سعد سوسه
الحوار المتمدن-العدد: 4652 - 2014 / 12 / 4 - 15:19
المحور:
الادب والفن
المسكين ...
قصة فصيرة .
كان قلقا على ابنائه ؟ فقد كان الوضع قلقا ومضطربا في بلاده .. الحياة في الوطن صدفة ، والبقاء حياً بحاجة الى معجزة . كان لايملك الا ولدين باع بيته وسيارة الفارهة وسكن شقة صغيرة وحول كل امواله الى دولارات وارسل اولاده الى امريكا .. كي يرتاح ويعيش ماتبقى من عمره بهدوء ... وسكينة دون قلق وخوف عليهما .
كان يرسل لهما النقود كل شهر وعلى مدار سنين ، الاول اكمل دراسة وحصل على وظيفة وتزوج من امريكية كانت صديقته ، اصبح يسمع اخباره بين حين واخر ، كان يتحجج بفرق الوقت بين بغداد وتكساس .
الاخر كان فاشلا في كل شئ ، لم يستوعب الحرية والحياة في امريكا لم يكن يشعر باي شئ تجاه هذا المسكين الذي قدم اكثر مما يملك لأجلهما . فهو لايمثل له سوى مصرف متنقل لايعرف عن ابيه سوى الدولارات التي يرسلها كل شهر .
رن موبايل الرجل المسكين الساعة العاشرة صباحا ، كان في المدرسة خرج من الدرس مسرعا ، وعندما فتح الخط ... صرخ الرجل بقسوة كل سنين العوز ، صرخ بألم ومرارة لم تستطيع الكلمات الخروج من فمه لأنه كان قد اطبق شفتيه باصرار ... وجحظت عينيه ... وخر صريعاً تهاوى كل ذلك الالم والكبرياء بوهن .
سقط صريع حب أولاده ، مات المسكين بسرعة مجنونة لم يستطيع ان يخبر الذين حوله ان ابنه الاصغر قد مات نتيجة حادث سير .
#سعد_سوسه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟