أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوتيار تمر - هل من خيار اخر














المزيد.....

هل من خيار اخر


جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 4655 - 2014 / 12 / 7 - 22:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل من خيار اخر
جوتيار تمر
برزت المشاكل الى السطح بصورة ظنها الجميع مفاجأة، فقد التهمت الاحداث الانسان والارض بسرعة لم يتوقعها اشد المتشائمين، لكنها في الوقت نفسه لم تضيف الجديد الى حياة الشعب الا من ناحية كونها مفجعة ومأساة فقد زادت من سوء الاوضاع وساهمت في تفعيل نعرات طائفية عشائرية قبلية فضلا عن تلك النعرة القومية التهكمية التي برزت كاحدى اهم ملامح الوقت الراهن لاسيما من قبل اذناب الحكومة السابقة، وغير ذلك فانها انما كانت استمرار لمسلسل الرعب الذي عاشه الشعب منذ عقود مضت.
وجاء الخليفة العربي الاسلامي السامرائي الداعشي( اعلن تنظيم الدولة الاسلامية في العراق الشام بتاريخ 29 يونيو 2014 عن الخلافة الاسلامية ومبايعة ابو بكر البغدادي -إبراهيم عواد إبراهيم علي البدري السامرائي- خليفة المسلمين) ليزيد الطين بلة ويزيد من سرعة وتيرة احداث المسلسل، فمن السوء تحولت الاوضاع جملةً الى الاسوأ ، ونال الشعب باغلب طوائفه واعراقه نصيبه من التقتيل والتهجير والترحيل والنهب والسلب، وحين اجتاحت جيوش الخليفة المدن والمناطق واحدة تلوة الاخرى - 10 يونيو: مسلحوا داعش يسيطرون على محافظة نينوى احدى اكبر المحافظات العراقية - كشف الغطاء عن الحكومة اللاقيادية للعراق، وانغماسها في المشاكل التي لاتفتح امام الازمات اية حلول بالعكس فهي تزيد من تشعبها وتشابكها وضراوتها، ومع ذلك فقد اعتمدت الحكومية اللاحكيمة على مبدأ القول اهم من الفعل كدليل قاطع على الواقع العربي العام الذي يعتمد على اللسانيات والبلاغيات والاعلاميات اكثر من التحركات الميدانية التي قد تعيد ترتيب الاوراق وتوزعها بشكل انسب، وفي العراق ايضا كانت اللعبة اللسانية البلاغية الاعلامية هي الحكم في معالجة الازمات المتوالية مما ادى الى بروز النعرات بشكل اوسع واكثر شراسة وتوحش، فسالت الدماء بغزارة وطالت السيوف رقاب ابرياء وهتكت اعراض ونهبت مدن وبيوت، وصارت القوانين افتراضية وضعية تُسن حسب الحالة التي تعيشها الحركات سواء داعش او الصحوات او العصابات او حتى الميلشيات التابعة للطوائف المتناحرة.
كان المالكي بعصابته والناطقة بلسانه في اغلب المحافل صاحبة اللسان الفتنوي اكثر نجوم الاعلام ظهوراً، ولم يكن في ظهورهم ما يدعوا للخير بل بالعكس تماما ففي كل ظهور لهم كان منطق الحمية العصبية والقبلية والقومية والطائفية هي الصورة الشمولية بالنسبة لهم، وهذا ما نجم عنه بالتالي تفاقم الوضع وازدياد الهوة بين الشعب وبين الحكومة المركزية ومن ثم بين الحكومة المركزية وبين حكومة اقليم كوردستان، بالتالي كانت النتيجة اشبه بدراما هندية وقلما الدراما الهندية تنتهي بدون مأساة، وظلت الحالة على ما هو عليه تباعاً، وفقدت السلطة مركزها في المدن الضخمة وباتت داعش تحكم وتعين ولاتها وتهجر اناسها وتعدم رجالاتها وتفرض النكاح على بناتها بل وتبيعهن في اسواق نخاستها، والحكومة تصرح وتندد دون حراك فعلي على ارض الواقع.
وحين استلم العبادي السلطة اراد ان يعيد ترتيب بعض الاوراق الا ان العوائق لم تناسلت وبشراسة في هذه الاونة، لاسيما ان المالكي والفتناوي وجها بلاغتهما وقوتهما اللسانية والاعلامية باتجاه واحد وهو هدم ما تبقى من رابط بين المركز والاقليم ليس فقط حقداً على الاقليم انما حقداً على العبادي نفسه وذلك لافشال مشروعه البنائي، الا ان النباح يستمر ولكن القافلة التي تريد التغيير واعادة البناء بطرق سليمة تخطت حواجز اللسانيات واستطاعت ان تسطر ملحمة توافقية قد تعيد القوة الى مراكزها وتجعل من الخليفة وابتاعه يتراجعون ويفكرون الف مرة قبل البدء باتخاذ اية خطوة.. كما ان اصحاب اللسانيات اصبحوا الان يعيشون حالة من الهستريا والشيزوفينيا التي اظهرت معدنهم الحقيقي ووزنهم على الساحة العراقية.. فاصبح هل من خيار طرحاً موضوعياً لامثالهم اما بالانخراط في العملية السياسية بشكل يتناسب ومتطلبات المرحلة او البقاء تحت مظلة التساؤل بالاخص اؤليك الذين ايديهم لم تزل ملطخة بدماء الابرياء من ابناء المناطق الكوردية والموصل وتكريت وسامراء والفلوجة وسبايكر والكثير من المناطق الاخرى.
ولعل سبايكر وحدها كقضية تستحق ان يشكف الغطاء عن الواقفين وراء فقدان وقتل الالاف من الطلاب والجنود الابرياء فيها، وتقديمهم بصورة علنية الى المحكمة الجنائية العراقية لاتخاذ اشد العقوبات بحقهم، فضلا عن فتح ملفات الفساد التي طالت المؤسسة العسكرية العراقية والتي نجم عنها فقدان تلك المدن الكبيرة والمأهولة بالسكان والجيش والعدة والعتاد، وكذلك الجنود الفضائيين الذين سلبت البلاد من وراء رواتبهم الخالية الوهمية..فضلاً عن محاكمة كل من مد يد العون الى الخليفة وابتاعه سواء من رجالات الحكومة ام الاقليم.
كوردستان
5/12/2014



#جوتيار_تمر (هاشتاغ)       Jotyar_Tamur_Sedeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة / كوباني
- بين اروقة الانقال/ جوتيار تمر
- تلك هي اخلاقكم
- قراءة في نص - زيف المجد- للشاعرة فلورا قازان/ جوتيار تمر
- قراءة في نص- غداً- للشاعرة فلورا قازان/ جوتيار تمر
- اقسم بانها طفلة
- قراءة في نص- عباءة جدتي القديمة- للشاعرة أملي القضماني/ جوتي ...
- قراءة في نص- مرثية طفل للرؤية- للشاعرة المميزة نهى الموسوي/ ...
- جوليانا/ قصة
- هل نجوت ...؟
- لماذا اعيش / الانفال
- كوجين في موكب الموت
- صور من ذاكرة شاب/ الانفال
- أُم ايبو / الهجرة المليونية
- دلبرين في شهرزاد / عامودا
- الحكومة الاعلامية
- فوضى الاعلام تمتزج بفوضى الاحزاب
- قراءة نقدية في نص- عبودية- للشاعرة ايلينا المدني / جوتيار تم ...
- قراءة في نص- عذراً منك- للشاعرة ريم هاني
- الوعي السالب للبناء في كوردستان


المزيد.....




- 15 أغسطس 1944: مغاربيون في جيش أفريقيا شاركوا بإنزال بروفانس ...
- إيران تقيد الرحلات الجوية في منطقتها الغربية بسبب -نشاط عسكر ...
- الجزائر والنيجر.. تنشيط العلاقات
- حملة المقاطعة تطيح بالرئيس التنفيذي لستاربكس والإقالة ترفع أ ...
- هل يحتاج العراق إلى قانون الأحوال الشخصية الجعفري؟
- تغيير قانون الأحول الشخصية في العراق.. تهديد للديمقراطية اله ...
- روسيا والإمارات تبحثان التعاون في إطار مجموعة -بريكس-
- -نتائجه كارثية-.. خبير أمريكي يتحدث عن هجوم مقاطعة كورسك وتو ...
- المغرب.. مديرية الأمن تعزز الخدمات في مطارين بالمملكة
- بعد تسجيل حريق بمقرها.. القنصلية العامة الجزائرية بجنيف تصدر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوتيار تمر - هل من خيار اخر