ما أنت عليه
فلربما تكون فى هاوية
إنما أنت فى ترتيبات الله لك
تكون تلك الهاوية هى منفذك للقمة
وربما تكون متربع على عرش قمةٍ
إنما تكون أنت فى نظر الله
تهوي فى قاع هاويةٍ!

ولا تنسى
أن البئر كان ليوسف هو بداية قمته
وانه بين سلم الخدم وسلم المجد
بُنىّ يوسف الصدّيق
حيث كان سلم الخدم هو سلم المجد
الذى اختاره الله لينزله صاعدا
إلى القمة التى أعده لإياها
واعدها له!

وأن يوسف ما هو إلا نموذجا واحدا
على أعمال الله العظيمة



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمى ليس قدر مولود الذئب ولا العتمة قدرك
- عبيد الحرية
- أنا كَون جديد لله
- فيلم فيلا 69 يربط بين قيمة الإنسان والأثر والفن
- كرامة الأنثى وقبول الأرض
- الغرور علف الحمقى والكبرياء معلفهم
- يواجهنا الله بأنفسنا فى الطبيعة
- فَكِرن قبل الغناء
- الطبيعة درس من الله
- عصفور إن سقطت فلآكل لا لأنبطح
- ارفع رأسك يا جدعون بين بنايات بابل الشاهقة
- فليُغشى صدق مجد مريم العذراء على كذب مجدك
- فليُشغى على كذب مجدك صدق مجد مريم العذراء
- ولفضلات الشيطان وعد بالحياة
- احذروا أن توقظوا الأحصنة التى بداخلكم
- ماذا لو كانت Jennifer Lopez شابة فى مصر 2014؟!
- إلى المزيفين من كل من
- لا يغرنَّك الحشد
- لَملم الحطب من جبال ثلجك
- عزيزى الصفر


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - يوسف الصدّيق بين سلم الخَدم وسلم المجد