حسن إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 4652 - 2014 / 12 / 4 - 17:54
المحور:
الادب والفن
لعبة الفراغات القديمة
تحاول أن تضع المثلث في الدائرة الفارغة
وأن تضع الدائرة مكان المربع
ومع الوقت تنجح
رويدا رويدا تكتشف أن لكل فراغ ملئه
ولكل عطش إرتوائه
ولكل جوع شبعه
ولكل غياب حضوره
ولكل سفينة مرساة
مع الوقت تعرف
أن هناك فرق بين التعود والإمتلاء
بين المعية والألفة
بين الحوار والتلاقي
بين الفهم والهارموني
هناك فرق
مع الوقت تعرف أن النزوات كالغبار
تحتاج لقليل من الماء لكي تغتسل
وتعود كما كنت
تكتشف أنك تحتاج لما هو أعمق
لما هو أرسخ
لما هو حميمي جدا
مع الوقت تكتشف الفرق بين المفاجأة والخريطة
بين الرحلة والوطن
بين الأرصفة والبيت
شيئا ما يجعل الإستفهام معقد
وغير متداول في أيدي إجابات ساذجة
يختار الأرق خير من التخدير
يختار الغرق خير من التكفين
مع الوقت تشعر أن اليوم مهم
والذكرى مهمة
والحلم مهم
والخلود أهم
ليس لكي تصير حيا فقط
ليس لكي تحتفظ بشهيق عميق فقط
لكن لكي يسكنك سلام لا يباع
وآخر لن تقابله بالصدفة أو بالبحث
وبحياة ثريه لا تفنى ولا تستحدث بالبدن
شيئا ما يجعلك تشعر أن نصفك من هنا .. ونصفك الآخر من هناك
أن ترابك من هنا .. وروحك من هناك
أن إنتمائك من هنا .. ووطنك من هناك
لأجل ذلك وأكثر ..
انتبه
#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟