محمد حسين عبدالعزيز
الحوار المتمدن-العدد: 4651 - 2014 / 12 / 3 - 12:41
المحور:
الادب والفن
كان الأمل يحدوهم، طالما تمنوا غدا أفضل، رغم بؤس الحقيقه، سواد الواقع، ضبابية، غيوم، عتمة المستقبل، إلا أنهم أخرسوا الصوت العاقل واعلوا من صوت التفاؤل متخذين من أقلامهم وكلماتهم سلاحا لعل وعسى !!! ولأن الحياة تقوم علي الاخذ والعطاء،
لأن الحياة لا تستقيم بالإلتواء، لأن الحقيقة لا تعرف التلون ولا التشكل كالحرباء، كتموا جراحهم، حافظوا علي رباطة جأشهم ، إبتلعوا الغصة واستمروا في الإعلام،الإعلان، التنوير بالكتابة تارة ، بالتصريح تارة، وبالتلميح تارات وتارات ولكن صدق قول الشاعر
"أسمعت إذ ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي"
وكأننا نتفنن في إثبات قول أبوالطيب المتنبي فينا " فما أنت يا مصر ببلد الاديب ولا أنت بالبلد الطيب" وكأننا نريد باستماتة ان نٌدلل علي صحة قول بن خلدون " إذا دخلت مصر فوافق أو نافق أو إترك البلاد" ! رحل الرائع يوسف زيدان ، لم أعرفه شخصيا، لكن عرفته من كتاباته الملحمية، من نظم عباراته الذي لا يضاهيه فيه أحد ، فكتاباته تجوال وإرتحال في علوم اللغة،التاريخ،التراث محاولا أن يبدد في عقولنا الظلمة قبل أن يبددها خارجيا في حياتنا. ولأن زامر الحي لا يطرب ُ ... كانت تللك النهاية بعدما ثبت له باليقين أننا أمام مجتمع أعرج، بعقلية سياسية مشوهه، لا تمللك رؤية ،لا تعرف هدفا، ولا تقيم للعالم حقه وقدره.
قد أختلف مع يوسف زيدان في بعض ما كتب، في قضايا تناولها، في تعليقاته وآرائه ، لكن يبقي في النهاية أنه مصباح منير وصوت هادئ في ظل الصخب الزائف، والعولمة المبتذلة، والثقافة المزورة. يحضرني هنا قول أستاذي " فاروق شوشة" .. مثقفون بلا ثقافة أم ثقافة بلا مثقفين وكذا قول آخر عرق نابض في شرقنا التعس مراد وهبة ... " خيانة المثقفين" والمعنى في بطن الشاعر .
في الواقع نحن لا نلملك ثقافة، ولا نعرف مثقفين ... نحن نعرف أنظمة قائمة وملاينن تدار علي الكذبيوتر ،التزويتر ، (مصطلح للرائع محمود السعدني) تكون أبواقا للنعيق، هياكل بلا مضمون، معاني بلا قيمة.
الهدف واضح ولا يخفي علي أحد تجهيل الشعب،تسطيح العقول ،سياسة التعقيم بدءا من الإتحادية وحتي إداريات مكتبة الإسكندرية، وتبدلت الحكمة التي تربينا عليها من " لكل مجتهد نصيب إلي " لكل مجتهد خازوق". فيا شعب مصر، هنيئا لكم ما خسرتم، ويا نور فرحات، لا تكن ملكا أكثر من المالك، ويا حاكم مصر " السيسي" أفق فأول السيل قطرة
#محمد_حسين_عبدالعزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟