حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 4651 - 2014 / 12 / 3 - 19:14
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
يا ظريف الطول وقف تاقولّك
رايح ع بلاد الغربه وبلادك أحسن لك
هكذا غنينا نحن الفلسطينيين المتمسكين بتراب الوطن، واذا كانت فلسطين قد تعرضت في القرن العشرين الى غزو اقتلع غالبية أبناء شعبها من ديارهم، من أجل إحلال أناس آخرين مكانهم، ولا تزال حملات الاقتلاع مستمرة، لذا بكينا الديار والفردوس المفقود، لكن هناك من يتركون الديار بخيارهم ويفضلون حياة الغربة، وكأنهم يهربون من وطن عزّ وجود بديل له، ففيه القداسة وقدسها، وفيه الخيرات كلها رغم كل المحن، فهل يرون في بلاد الغير بديلا للوطن؟ أم أنّ هناك مغريات مادية تجذبهم، أم أنهم يجدون حريتهم خارج وطن مزقته الحروب، وأذاقه المحتلون صنوف العذاب؟ قد تكون الأسباب هذه كلها مجتمعة أو يزيد، لكن هل ينتبه المغتربون الى دموع أمّهاتهم وآبائهم الذين يبكون فراق فلذات أكبادهم؟ أم أنهم يطبقون المثل القائل"قلبي على ولدي وقلب ولدي على الحجر"؟ والأنكى من هذا أن بعضهم يتزوج من أجنبية، لا أحد يعرف فصلها من أصلها، وبالتأكيد فانها لو وجدت زوجا من أبناء شعبها لما قبلت بغريب، لكن مغتربينا الذين يتزوجون أجنبيات يعرفون حقوق المرأة وزيادة، ولو تزوجوا عربية لما أعطوها 10% مما يعطون للأجنبية. ولا يعلم هؤلاء أنهم سيضيعون أبناءهم من النساء الأجنبيات إن بقوا في الغربة. فاذا لم يكترثوا بمعاناة آبائهم ألا يكترثون بأبنائهم؟ أعرف شابا ترمّلت والدته عليه وهي في العشرينات من عمرها، وهي على قسط وافر من الجمال، وتقدم لها خاطبون كثيرون لكنها ضحت بنفسها في سبيل تربية أبنائها، واغترب أحدهم ولم يعد يسأل عنها، وهي طريحة الفراش في شيخوختها واسمه لا يغيب عن لسانها، فهل يتذكر بأن له أمّا تبكيه وهو على قيد الحياة، وان ارتضى أن يكون في عداد الأموات؟
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟