أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق عيد - ذهب الذين أحبهم ...وبقيت مثل السيف فردا !! ذهبت رضوى عاشور لتتركنا سيوفا عربية مثلمة مبعثرة ومنكسرة الأحلام ؟؟ !!!!














المزيد.....

ذهب الذين أحبهم ...وبقيت مثل السيف فردا !! ذهبت رضوى عاشور لتتركنا سيوفا عربية مثلمة مبعثرة ومنكسرة الأحلام ؟؟ !!!!


عبد الرزاق عيد

الحوار المتمدن-العدد: 4650 - 2014 / 12 / 2 - 08:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم ألتق بامرأة ترتقي بالأمومة إلى مستوى، أمومة الأوطان والقضايا الوطنية بمستوى امرأة كرضوى عاشور التي فاجأتنا برحيلها اليوم ، بعد أن تباعدت بيننا الأوطان والقضايا والأهداف ، حيث كانت الشهيدة رضوى مسكونة بحرية مصر الدولة العظيمة التي تقزمها إسرائيل ، وكنا كسوريين مشغولين بحرية الشعب السوري الذي تقزمه الأسدية بوحشية أشد همجية وفظاعة من إسرائيل التي كانت شاغل المرأة العظيمة الدكتورة (رضوى )...

وهي المصرية التي أنتجت عائلة فلسطينية فريدة في نوعيتها الوطنية والفلسطينية ، حيث أنتجت قصيدتين عظيمتين لفلسطين ولمصر والعرب، متمثلة بالزوج الفلسطيني (مريد البرغوثي ) الشاعر النادر في حولياته التي يقد فيها من صخر، وهو الذي ينتج القصيدة من نثريات الحياة التي ترتقي إلى مستوى النظرية الشعرية التي تستمد نسغها الشعري من إيقاع السرديات الشعرية الملتقطة من شاعرية الحياة اليومية ...ومن ثم ابنهما (تميم البرغوثي )الذي يعيد إلى الشعر انبجاساته البدئية الغريزية الدافقة من قلب الطبيعة البكر وانفجاراتها الوجدانية والحدسية كعيون الماء في الجبال أو كعنفوان البراكين وهي تعبر عن النبض الداخلي لغليان الروح المنبثة في أنحاء الوجود ...
.
الحسين بن علي تحدث عن ذهاب الذين يحبهم ، لكن الذين تركوه وسط أولئك المرائين الذي لا يحبهم ، لكن عمرو بن معد يكرب ، الذي كان يرسله الفاروق عمر كدعم للجيوش بوصفه يمثل ألف مقاتل ...كان يستشعر أنه يبقى كالسيف فردا ...مثلنا نحن عائلة رضوى (زوجها وابنها : مريد وتميم ) من جهة ، ونحن أصدقاؤها الذين التقيناها بالمصادفات بدروب المعركة من أجل الحرية ضد الاحتلال الخارجي الإسرائيلي الخارجي أو الاحتلال الداخلي الأسدي ..

التقيتها المرة الأولى في القاهرة ، باحتفال أهلي لمركز البحوث والدراسات للأستاذ حلمي شعراوي والصديق الدكتورسيد البحراوي ،بالكاتبة الكبيرة الأم الأولى لثقافة الحرية والتنوير في مصر الراحلة (لطيفة الزيات ) ، فأتينا من سوريا مع الصديق الدكتور فيصل دراج ، فكانت راحلتنا الدكتورة رضوى هي أم الجميع بما فيها أستاذتها (الدكتورة لطيفة) ،التي كانت ترعاها بحنان أمومي رائع أضفى مناخا عائليا مليئا بالحب على الندوة التي كانت مخصصة لتكريم ( لطيفة الزيات ) بدراسة أعمالها الأدبية والفكرية ، حيث تبادلت رضوى المواقع : بين الأم والابنة ...

في المرة الثانية التقيت الراحلة رضوى في دمشق وبرفقتها من مصر الثاني الذي أحبه الدكتور نصر حامد أبوزيد ، فوجدت نفسي ملزما بأوامر القلب والعقل أن أكون مضيفهما بدمشق خلال فترة الندوة التي اقامتها الجبهة الشعبية الفلسطينية بإدارة الصديق العزيز الدكتور فيصل دراج ...فتعرفت من خلال رضوى على تميم ابنها شفهيا ، بعد أن كنت أعرف زوجها الكريم الشاعر الخاص مع نفسه وفلسفته الشعرية الأستاذ مريد البرغوثي منذ زمن أبعد في بودابست....

فأحببت تميم بمحبة أمه رضوى له ، وقررت أن ارافقها إلى كل أسواق دمشق لنختار له ( عود الموسيقى الدمشقي ) الذي أوصاها عليه، طبعا كان يرافقنا برحلة البحث عن العود الدمشقي لتميم، الراحل الرائع الآخر (الدكتور نصر حامد ابو زيد) ، وذلك بعد أن قمنا باستراحة سياحية في سوق الحميدية ، لدى (بوظة بكداش ) الشهيرة ...وكانت الراحلة رضوى ممتلئة بالفرح والنشوة وهي تشتم رائحة عبق التاريخ الدمشقي في أسواقها التاريخية ومسجدها الأموي ...قائلا لها : هنا عظمة العصر الأموي، ولذا فإنك ستكتبين ثلاثية مليئة بالعظمة والسؤدد ...فهنا معاوية والوليد وعبد الملك بن مروان ملوك الكون في ذلك الزمان ...

ولذا ستكون ثلاثيتك عن دمشق متوازية مع (ثلاثية غرناطة)، لكن بخط معاكس لسلالة الأحفاد منذ الأب الصغير (أبو عبد الله الصغير ) هبوطا إلى الحفيد الأصغر في التاريخ العربي والإسلامي الذي سيقودنا لخسارة دمشق وسوريا، كما قاد جده ( الصغير) إلى خسارة (غرناطة ) ، وقد كان حديثنا يومها بمثابة نبوءة للانهيار المرعب الذي نشهده اليوم بعد أن فارقتنا رضوى ونصر أبو زيد ...فهمست الراحلة مداعبة ساخرة : انتبه يا عبد الرزاق ..فنحن في دمشق التي جدرانها لها (آذان ) كسوريا كلها ، وقد عقبت على تعبيرها : في زمن ( أبو سليمان الأسد أصغر الصغار في التاريخ العربي والإسلامي .. بعد أبو عبد الله الصغير في غرناطة ) ...

كانت ولا زالت لي علاقات صداقة عميقة مع المثقفين المصريين النجوم المضيئة للثقافة العربية ، لكن كان لرضوى عاشور ونصر حامد ابوزيد انوار داخلية خاصة تشعرني اليوم بعد فقدانهم بالظلمة والوحشة ....وبأني بقيت كالسيف (المثلوم ) فردا !!!



#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأورينت : ونشرها لمقالات عنصرية معادية للعرب والإسلام ورموز ...
- ويسألونك - كيف يمكن للدكتور (عيد) اليساري العلماني أن يكون ر ...
- ما الفرق السياسي والأخلاقي بين الشيوخ الأسديين ...بدءا من كف ...
- التقرير الاعلامي للمخابرات الأسدية (المشيخية السلطانية البعث ...
- نعم (الإسلام قد جب ما قبله) ----لكن ذلك لا يعني قبول صيغة : ...
- نعم (الإسلام قد جب ما قبله) ----لكن ذلك لا يعني قبول صيغة : ...
- تمزقات العقل الوطني السوري .. وعجزه عن التوحد الفكري والثقاف ...
- الدعوة إلى ( هدر دم كل معارض مفاوض، يعترف بشرعية عصابات المي ...
- هل العلوية مذهب طائفي أم مذهب فلسفي!!! ؟؟؟ ليس في تاريخ الطا ...
- أكراد سوريون وطنيون ...وأكراد أجانب غير سوريين ....يتصارعون ...
- تاريخ لأكراد من منظور بعثي فولكلوري (معارض!!!)... ما بعد الث ...
- ملائكية الخلافة الإسلامية لدولة قطر العظمى !!!!
- هل يمكن التمييز بين الأخوان المسلمين و ( داعش )، بعد هذه الح ...
- الموقف التركي في إنشاء (منطقة عازلة – آمنة ) في شمال سوريا ي ...
- هل فشلت الثورة والنظام ؟؟؟؟ نعم فشل النظام ............لكن ا ...
- تحية للجيش الحر لاستجابته لنداء الضمير السوري لعين العرب (كو ...
- الغرب وأمريكا وإسرائيل هم حاضرة العالم الحديث ...فما العمل ؟ ...
- أمريكا وهستيريا (فوبيا المراهنة على الأقليات !!!؟؟؟) لا شرعي ...
- عجز العقل االسوري التقليدي (عربي وكردي) عن تقديم الوطنية (ال ...
- من الأبوجية (الطفولية اليسارية )... إلى البرزانية (كحكمة أبو ...


المزيد.....




- -ضربته بالعصا ووضعته بصندوق وغطت وجه-.. الداخلية السعودية تع ...
- كيف يعيش النازحون في غزة في ظل درجات الحرارة المرتفعة؟
- فانس: في حال فوزه سيبحث ترامب تسوية الأزمة الأوكرانية مع روس ...
- 3 قتلى بغارة إسرائيلية على بنت جبيل (فيديو)
- -يمكن تناولها ليلا-.. أطعمة مثالية لا تسبب زيادة الوزن
- Honor تكشف عن هاتف متطور قابل للطي (فيديو)
- العلماء يكشفون عن زيادة في طول النهار ويطرحون الأسباب
- لماذا نبدو أكثر جاذبية في المرآة مقارنة بصور كاميرا الهاتف؟ ...
- العراق.. انفجارات وتطاير ألعاب نارية في بغداد (فيديو)
- مصر.. محافظ الدقهلية الجديد يثير جدلا بعد مصادرته أكياس خبز ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق عيد - ذهب الذين أحبهم ...وبقيت مثل السيف فردا !! ذهبت رضوى عاشور لتتركنا سيوفا عربية مثلمة مبعثرة ومنكسرة الأحلام ؟؟ !!!!