أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - الشر والبيولوجيا..














المزيد.....

الشر والبيولوجيا..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4655 - 2014 / 12 / 7 - 19:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



منذ سنين طويلة وأنا أعاني من دوخة وإسمها العلمي " فيرتيغو " حتى أن هوليوود أتحفتنا بفيلم تحت هذا الإسم ، ويُطلق الفيرتيغو كذلك ،على ظاهرة دوار البحر . قمتُ بإجراء الفحوصات والتي كان من ضمنها التصوير الطبقي المحوري .و لم تكشف الفحوصات عن سبب مباشر له علاقة بالدوخة . حصلتُ على وصفة دوائية وأتعاطى علاجا يخفف من حدة الدوخة ، دون معرفة السبب المباشر لها .
وأُلاحظ على نفسي في الأونة الأخيرة ،عدم الإهتمام كثيرا بالأسباب والتركيزعلى الحل ، لأية مشكلة تواجهني ... والطبيب مصمم على معرفة السبب ، لكن دون جدوى ...!! وكان أن قلتُ له : لا يهمني السبب كثيرا ، ما يهمني هو علاج المشكلة ...!! ولو لم تتم معالجتها من جذورها ..
صديقي العزيز نضال الربضي والذي يُجيد الغوص في الأعماق ، كتب يقول في تعليق على مقالتي السابقة، ما يلي :" لكني أود ُّ أن آخذك معي إلى أسفل قليلا ً، تحت الأرض، و في أعماق التراب، حيث تنغرس ُ جذور شجرة الحياة و أصول الوعي، إلى البيولوجيا و الجينات، إلى ملاين السنين قبل أن يصبح جنسنا إنسانا ً عاقلاً، هناك ستجد العناصر الأولى التي شكلت الوجود الحالي و أدت إلى أشكاله و أنماطه السلوكية اليوم." .
ليس لدي أدنى شك بأنه سحيقا في القدم ، تتواجد جذور السلوك الإنساني ، الذي تشكل وتكون وأنصهر في بوتقة التجربة التي استمدت نسغ حياتها من الإسلاف العظام ، الذين سكنوا الكهوف وظلامها الدامس معية الكائنات النصف حيوانية – النصف إنسانية والتي شاركته الموت والحياة ، الشره والشهوة ، الجشع والإيثار ، بحثا عن لحظة تقارب غامض ...
وأبحاث الدماغ تؤكد كل يوم ومن جديد ، بأن كل شيء مُشفّر في المورثات الجينية . بحيث أصبحت التفسيرات التي تحدث عنها علم النفس أشبه ما تكون بخرابيش طفل بدأ للتو بتعلم الكتابة . وكلما تقدمت ابحاث الدماغ ، كلما فقدت الفلسفة وعلم النفس مصداقيتها .
ويبدو بأن المدرسة الجبرية والتي تعتقد بأن كل شيء في حياة الإنسان مرسوم سلفا ، تجد سندا لإدعاءاتها في إبحاث الدماغ .. المُتجددة!!
ولنتفق مع الفرضية القائلة بأن الشر والخير "بيولوجيان " ، بمعنى ،أن ليس للإنسان من أمره شيئا ..!! ولنتفق أيضا بأنهما "ضروريان " و"صالحان " للوجود الإنساني ، فما هو دورنا كهومو سابينس ؟ هل نكتفي بالإنصياع "للبيولوجيا " أم نُحاول شيئا أخر ؟
لكن ، هذه الفرضية ، يجب أن تنطبق على الكائن البشري لكونه كائنا بشريا نشأ في ذات الظروف ، مما يترتب على ذلك أيضا ، تشارك كل ابناء هذا الكائن بالصفات ذاتها ايضا .
لكن ، يُمكننا ومن مشاهداتنا عبر الاف السنين رؤية ظاهرة "إكتساب " السلوك الشرير بشكل جماعي .. فالمجموعات العنصرية والأحزاب الفاشية والأنظمة العرقية ناهيك عن الحروب الطائفية والقبلية والتي وقف فيها على طرفي "خطوط القتال "، مجموعات إثنية ضد مجموعات إثنية أخرى ، تدل جميعها على أن العدوان ، القتل والإبادة الجماعية والتي تقوم بها مجموعات محددة ضد مجموعات أخرى ، قد تكون وليدة التربية أيضا .
ما علينا ، فنحن نبحث عن وسائل وطرق نستطيع بواسطتها أن نعيش حياة افضل مع الأخرين .. فهل تكفي الدعوات الأخلاقية ؟ أم أننا بحاجة إلى ما هو أكثر من ذلك ؟؟
حاولت بعض الأنظمة والتي أعتبرت السلوك الإنساني ، لا شيء، إلا رد فعل على مُثير حسي ما ، (على طريقة عالم السلوك الكبير والمؤثر بافلوف )، لهذا فقد رأت بأن تزويد الإنسان بحاجاته الفيزيولوجية سيضمن مجتمعا "مثاليا " .. لكن الواقع كان عكس ما توقعت هذه الأنظمة ، واقصد هنا الأنظمة الإشتراكية طبعا ، فالواقع أشار إلى أن الجشع لم يختف من النفوس وكذلك السرقة وباقي السلوك الإجرامي الفردي .. فليس الأمر في الإشباع المادي للحاجات الفيزيولوجية فقط .. رغم أهميتها الفائقة .
ما ينقص الإنسان ( ككائن وليس كفرد ) حقيقة ، وفي رأيي ،ومن واقع تجربته التاريخية ، هو الثقة والأمان . الثقة بأنه سيحصل في المستقبل على كفايته تحت اي ظرف ، سيحصل على الأمن والإستقرار المادي والنفسي . وفقط حينها ستتجذر الثقة في المستقبل ، ويزول الخوف من قابلات الأيام ، وقد يخف الشر شيئا فشيئا .. وتنخفض حدة الجشع أيضا ..
هل هناك من يستطيع ضمان مستقبل أمن للبشرية ؟؟ فعلا لا قولا ..!!؟؟ ويستطيع أن يكسب ثقة البشرية بوعوده ؟!
ما يزال الإنسان في بحث دؤوب .. عن الأمن والأمان بكافة معانيهما السياسية والإقتصادية .



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشر كأيديولوجيا ...!!
- ملوخية ، كوتا وبامبرز ..
- نبوئتي تحققت ..!!
- ألقانون والعدل ...لا يلتقيان ؟!
- الفضاء الإسرائيلي والنازية ..
- قضية حسبة ضد -اليهود قادمون - .
- تدنيس بحجة التقديس ..!!
- بين حرية التعبير وحرية التحريض ..!!
- خداع النفس ...!!
- عذاب القبر ..!!
- عرب إسرائيل : شيزوفرينيا المُواطنة والقومية ..!!
- ...تداعيات على مقال الاستاذ افنان القاسم Femme Fatale
- بطل عادي جدا ..!! بالإشتراك مع وجد قاسم
- كفى رقصا على الدماء .
- نجاح هدّام ..!!
- ذكريات من زمن فات
- حوار ماركسي ..؟؟!!
- النيابة والاعتداء..
- استاذة فاطمة ناعوت : زودتيها شوي ..أبجديات الحياة أولا !!
- إعدام أم دفاع عن النفس ؟؟ وكوفية ..!!


المزيد.....




- السعودية.. وزير الطاقة يثير تفاعلا بإعلان 14 اكتشافا جديدا و ...
- كيف سيبدو جبل قاسيون مستقبلا؟.. السوريون يتناقلون تصاميم إعا ...
- سردية تاريخية جديدة لسقوط الإمبراطورية الرومانية
- تايوان تختبر غواصة عسكرية جديدة
- كيف نحافظ على ذاكرتنا في سن الشيخوخة؟
- دراسة: النمل الأبيض يستخدم التقنيات البشرية للانتشار
- أرخص وسيلة لإيقاف الحوثيين
- بين التهديدات والتفاوض: لماذا اختارت إيران عُمان للوساطة مع ...
- ماذا عن هجوم القوات المسلحة الروسية المرتقب في أوكرانيا وأما ...
- خلافات بين ترامب ونتنياهو


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - الشر والبيولوجيا..