أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - فقه الحسين بن علي (عليهما السلام )














المزيد.....

فقه الحسين بن علي (عليهما السلام )


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 4657 - 2014 / 12 / 9 - 17:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يختلف اثنان حول ما تشكله فاجعة الطف ,من انعطافة كبرى في تاريخ البشرية ,وما تمثله من درس بليغ يتجاوز آطر الزمان والمكان ,ليعكس قيم الايثار والبطولة والفداء وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الشخصية (الذاتية ).لا يختلف احد حول كونية مأساة كربلاء التي رسمت لسائر الاجيال والشعوب على اختلاف السنتها وثقافاتها ودياناتها ملامح تلك الطرق المؤدية الى سعادة الانسان وحصوله على ذلك العيش الذي يليق به كانسان على وجه الارض , الا ان فهمنا للحسين ولقضيته يتطلب منا مراجعة شاملة بين الحين والاخر ,حيث يجب ان تخضع تلك القضية الى عدة مستويات من التعاطي , لا سيما على صعيد الممارسات والتطبيقات التي ترتبط بالقضية ذاتها .
لا يخفى على احد اننا اليوم كعراقيين مهددين بوجودنا كشعب وكأمة وكمجتمع ,مهددين اقتصاديا بسبب سياسات عالمية ماكرة لا ترى في تقدمنا سوى خسارة لمشاريعها الاستكبارية , التي تقوم على الابتزاز وصناعة الازمات والحروب الداخلية ,نحن اليوم مهددين طائفيا بسبب تخندق اقليمي تدفع به قوى الشر العالمية التي ترى ان من مصلحتها ان تبقى المنطقة ملتهبة ليأكل ابنائها بعضهم بعضا ويكفر بعضهم بعضا ,نحن اليوم مهددين سياسيا بسبب فساد ومحدودية فهم طبقة سياسية لا يهمها سوى منافعها وامتيازاتها الحزبية والكتلوية الضيقة ,طبقة سياسية استطاعت ان تعمل بمكر وخبث ودهاء على اللعب على مختلف الاوراق الطائفية والمذهبية بشتى الطرق والوسائل لغرض تأمين بقائها متسيدة على كراسي النفوذ والمسؤولية ,نحن اليوم مهددين بقوت عيالاتنا ومصير اجيالنا القادمة ,لذا فلو اننا تصورنا ان الامام الحسين (عليه السلام )قد بعث حيا بلحمه ودمه ولو لوقت محدود واجل غير ممدود ,فبماذا ينصحنا الحسين يا ترى وبماذا سيشير علينا ,هل سيشير علينا بمواصلة الزحف المليوني نحو قبره الشريف وسط حمامات القتل ومناخات حز الرقاب ,هل سيشير علينا بمضاعفة طقوس الحزن والمبالغة في آليات الحداد واعلان الجزع ,ام انه سيشير علينا بالنهوض بمسؤولياتنا التاريخية التي نهض بها هو في زمانه, ليبقى خالدا ما بقي الليل والنهار .
انا على يقين تام ان الامام الحسين (عليه السلام ) لو بعث حيا لكان قد وجهنا لمضاعفة الجهود واستثمار الوقت الذي اخذ ينفذ من بين ايدينا ويتسرب من تحت اقدامنا , لكننا لا نآبه لنفاذه ولا نلتفت الى ضياعه.
لم ولن تنهض امة من الامم بعد كبوتها الا عبر اشاعة روح البناء والاعمار والترويج لمفاهيم العمل (الانتاج )الذي يمهد لخلق مجتمعات تحفظ كرامة الفرد والجماعة والتي هي من صميم الاديان السماوية .
الامم والشعوب لا تنهض بمواصلة شريط البكاء وشد الرحال وجلد الذات وبذل المأكول والمشروب على امتداد الاف الكيلو مترات ,لكنها تنهض عبر تدارك ما فاتها من فرص للتقدم وما عزب عنها من مراحل تاريخية راحت هباءا بسبب سياسات الظلمة وحماقات الجهلة ,الامم لا تنهض بشق الجيوب وخمش الوجوه وضرب الصدور ,لكنها تنهض بالعمل على ما حرص الحسين بن علي (عليهما السلام ) عليه من ترصين وترسيخ لقيم الاصلاح والانصاف والايثار ووضع الحلول لمجتمع اخذ يسير نحو التفسخ السياسي والاجتماعي والاخلاقي على يد حكامه وساسته .
ان مواصلة السير الى كربلاء على النحو المعمول به اليوم مع بالغ اعتزازنا وتقديرنا لجموع الزائرين وتمنياتنا لهم بالحفظ من كراهية اهل التخوين والتكفير ,ان مواصلة سير الزائرين من كل عام في اربعينية الامام الحسين (عليه السلام )سوف لن يغير من واقع مجتمعنا المرهق المتعب , شيئا يذكر بل لعل هذا ما يزيد من تفاقم الامور , لا سيما على المستوى الامني والاقتصادي لذا فمن من الاهمية بمكان ان تتم عملية مراجعة شاملة لما اعتدنا عليه من طقوس وفعاليات والعمل على تكييف كل ذلك مع ما نمر به من ظروف تتطلب منا العمل والجد والاجتهاد والمثابرة والمطالبة بتوفير فرص كافية للمساهمة الفاعلة في دفع عجلة البلاد الى الامام فذلك عين ما حرص عليه الامام الحسين عبر تضحيات جسام عظام خلدته على مدار التاريخ .
قبل نصف قرن استلهم المهاتما (غاندي) مبادى الامام الحسين في التصدي للظلم والصبر على الم الجراح , واستقبال رماح بني امية بصدر مطمئن ,فمهد المهاتما بذلك لقيام دولة مستقلة للهنود ,اصبحت اليوم تضاهي اكبر الدول في مجال تصدير خبراتها وعلمائها ,فهل نستطيع نحن ان نبني انموذجنا الخاص بنا على ضوء تجربة الحسين وفكر الحسين وفقه الحسين(عليه السلام ) .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيروز واحزاب الاسلام السياسي
- التكريم جاء متأخرا
- أميركا في ميزان الكاتب العراقي عبدالخالق حسين
- الشيعة والاميركان
- المالكي والانقلاب الذي لابد منه
- إسلام مسرطن
- الثورة المزعومة
- أكذوبة الحروب الدينية
- شبهة الشبهات
- ليلة سقوط الموصل
- مع السيد السيستاني بفتواه الاخيرة
- سؤال يبحث عن اجابة
- ماذا لو بعث الموتى
- مجسات حزبية
- مستويات الوعي السياسي لدى الناخب العراقي
- المشكلة أكبر من ذلك
- دولاب الانتخاب
- هل يتوحد العراقيون أمام جلاديهم ؟
- عندما يصبح الإعلام أداة للتسقيط السياسي (البغدادية انموذجا )
- صور الله


المزيد.....




- أوكرانيا تصر على موقفها بشأن -سلامة الأراضي-
- عباس وحماس.. وحدة الصف في مهب الانقسام
- شويغو: سيتم تطهير كامل أراضي كورسك في المستقبل القريب
- نتنياهو: النظام الإيراني يشكل تهديدا وجوديا للبشرية بأكملها ...
- ما بين -50% و65%-.. واشنطن تدرس خفض الرسوم الجمركية على الصي ...
- البيت الأبيض: الصين بحاجة إلى إبرام اتفاق بشأن الرسوم الجمرك ...
- كنيسة القيامة.. وداع البابا فرنسيس
- القاهرة.. ندوة حول علاقات موسكو وواشنطن
- إعلام: خطة ترامب للسلام تشير إلى فشل محاولات عزل روسيا
- محللون: نتنياهو لن يقبل بوقف الحرب لكن قد يحل مشكلة المساعدا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - فقه الحسين بن علي (عليهما السلام )