فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 4656 - 2014 / 12 / 8 - 18:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
غريب و مثير للتقزز و القرف أن يسمح المجتمع الدولي و خصوصا المنظمات الحقوقية المدافعة عن حقوق الانسان، لنظام مثل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بعقد مؤتمر دولي لمکافحة العنف و التطرف على أراضيها وان هذا النظام يعتبر قبلة و روح و القلب النابض للتطرف الديني و صناعة الارهاب و إستخدام القسوة المفرطة ضد أبناء شعبه و شعوب المنطقة بطرق و اساليب متباينة.
نظام الجمهورية الاسلامية في إيران و الذي يتفاخر علنا بتصدير التطرف الديني و يتباهى بإستنساخ أجهزته القمعية المعادية لحقوق الانسان نظير الحرس الثوري و قوات التعبئة في بلدان العراق و سوريا و لبنان و يتبجح قادته و مسؤوليه بأن حدودهم الجديدة تطل على البحر المتوسط، و يدافع عن إستخدامه عقوبات و أحکام بدائية وحشية ذات طابع إرهابي نظير قطع الآذان و الانف و فقء الاعين و بتر الاصابع و الجلد و الالرجم، هذا غير قيامه برش الاسيد على وجوه النساء الايرانيات، هو نفس النظام الذي قام و في إجراء إجرامي بتنفيذ أحکام الاعدام بثلاثين ألفا من السجناء من أعضاء منظمة مجاهدي خلق ممن کانوا يقضون أحکاما قضائية بموجب فتوة دينية باطلة قانونا، من حقنا أن نتسائل کي يسمح المجتمع الدولي لمثل هکذا نظام مارق إرهابي و دموي بإقامة مؤتمر لمکافحة التطرف و العنف؟ ذلك أنه يعتبر بمثابة إستهانة و إستخفاف بالقيم و المبادئ الانسانية و إهانة لکل احرار و مناضلي العالم الذين يکرسون کل وقتهم و يدفعون حياتهم ثمنا من أجل مکافحة التطرف و العنف.
نظام الجمهورية الاسلامية الذي أعلن وزير الامن فيه علنا أمام العالم و قبل أيام عن قيام وزارته بتعقب المعارضين الايرانيين خارج البلاد و إغتيالهم، وهو النظام الذي أشرف على تنفيذ 9 هجمات دموية ثلاثة منها بمصاف جرائم ضد الانسانية بحق سکان مخيم أشرف و ليبرتي في العراق، وهو نفس النظام الذي إعترف فيه قادته بدوره في تأسيس أحزاب و ميليشيات متطرف تنشر الرعب و الموت و الدمار کما هو الحال في العراق و سوريا و لبنان و اليمن، الى الحد الذي ضاق فيه العراقيون ذرعا بالجرائم و الفظائع و المجازر الواسعة التي تقوم بها تلك الميليشيات و الجماعات الارهابية تحت إشراف و توجيه من الحرس الثوري التابع للنظام الايراني فقاموا بتنظيم حملة من أجل إدراج تلك المنظمات بالاضافة الى الحرس الثوري في القائمة السوداء، وانه لمن العار أن يتزامن عقد مثل هکذا مؤتمر مع تلك الحملة ذات البعد الانساني التي تسعى لقطع الطريق على المتطرفين و الارهابيين و سحب البساط من تحت قدامهم و التضييق عليهم من خلال المجتمع الدولي.
هناك الکثير من النبکت و الطرائف التي تثير الضحك لکن البعض منها تتميز بقوتها ولذلك فإنها تعتبر نکتة الموسم، وان إقامة مؤتمر دولي لمکافحة العنف و التطرف في إيران يمکن وصفه بنکتة الموسم، ولکن أية نکتة..نکتة الموسم البائخة بحق!
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟