أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مجدي عياد فرج - القبض على الموضوعية














المزيد.....


القبض على الموضوعية


مجدي عياد فرج

الحوار المتمدن-العدد: 4651 - 2014 / 12 / 3 - 20:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في هذا المقال ساطرح رؤيه تاريخيه فلسفيه للمعرفه البشريه ورحلتها تجاه الموضوعيه ، وهي بالطبع تحتمل الصواب او الخطأ. وذلك الاستقراء التاريخي يستند الي علي فكرة الفيلسوف اوجست كونت رائد الوضعيه التي قسمت تاريخ الفكر البشري الي ثلاث مراحل تجاه الموضوعيه والنضوج الفكري وهم علي الترتيب : اللاهوتيه والميتافيزيقيه والوضعيه ، وانا احب ان اطلق عليها اللاهوت ، الفلسفه و العلم.
قراءه ممتعه

في ليلة صيف لا ادري ان كانت جميله ام قبيحه، لم اري ليلة صيف من قبل، بل كل الليالي علي الارجح معتمه ومخيفه كنت انتظر الصباح مع ... مع شخص يشبهني لم يكن له اسم ولم يكن لي انا ايضا اسم، لم تخترع التسميه بعد. كنا ننتظر الصباح حتي نخرج بحرص من كهفنا بحثا عن صيدا كقوت ليومنا.
تلك الليله كانت مختلفه ، خرجنا وجدنا الارض مبلوله بكثير من الماء لم نعرف كيف ولماذا اتت كل هذه المياه.
طوال الليل واصوات آلهة الارض وآلهة السماء يتصارعون ويتطاحون وكان صوت سيوفهم المصطدمه ببعضها البعض مرعبه كأنها صخور تدحرج في السماء، عرفنا ان المياه كانت قطرات عرق الآلهه الجباره المتصارعه، هذا هو الشئ المثير في ذلك اليوم.
خرجنا من كهوفنا واجتمعنا للصيد وعرفنا ان ثلاثة عشر توفوا من قبيلتنا تلك الليله معظمهم من الاطفال ونحن نتجادل فيما حدث ، اقترح واحد منا قوي الملاحظه ان ما حصل هو غضب وتحزير لكل القبيله ، لابد من ارضاء الآلهه والا سنموت.

انه الخوف من المجهول ومحاولة السيطره علي الطبيعة لتفادي غدرها الذي قاد الي ظهور الاساطير القديمه الرائعه والفلسفه وحتي العلم الحديث.
تلك القصه الخياليه تعد نظريه رائعه وبسيطه وواقعيه تفسر ظهور وتنوع الاساطير والمعتقدات القديمه لدي الانسان، فكل قبيله - او حتي مدينه بعد اكتشاف الزراعه وقيام الحضارات - لها معتقداتها وطقوسها التي تهدف الي استرضاء الالهه - او الاله بعد التوحيد - فابتكر الانسان آلهه للزراعه وآلهه للمطر وآلهه للزواج وغيره ... ولما كل هذا ، للاحساس بالامان.
ولكن هل الطبيعه بكل هذا التناقض، كل تلك الاساطير المتناقضة فيما بينها يستحيل ان تكون كلها صحيحه ، واظن ان هذه الفكره البسيطه لم تخفي كثيرا بل سرعان ما اكتشفها البشر مما ادي الي صراع المعتقدات المستمر حتي يومنا هذا.

عندما قامت المجتمعات القديمه تحرر الانسان نسبيا من عبودية قوت يومه. اصبح هناك وقت فراغ لممارسة طقوسه والرسم علي جدران الكهوف وحتي للتفلسف ،الخطوه الثانيه بعد الاسطوره هي الفلسفه.
وكانت رد فعل الفكر الانساني لتناقض الاساطير فيما بينها، انها خطوه رائعه وقفزه مهمه تجاه الموضوعيه.
وهنا اتوقف لاعرف الموضوعيه.
ان الاشياء التي تفضلها انت شخصيا هي زوق شخصي ، فان كنت تفضل التفاح فهناك من لايفضله او يحبه لذا فتفضيلك للتفاح هو زوق شخصي لا موضوعي.
فالموضوعيه هي المعرفه التي لا تتوقف علي الزوق الشخصي والثقافه واكرر الثقافه للتأكيد . فمثلا دوران القمر حول الارض هي معلومه موضوعيه يقر بصحتها البشر رغم اختلاف ثقافتهم وازواقهم ومعتقداتهم.
عوده للفلسفه ، والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل قبض الانسان علي الموضوعية بالفلسفه؟ وان كنت عزيزي القاري ذو خلفيه فلسفيه بسيطة وبناءا علي تعريف الموضوعيه التي طرحته سابقا ، ستحكم ان حتي الفلسفه التي هربت من نطاق القبيله هي ايضا غير موضوعيه رغم نزعتها الصادقه لذلك ولكنها افتقدت "المنهج".

المنهج العلمي،
حقنا للخلافات وتجنبا للاراء الشخصيه وتأثير الخلفيات الثقافيه ابتكر الانسان المنهج العلمي ، هذا المنهج هو ضالة الفلسفه، هو ماكان ينقصها لتقدم للبشريه الطائرات اسرع من الصوت واجهزة الاتصال اللاسلكي والثلاجه وعلاج الامراض وتوقع ميعاد حرب الآلهه اقصد ميعاد المطر. فشلت المرحلتين السابقتين في دورهما المنشود وهو احساس الانسان بالامان والسيطره علي الظواهر الطبيعيه وتطويعها لصالحه.
هنا نجد العلم نجح بشكل قهري في ذلك ، الي جانب انه تخطي بشكل واقعي حدود القبيله والثقافه المحليه. قهر العلم الحواجز الثقافيه ، تجد ان الابيض والاسود ، الملحد والمؤمن باله واحد والمؤمن بآلهه كثيره يدرسون نفس العلوم ويجرون نفس التجارب ويحصلون علي نفس نتائج هذه التجارب ، تري اثنان من البشر لم يتقابلو ابدا وذو ثقافات متنافره الا انهم يطبقون قوانين العلم .لقد كان العلم ضربه عنيفه في جزور الدوجماطيقيه (او الدوجما وهي وهم الاعتقاد بالحقيقه المطلقه) ، ولكن هل اندثرت الاساطير وماتت الفلسفه كما صرح ستيفن هوكنج، العلم لم يقتلعها بعد ، لماذا ؟!! لان العامه يستخدمون الموبايل ولا يجهدون انفسهم في معرفة كيف تم اختراعه ، فالعلماء مازالوا يسكنون ابراجهم العاجيه .هل يجب ان يصبح كل البشر علماء ؟ بالطبع لا ، هذا غير مفيد في حد زاته ، ولكن يجب علي غير الامي في القرن الحادي والعشرون ان يلم بطرف من المعرفه العلميه وما دلالتها في تاريخ الغكر البشري.

كان المنهج العلمي هو مكافئة البشريه بعد صراع طويل صاخب مع الاسطوره وتفكير مجهد وحيرة الفلسفه.
اذن لنصرخ ونصيح لقد قبضنا علي الموضوعيه ، هل حقا قبضنا علي الموضوعيه ؟
هذا السؤال يتطرق بنا الي فلسفة العلم وطبيعة المعرفه العلميه ، وهو ما سأتناوله في المقال القادم .



#مجدي_عياد_فرج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدراسه العملية والدراسه النظرية


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مجدي عياد فرج - القبض على الموضوعية