علي سعد زيني
الحوار المتمدن-العدد: 4656 - 2014 / 12 / 8 - 11:32
المحور:
الادب والفن
في يوم من الأيام ألفى شعورا لم يألفه من قبل ، شعور أقرب منه الى الانتشاء النرجسي ؛ وكأنه على موعد مرتقب مع العالم الكحلي الساحر ، قرر التمشية ذات المساء لكن لم يحدد وجهته التي يروم اليها ، تاركا ورائه ضجيج الذكريات القابع في اللاشعور في كيس اسود ليلقي به في مكب مخلفات الأمس الدائم ، وأذنيه تملؤها طقطقات من الغناء الدافئ ليتلاشى بالأزقة الهادئة التي لاتعرف للضوضاء مكمنا فيها ، مستذكرا وجوه بعض أصدقاء الماضي الذين غيبتهم معتركات الزمن فتساقطوا الواحد تلو الآخر من رفوف الذاكرة ؛ لكنه هز رأسه بسرعة خاطفة موعزا لشريط الذكريات بالتوقف عن الدوران ليستثمر تلك اللحظات الممعنة بالسحر الأخاذ، وماهي الإ دقائق مؤنسات وإذا به يجد نفسه مترجلا على الرصيف في بهرجة الشارع الرئيسي حيث تلألؤ كشافات السيارات وصراع ضوضاء السيارات الألفينية مع لمسات الغناء الثمانيني التي تسافر به الى ديار الحنين في العالم الكحلي ، ثم إستمر يمشي ويمشي .. دون وجهة يقصدها ليصبغ بطلاء ذو لون أقرب الى لون الوهم جدران ذلك العالم المجهول البعيد مع آحر شخص ما زال يلازم حياته التي اشبه ماتكون بكتاب بغلاف قديم .. لاملمح له سوى أنه أحادي الفصل ، الصفحة ، السطر ، الكلمة .
فالعنوان مختزل بكلمة (( انا )) ، والفصل للأنا . والصفحة رقمها عدد لا محدود من الأنا والكلمة انا .. وانا الكلمة .
بـــــقـــلـــم : عــــــــلــــــــي زيـــــــــنـــــــي
#علي_سعد_زيني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟