أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلدون جبر الساعدي - هور الغموكة في ذاكرة ضابط من القوة العسكرية المهاجمة















المزيد.....

هور الغموكة في ذاكرة ضابط من القوة العسكرية المهاجمة


خلدون جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 4654 - 2014 / 12 / 6 - 18:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من عادتي الذهاب كل يوم جمعة الى شارع المتنبي , لأقوم بنزهتي الاسبوعية بين عناوين الكتب وصور أغلفتها الجميلة . في أحد الأيام أستوقفتني صورة شاب ممزق الثياب ومكبل بالأغلال على غلاف أحد هذه الكتب وعنوانه : ( شهادة حية من لهيب المعركة ) لمؤلفه عقيل حبش .
هزني العنوان وأسم المؤلف وأسترجعني الى أحداث قبل أكثر من أربعين عاما مضت , ولمعرفتي الشخصية به على أثر تلك الأحداث وأن كانت لفترة قصيرة , ولكنها كانت مميزة ولا يمكن أن أنساها يوما من الأيام , والتي كانت سببا لمعرفتي وعلاقتي به والتي أعتز بها . أشتريت الكتاب وبعد قراءتي له وجدت أسمي مدونا في الصفحة " 73 " منه , لذا كان لزاما عليّ أن أسجلّ هذه الملاحظات كأحداث تأريخية لما سمعته من روايات خاطئة ومزايدات من البعض أثناء لقاءاتي هناك حول موضوع " جماعة الكفاح المسلح " في انتفاضة الأهوار " القيادة المركزية " للحزب الشيوعي العراقي في سنة 1968 , وكون الأخ عقيل حبش أحد أعضائها , والتي دارت أحداثها في أهوار الناصرية , كوني كشاهد عيان وأحد المشاركين فيها , لاكعضو في هذه الجماعة بل خصما . حيث كنت ضابطا في الجيش العراقي ومنتسب الى قوات مغاوير الفرقة الأولى , والمكلفة بالقضاء على هذه الحركة آنذاك , ومما دفعني أكثر هو قراءتي لرواية " وليمة لأعشاب البحر " لمؤلفها الكاتب السوري حيدر حيدر , والتي يتناول فيها هذه الأحداث ,وبعض الأخطاء الموجودة فيها .
في بداية الشهر الخامس من عام 1968 , صدر أمر من مقر قيادة الفرقة الأولى في لواء الديوانية , الى قوات مغاوير الفرقة المتواجدة هناك الى التوجه الى لواء الناصرية لتنفيذ واجب معين , يتم معرفته وتفاصيله من قبل متصرفية الناصرية ومديرية الشرطة فيها . على أساس هذا الأمر توجهت ثلاث سرايا من المغاوير بأمرة الرائد عبد العال الياسري آمر قوات المغاوير , وفصيل من سرية الأستطلاع متكون من ثلاث ناقلات أشخاص مدرعة الى هناك .... وصلنا في اليوم الثاني الى الناصرية وبعد اتصال بالمحافظ ومدير الشرطة , عرفنا الواجب " القضاء على جماعة الكفاح المسلح " ومايعرفون في حينه " جماعة عزيز الحاج " .
مكثنا في الناصرية لبضع أيام لغرض الأستطلاع وجمع المعلومات واكمال القوة المكلفة بهذا الواجب , حيث وصلتنا من البصرة زوارق بخارية من شرطة الكمارك مع طواقمها لغرض التنقل في هور الحمار , للبحث عن مجموعة الكفاح المسلح , وفوج من اللواء الخامس عشر الموجود في البصرة أيضا كقوة احتياطية وعناصر مديرية شرطة الناصرية . أثناء فترة الأنتظار هذه عرفنا أن " جماعة الكفاح المسلح " هو تنظيم شيوعي جديد يؤمن بالعمل المسلح لتغيير النظام متخذا من أهوار الناصرية والعمارة ساحة لعمله , غرضها اثارة وتنظيم الفلاحين هناك واقناعهم بحمل السلاح ضد الحكومة . لهذا قام في الآونة الأخيرة بالهجوم على مخافر الشرطة في منطقة الفهود كما أتذكر وغنم بعض الأسلحة منها .
لم تكن لدى الأجهزة الأمنية في حينها معلومات دقيقة عن قوة الكفاح المسلح ولا مكان تواجدهم ومصادر تمويلهم , الا بشكل عام حيث أنهم يتواجدون في هور الحمار . وبعد التحاق القوة العسكرية المكلفة بأكمال الأستطلاع , وضعنا خطتنا بأن يكون العمل : هو تفتيش هور الحمار بواسطة الزوارق البخارية , والعثور عليهم بمساعدة المعلومات المتوفرة والمستجدة من الفلاحين وشيوخ العشائر المتواجدين في المنطقة . لم نتدرب على هكذا واجبات وقتال في مناطق اهوار , لما لها من خصوصيات وصعوبات في التنقل والمناورة وصعوبة الدلالة , وسهولة الوقوع في الكمائن , وعدم توفر الوسائل الخاصة بمثل هكذا واجبات . لم تكن لدينا وسيلة غير الزوارق البخارية الخاصة لمديرية شرطة الكمارك , لهذا عملنا على توزيع قواتنا بشكل مجموعات , مرتبة حسب العدد ونوع السلاح والمسؤولية , وبهذا تمكنا من ترتيب رتل عسكري مائي ان صحّ التعبير يؤمّن الأستطلاع والدلالة والحماية والأسناد وادارة المعركة في حالة حصولها .
بداية العمل .... ناحية الأصلاح كانت نقطة الشروع ...
منها سلكنا شط " أبو لحية " متجهين الى هور الغموكة , وبعد مشاهدتنا الهور وسعة مساحته ومافيه من نباتات القصب والبردي الحاجبة للرؤيا , وجدنا أنفسنا في متاهة ومحصورين في ممرات بعض منها ضيقة , ولكن ما أن تنفذ منها حتى تجد نفسك في مساحات مائية واسعة وجميلة من ناحية ومخيفة من ناحية أخرى , لأننا لسنا سواحا بل مكلفين بواجب عسكري , وأمكانية الوقوع في كمين .
انتهى اليوم الأول والثاني ونحن نجوب هور الحمار الواسع دون العثور على أي أثر لهؤلاء , وبالرغم من التأييد الواضح من قبل العشائر الى الجيش , حيث كانوا يستقبلوننا بالأهازيج والأستعداد لتقديم المساعدة , لكن كانت هذه المعلومات الأستخبارية المقدمة الينا منهم متناقضة , لذا كان لزاما علينا البحث والتفتيش في كل مناطق الهور الواسعة . في اليوم الثالث نزلنا الهور مبكرين , بحثا وتفتيشا , ابتدءا من الناصرية مرورا بقضاء الجبايش , حتى وصولنا مساءا الى ناحية المدينة التابعة لقضاء القرنة في محافظة البصرة جنوبا . ولم نحصل على أي أثر لهم .
في اليوم الرابع أو الخامس على ما أعتقد وردت الينا معلومة غير مؤكدة تفيد بأن جماعة الكفاح المسلح غادرت مياه الهور الى اليابسة , وهي تتنقل متخفية بين القرى المتواجدة هناك . حينئذ جهدنا في البحث عنهم في اليابسة , مع الأحتفاظ بالسيطرة على حافات الهور المحاذية لمناطق تواجدنا . بعد اعادة تنظيم القوة , وانتشارنا على شكل دوريات مشتركة مع بعض عناصر الشرطة في المنطقة , حصلنا على بعض المعلومات المتناقضة من بعض الفلاحين , دون العثور على أثر لجماعة الكفاح المسلح , لهذا اضطررنا الى الأنتظار والمكوث في مكان قرب أحدى القرى فيه .
القبض على عقيل حبش
بحلول الظهر جاءت دورية من الشرطة متكونة من فردين وبرفقتهم شخص ثالث ممزق الثياب , يغطي رأسه بخرقة درءا لحرارة الشمس , وقد بدا عليه الجوع والتعب , ويدّعي بأنه راعي غنم يبحث عن أثنين منها فقدها . أثناء التحقيق معه أصّر على أقواله , ولكن رأس عرفاء الشرطة طلب منه رفع دشداشته للأعلى كاشفا عن أعلى ساقيه . عندئذ صفعه الشرطي وهو يقول : " سيدي هذا واحد منهم ... ألا ترون ن سيقانه بيضاء ... هذا بن ولاية (مدينه ) وليس بن هور أو راعي غنم كما يدعي " . بدورنا انشغلنا بهذه المعلومة وحاصرناه بالأسئلة , وفي نفس الوقت تعرف عليه أحد أفر اد شرطة الناصرية المرافقين لنا ... عندئذ أعترف: " أسمي عقيل حبش وأنا شيوعي هارب من سجن الحلة وليست لي أي علاقة بجماعة الكفاح المسلح " , تمّ بعدها ارساله الى مركز شرطة الناصرية .
ماحدث بعد ذلك ... العثور عليهم وأشتعال معركة غير متكافئة
كان تقديرنا للموقف بعد القبض على عقيل خبش بأنه أحدهم وهم حتما على مقربة من هذا المكان , بعد الرابعة عصرا من نفس اليوم وردنا اتصال باللاسلكي الموجود معنا من مقر القوة , يأمرنا بالعودة لعثورهم على جماعة الكفاح المسلح في النهر اليابس الموجود في المنطقة . في أثناء العودة سمعنا تبادل اطلاق النار مما يؤكد العثور عليهم والأصطدام بهم . وصلنا حافة الهور ةترجلنا منفتحين خلف السرية الرابعة مغاوير المصطدمة مع الجماعة المسلحة , وكانت هناك طائرة هليكوبتر تحوم حول أحد المواضع من هذا النهر اليابس والذي عرفنا بوجودهم فيه , حيث أشتدت كثافة تبادل اطلاق النار وتعالت صيحات طلب الأستسلام من قبل قوات الجيش بواسطة مكبرات الصوت الموجودة معهم , ولكن بدون جدوى .
في هذه الأثناء شاهدت طائرة الهليكوبتر تهوي ساقطة الى الأرض أثر صلية موجهة اليها من الموضع المتواجدين فيها . بعد فترة من القتال انقطع الرمي واستسلم من تبقى منهم , وأطلقت اشارة احتلال الهدف من قبل آمر السرية الرابعة المتقدمة عليهم , وبعد دقائق وصلنا الى الموضع المتواجدين فيه , والمتكون من عطفة موحلة في النهر الجاف مظللة ببعض نباتات الطرفة . كانوا مختبئين فيها , وشاهدت ثلاثة منهم قتلى , عرفنا فيما بعد أنهم : المسؤول عنهم خالد أحمد زكي ومحسن حواس ومنعثر سوادي , واثنان جرحى أحدهم مبتور اليد هو عبد الجبار عبد , الذي أراد انقاذ الموضع من الرمانة اليدوية التي رميت عليهم من طائرة الهليكوبتر كما عرفنا لاحقا , لكنها انفجرت بيده مما أدى الى بترها , واخر شاب أسمر نحيل مصاب بطلق ناري في كتفه وطلق آخر في مؤخرته أسفل الظهر , وكان مستلقي على الأرض يعاني من اصابته . جاء أحد الجنود وركله برجله , ولكني زجرت الجندي وأبعدته , سألت المصاب عن اسمه وعمله وهو في هذه الحالة فأجاب : أسمي عبد الأمير وأنا طالب في الخامس الأعدادي وأعمل صحفي في جريدة اتحاد الشعب ..... كلمات لن أ نساها , وطلب مني سيجارة , ولكوني لاأدخن , جلبت له واحدة من أحد الجنود وأعطيتها له , فأخذ يدخن وهو ممدد على الأرض . أما الباقين فكانوا غير مصابين سلموا جميعا الى الشرطة المتواجدين معنا .
ماجرى لطائرة الهليكوبتر وطاقمها
بعد ذلك ذهبنا لموقع الطائرة الساقطة , فوجدناها مكسورة من الوسط أثر اصطدامها , وقد كونت مع الأرض شكل مثلث , فأخرجنا الطيار ميتا وهو مصاب بطلق ناري في صدره وآخر في رأسه , وكان اسمه الملازم الأول طيار بنوئيل بابيلا أغاسي حسب هويته العسكرية الموجودة في جيبه , وهو مسيحي من أهالي البصرة حسب ماأتذكر , ومعاونه الملازم الطيار يحيى حديث التخرج من أهالي الموصل وكان سالما لم يصب بأي أذى . بعد الأجراءات اللازمة في اخلاء الجرحى والأسرى ونقل القتلى منهم , سلموا جميعا الى الشرطة , وانسحبت القوة الى الناصرية , وكلفت أنا وفصيل من سريتي بالمبيت هناك وحماية الطائرة , حيث جاءت قوة من الشرطة في اليوم التالي لأستلام الواجب , وانسحبنا للألتحاق بوحدتنا ومن ثم في 6 – 6 – 1968 عادت القوة الى مقرها في الديوانية .
في الديوانية مجلس تحقيقي ومحكمة عسكرية واحكام بالأعدام
بعد ذلك علمنا بتشكيل مجلس تحقيقي في مقر الفرقة الأولى في الديوانية للتحقيق مع جماعة الكفاح المسلح , وكان المرحوم الملازم الأول وليد علي حميد المنسوب الى قوات الغاوير آنذاك , أحد أعضاء المجلس التحقيقي , وعن طريقه علمنا أن المتهمين أحيلوا الى المحكمة العسكرية في مقر الفرقة الأولى وحكموا بالأعدام . الا المتهم عبد الأمير الركابي الذي حكم عليه بالسجن المؤبد لتعاونه مع التحقيق . وبعد صدور الحكم من المحكمة تمت كافة الموافقات لتنفيذ الأعدام .
في 17 تموز 1968 , حدث انقلاب البعث وسقط حكم الرئيس عبد الرحمن عارف , ولكن اجراءات حكم الأعدام على جماعة الكفاح المسلح بقيت سارية المفعول . وعلى هذا الأساس صدر أمر من مقر الفرقة الأولى الى قوات المغاوير بالحركة يوم 28 – 7 – 1968 الى الناصرية يقضي بنقلهم بواسطة القطار النازل الى الناصرية , وتحت الحراسة المشددة لغرض تنفيذ حكم الأعدام في مدينة الناصرية كونها منطقة الحدث .
كوكبة تسير شامخة نحو المشنقة
سلمني آمر القوة هذا الأمر كوني أشغل منصب المساعد وأحد الضباط المكلفين بهذا الواجب واستلمنا المحكوم عليهم وهم كما أتذكر :
1 – عقيل حبش . 2 – عبد الجبار عبد "مبتور اليد " ./ 3 – آزاد " كردي القومية " . 4 – حسين , جندي هارب لأشتراكه بحركة حسن سريع في معسكر الرشيد كما قال لي حسب ماأتذكر . 5 – محمد " شاب أسمر قصير القامة " . 6 – أعتقد آخر لاأتذكر اسمه .... جميعهم الا عبد الأمير الركابي حيث كان محكوم عليه بالسجن المؤبد كما ذكرت سابقا .
وصلنا الناصرية في نفس اليوم مع المحكومين , وجئنا بهم الى مركز الشرطة , حيث أودع كل واحد منهم في زنزانة منفردة هيأت لهم سلفا . ربطت الأيدي بكلبجة موصولة بسلسلة حديدية قفلت على باب الغرفة , وصدرت الأوامر بعدم الأتصال بهم من أي جهة كانت غيرنا . بقينا على هذه الحال عدة أيام , والحكم لم ينفذ , بأعتباره صادر من الحكومة السابقة , وهناك مشاورات بهذا الأمر كما علمنا .
لم أكن شيوعيا يوما ما ... ولكنهم أصحاب فكر
كنت أزورهم عدة مرات يوميا , ولكنني لاأستطيع الدخول في حديث أو نقاش معهم كما تقتضي الأوامر , الا في زيارة منتصف الليل و مابعده وبصورة حذرة . وبهذا تكونت علاقة ود وعطف , كانوا يسألونني عن سبب عودتنا الى الناصرية , وهل كانت لتنفيذ حكم الأعدام ؟ ةخاصة بعد حلاقة رؤوسهم . لكني كنت أجيبهم بالنفي دائما , بالرغم من وجود الأمر الخاص بذلك معي . كنت بعد كل زيارة لهم , أخلو بنفسي , وأنا أتألم لهم , وأدعو أن لايصيبهم أي مكروه , لا لكوني واحد منهم , لأنني لم أكن شيوعيا يوما ما ولكنهم بشر مثلي وأصحاب فكر ليس الا , ولكن بسبب دكتاتورية الأنظمة السابقة قاموا بهذا العمل . والشهادة للتأريخ , كانوا شبابا صامدين متماسكين غير منهارين مستعدين لمواجهة مصيرهم بشجاعة تامة .
في أحد زياراتي لهم بعد منتصف الليل , قال لي أحدهم وأعتقد أنه " محمد " بأنه يريد شاي أو تمر قبل الأعدام , لأنه لم يشرب الشاي طيلة هذه الفترة , وكان هذا يثير بي الألم لكون الأوامر لاتسمح باعطائهم الشاي أو السكائر أو أي شيء آخر غير المخصص من وجبات الطعام الخاصة بالسجناء فقط .
تأجيل حكم الأعدام
في 1 – 8 – 1968 وردت الينا برقية من مقر الفرقة الأولى بتأجيل حكم الأعدام والعودة بهم الى مقر الفرقة في الديوانية . وفي 3 – 8 – 1968 عدنا بهم الى الديوانية بواسطة القطار وسلمناهم الى سرية الحراسة هناك , وبعد ذلك التأريخ لم نعرف عن مصيرهم شيء .
في سنة 1970 حصلت لي مشادة مع أحد البعثيين في الوحدة لكوني غير بعثي , نقلت على أثرها الى الفوج الثاني لواء الرابع عشر في الناصرية كعقوبة لي .... وفي عصر أحد ايام وفي شارع الحبوبي ترجل شاب عن دراجته الهوائية , سلمّ عليّ بحرارة قائلا : " رجاء أنت مو ملازم خلدون " , ولما أجبته بالأيجاب , تساءل هل عرفتني ؟ أنا عقيل حبش . فرحت كثيرا وهنأته على سلامته وتذكرنا بعض تلك الأيام العصيبة وأخبرني بأنه وجماعته أفرج عنهم , ودعاني أن أكون ضيفه . شكرته قائلا : " عقيل أنت شيوعي ومن جماعة الكفاح المسلح وأنا منقول الى الناصرية كعقوبة من البعثيين .... وهذا لايتفق بأن أكون ضيفك " .
الألتقاء بعقيل حبش ثانية
في شهر شباط 2010 , أي بعد 40 عاماما وعن طريق أحد الأصدقاء العسكريين من أهالي الناصرية , التقيت بالأخ عقيل حبش في شارع المتنبي ببغداد , وكان يوم جمعة . لم يتعرف أحدنا على الآخر أول الأمر , لما لأثر السنين على ملامحنا , الا بعد الأفصاح عن أسمائنا . هو الآن من الأصدقاء الذين أعتز بهم , حيث كان انسانا جيدا شجاعا مبتسما دائما حتى في تلك الأيام العصيبة .
أدعو له ولجماعته الأحياء منهم كل خير . وان كانت هناك بعض الأخطاء في التواريخ أو الأسماء , فهي بسبب الفترة الزمنية الطويلة , لكن الأحداث كما هي .
خلدون جبر الساعدي



#خلدون_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- ما ردود فعل دول أوروبا على إعلان ترامب رسوم -يوم التحرير-؟
- الحرية الأكاديمية في خطر: قرارات ترامب تهدد تمويل الجامعات ا ...
- غارات إسرائيلية تستهدف مطارين عسكريين في سوريا
- وزير الدفاع الإسرائيلي: العملية العسكرية في غزة تتوسع لاستيل ...
- قائمة بالرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على الدول العربية.. ...
- الرسوم الجمركية..قواعد ترامب ترعب أوروبا
- ترامب يلاحظ -تعاونا جيدا- من قبل روسيا وأوكرانيا بشأن السلام ...
- -ديلي إكسبريس- نقلا عن مصدر مقرب من إدارة ترامب: إيران قد ت ...
- الخارجية السورية: تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري وإصابة ا ...
- وزير الخارجية الفرنسي يحذر من صدام عسكري مع طهران إذا انهارت ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلدون جبر الساعدي - هور الغموكة في ذاكرة ضابط من القوة العسكرية المهاجمة