عندما حطم حافظ الشيرازي كأس يزيد وخمرته بقبس من فيض الحسين ع

امير الكلابي

الحوار المتمدن-العدد: 4655 - 2014 / 12 / 7 - 11:23
المحور: الادب والفن
    

عندما حطم حافظ الشيرازي كأس يزيد وخمرته بقبس من فيض الحسين ع)

من الادب الصوفي : بين الكأس والساقي جدال حول بيت شعري.


نستخدم كلمة العشق كثيرا وهي مستمدة من تأثرنا بالادب الصوفي الذي يستند مذهبه على عشق الله عز وجل ، ويستدل المتصوفة في مذهبهم هذا بجزء من الاية الكريمة رقم 165 من سورة البقرة (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ) فتراهم يدورون في رقصتهم حول انفسهم ليذوبوا في حب الله كما تدور الافلاك حول الشمس. درسنا قصائد حافظ الشيرازي وترجمنا قصيدته الملمعة والتي يستهلها بمصرع عربي ومطلعها :

الا يا ايها الساقي ادر كأسا وناولها .... كه عشق آسان نمود اول ولي افتاد مشكلها

لكننا لم نعلم ان الشيرازي كان قد اقتبس المصرع الاول من يزيد الخمار . يقول يزيد في ديوانه الذي حققه وعلق عليه الدكتور صلاح الدين المنجد

انا المسموم ماعندي ... ترياق ولا راق
ادر كاسا وناولها ... الا يا ايها الساقي

فعكس حافظ هذا البيت قائلا : الا يا ايها الساقي ادر كاسا وناولها ... كه عشق أسان نمود اول ولي افتاد مشكلها

فمن هو الساقي بنظركم ؟ الكل يعلم ان يزيد كان خمارا ملاعبا للقردة ويعترف بهذا البيت بنفسيته المسمومه ويقصد بالخمرة الشراب المادي الظاهري المحرم الذي يزيل العقل ومراده من الساقي احد غلمانه او جواريه يأمره بان يسقيه. لكن حافظ الشيرازي قلب المفهوم رأسا على عقب . فيقصد بالشراب : الشراب الطاهر المعنوي وذكر الله عز وجل واعتقد انه استمد هذا المفهوم من الحسين ع العاشق الاول لله الذي سار بقافلة العشق الى الملكوت قائلا:

تركت الخلق طرا في هواكا ... وايتمت العيال لكي اراكا
فلو قطعتني في الحب اربا .... لما مال الفؤاد الى سواكا

ولتقريب المفهوم عندما رجع علي الاكبر إلى أبيه وقد أصابته جراحات كثيرة فقال:
" يا أبه! العطش قد قتلني وثقل الحديد أجهدني، فهل إلى شربة من ماء سبيل أتقوى بها على الأعداء؟
فبكى الحسين عليه السلام ودفع إليه خاتمه وقال: ضع هذا الخاتم في فيك وارجع إلى قتال عدوك، فإني أرجو أنك لا تمسي حتى يسقيك جدك بكأسه الأوفى شربة لا تظمأ بعدها أبداً "
فهل اراد حافظ باقتباسه هذا ان ينكل بيزيد ويشير الى عظمة الحسين سؤال بحاجة الى اجابة؟؟.

#امير_الكلابي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات