المعارضة السورية ...التهميش الذاتي

جكو محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4655 - 2014 / 12 / 7 - 18:24
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

المعارضة السورية ...التهميش الذاتي
غياب المعارضة السورية عن المشهد السياسي السوري مع ضربات التحالف و التقدم الذي يحرزه النظام على جبهات عدة , يوضح لنا الحجم الحقيقي لهذه المعارضة الرثة , و التي تتحرك ضمن الأطر السياسية و شبه العسكرية و الإجتماعية وفق برامج معينة و مُقترحة من بعض الأفرقاء و اللاعبين الإقليميين و الدوليين .
فمنذ إنطلاق الثورة السورية في العام 2011 لا تزال تلك المعارضة بمختلف مُسمياتها و أشكالها , إنطلاقاً من المجلس الوطني و وصولاً الى إئتلاف قوى الثورة و المعارضة السورية لم تسطيع رُغم وجود الكثير من العقول و الشخصيات المعارضة المخضرمة و الأكاديميين و السياسيين المنشقين عن جسد النظام البعثي الأسدي .
إلا أن العلامة الفارقة حتى الأن في مجدمل هذه المعارضات , بأنها لم تستطع بلورة رؤوية سورية مشتركة بالنسبة للعمل السياسي و المستقبلي في سورية , و هذا كما أظن بأن له أيضاً عوامله و أسبابه و من أهم تلك الأسباب هي الضغوط الهئلة التي يتعرض لها المعارض السوي على كافة الأصعدة و من مختلف الجهات و تباين الأهداف الإسترايجية و حتى التكتيكية الآنية و لا ننسى هنا بأن كل فرد في هذا الجسد المُتراخي و المترهّل يتبع أو يوالف جهة عربية أو أجنبية كانت و لا تزال الداعم له سياسياً و مالياً و علامياً .
كل تلك الأسباب الآنفة الذكر بالإضافة الى سبب ربما يكون هو الأعظم ( عدم كسب ثقة الشعب السوري ) تلك الأسباب جعلت من هذه المعارضة عبارة أدوات طيّعة في أيادي الدول و الأنظمة و حتى مؤسسات دولية و مخابراتية كبيرة , و تُمثل تلك الأدوات مفاتيح التحكم بالوضع السياسي و العسكري على الأرض , و هذا ما أدَّى الى تشرذم و تفرّق الثوار الحقيقيين في الداخل السوري و برزو حركات و تنظيمات أصولية و طائفية و جتى أحياناً حزبية و كان لها فيما بعد اليد الطولى في سير الأحداث على الأرض .
لو أن المعارضة السورية ( المعتدلة ) إستطاعة كسب ثقة الشعب و الثوار و تمكنت من لعب دور المعارضة الحقيقية و عكست الوجه المشرق للثورة للدول و الإعلام الخارجي , لكانت الآن الأوضاع السياسية و الكفة العسكرية مُغايرة تماماً لِما هي عليه في الوقت الراهن .
فإذن هناك تهميش ذاتي مقصود و مفتعل لجسد المعارضة السياسية بأيدي المعارضين أنفسهم على حساب الثورة و المجتمع السوري المغلوب على أمره و لصالح القوى الدولية و جعلت من الثورة مجرد أوراق ضغط و مساومة في أيادي اللاعبين الدوليين الكبار , متناسين بأنهم ( المعارضين ) جاؤوا أصلاً على غفلة من الثورة و تم تسويقهم إعلامياً للثوار و المجتمع السوري و أفهموهم بأن تلك الشخصيات هي الوحيدة و المتوفرة و يجب على الشعب السوري تقبّل ها الواقع و المضي ضمن أجندة واحدة يرسمها اللاعب الإقليمي في التسويق و التجنيد و التأصيل للبعض على أساس بأن خيار آخر للشعب السوري .

#جكو_محمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات