|
منتدى الفكر العربي يشارك في الندوة الدولية بقرطبة عن ابن الخطيب التراث الأندلسي المشترك وحوار الثقافات
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 4649 - 2014 / 12 / 1 - 18:22
المحور:
الادب والفن
في إطار التعاون العلمي القائم بين مؤسسة لسان الدين بن الخطيب للبحث والتعاون الثقافي بفاس في المغرب، ومؤسسة براديكما الإسبانية بقرطبة، ومنتدى الفكر العربي، شارك المنتدى بوفد ترأسه الأمين العام د. الصادق الفقيه في الندوة الدولية التي عقدت أعمالها في مدينتي لوشة وقرطبة بالأندلس/ إسبانيا، تحت عنوان "لسان الدين ابن الخطيب والتراث الأندلسي المشترك: حوار الثقافات"، خلال الفترة 18-22/11/2014 ، والتي شارك فيها أيضاً باحثون من المغرب وعدد من الباحثين والمستشرقين الإسبان، واشتملت على زيارات علمية لأشهر المعالم التاريخية الأندلسية في كل من: لوشة، وقرطبة، وغرناطة، والزهراء، وإشبيلية، وساهم في تنظيمها ودعم الأنشطة المرافقة لها جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، وجامعة كومبليتنسة بمدريد، وبلدية قرطبة، وبلدية لوشة، ومجموعة بحث مدن أندلسية تحت الإسلام بغرناطة، والجماعة الحضرية بفاس. وفي كلمته التقديمية لأعمال هذا اللقاء العلمي الكبير، قدم د. الصادق الفقيه الشكر للمؤسسات الإسبانية والمغربية التي ساهمت في إقامة اللقاء، ونقل إليهم تحيات صاحب الأمير الحسن بن طلال رئيس المنتدى وراعيه، مشيراً إلى أن هذه الرحلة على خطى ابن الخطيب وأعلام الفكر الأندلسي هي استعادة لتاريخ حافل بالأعمال الحضارية الجليلة بين المغرب والأندلس والمشرق، والمسافات التي تُقطَع ما هي إلا مسافات وصل للماضي بالحاضر نحو المستقبل، فالاتصال في هذا الوقت بالذات مطلوب كما كان في الماضي، بل مطلوب بأكثر موثوقية لأن فكر ابن الخطيب وأمثاله من أهل العلم في الأندلس يمثلون قيمة التعدد والمصالحة مع فكرة التعددية، وقد كانوا في إنتاجهم الفلسفي يتخذون الفلسفة موضوعاً وسبيلاً إلى الموضوعية، وبالتالي فإن رسالتهم تستخلص أهم ما نبحث عنه في عصرنا هذا من قيم التعدد والتواصل والحوار والتلاقي، التي ضلَّ عنها الناس، بما في ذلك البحث عن حقيقة الذات الإنسانية المعززة بقيم الحوار الثقافي ومساهمته الأكيدة في البناء الحضاري. وكان السيد كايد هاشم، مساعد الأمين العام لمنتدى الفكر العربي قد ألقى كلمة بالإنابة في افتتاح الندوة في دار بلدية قرطبة، وبحضور كل من: عمدة مدينة قرطبة، ونائب عمدة مدينة فاس، ونائب والي جهة فاس بولمان، ورئيس مؤسسة ابن الخطيب د. محمد مزين، ومديرة مؤسسة براديكما الإسبانية دة. ماريا خيسوس فيكيرا، جاء فيها أنه "إذا كنا بوصفنا نُخباً مثقفة، ومؤسسات معنية بارتقاء الثقافة، وعقولاً أمينة على رسالة الفكر، فلن يغيب عن بالنا أن في مثل هذه اللقاءات تأكيد يستند إلى واقع تاريخي ندركه في التجربة الأندلسية أكثر من غيرنا، بحكم المشترك الحضاري في المحتوى والمضمون، وهو أن الحوار يظل، مهما كانت الظروف المحيطة به، الوسيلة الأسمى للعلاقات الصحيّة المتسمة بالتوازن والندية، ومبتدأ الطريق نحو إقرار المشترك الصالح بين البشر على اختلاف عقائدهم وأديانهم ومذاهبهم. وأضاف: ومع اعتزازنا بكل مشرقٍ في الماضي، واعترافنا بأن كل ماضٍ لا يخلو من الصراعات والنزاعات، إلا أننا عندما نتأمل مًنْ كان الأصلح للبقاء ليجمعنا للحديث فيه وعنه: النزاعات المادية أم الفكر؟ الحروب أم صروح الحضارة الباقية؟ المصالح الآنية المتضاربة أم الأخلاقيات والقيم المتأصلة في الإنسانية؟ واختتم كلمته بالقول إن الرهان على ثقافة المستقبل يرتبط بالقدرة على توطيد ركائز المشترك الثقافي الذي يتفاعل مع مشكلات الحاضر وتدارسها واستنباط الحلول لها، والمساهمة معاً في بلورة قيم الاحترام المتبادل بين الثقافات والشعوب. ضم وفد منتدى الفكر العربي أ.د. صلاح جرار، أستاذ الأدب الأندلسي في الجامعة الأردنية وعضو المنتدى، الذي ترأس إحدى جلسات المؤتمر، وقدم بحثاً رئيسياً حول الحركة العلمية في قرطبة في عصر الخلافة الأموية وعلاقتها بحوار الثقافات"، أبرز فيه عناية خلفاء بني أمية في الأندلس وملوك القسطنطينة وألمانيا وقشتالة كلّ بما لدى الطرف الآخر من كتب ومخطوطات وتبادلها وترجمتها، وكذلك اهتمام الأندلسيين وجيرانهم الأوروبيين بكتب الطب والهندسة والفلسفة بشكلٍ خاص، وانتشار كتب اليونان بين الأندلسيين والدول المجاورة للأندلس، وظهور الكتب باللغتين العربية واللاتينية، مما ساهم في التأسيس لقاعدة معرفية مشتركة أكدت أن العلم كان أساس التفاعل الثقافي وحوار الحضارات. من جانبها قدمت دة. رشأ الخطيب، أستاذة الأدب العربي في جامعة الزيتونة والجامعة العربية المفتوحة والباحثة المتخصصة في الدراسات الأندلسية، بحثاً تناول "جهود المستشرقين البريطانيين في التعريف بلسان الدين ابن الخطيب وأعماله"، مبينةً فيه مظاهر اهتمام هؤلاء المستشرقين بفكر ابن الخطيب مؤرخاً وفقيهاً وفيلسوفاً وسياسياً وأديباً وشاعراً، ولا سيما في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين ، باعتباره من أهم الشخصيات الفكرية في عصره التي كان لها أثر واضح في الحوار الثقافي بين الأندلس وأوروبا. وشاركت د’ جودي البطاينة، أستاذة الأدب والنقد في جامعة جرش وعضو المنتدى، ببحث عنوانه "رؤية جديدة للخرجة في الموشحات الأندلسية: لسان الدين ابن الخطيب أنموذجاً"، رصدت فيه ملامح هذا الجانب الإبداعي في آثار ابن الخطيب الشاعر، وأوجه التشابه الفني واللغوي بين الموشح الأندلسي في الغناء عند الأندلسيين والغناء الشعبي في بلاد الشام، من خلال بعض نماذج التراث الأردني، وصلة ذلك بالشعر الغنائي العربي عموماً. توقيع اتفاقية تعاون بين منتدى الفكر العربي ومؤسسة براديكما الإسبانية من جهة أخرى، وقِّعت في قرطبة اتفاقية تعاون علمي بين منتدى الفكر العربي ممثلاً بأمينه العام د.الصادق الفقيه، ومؤسسة براديكما الإسبانية بقرطبة، التي مثتلها المستشرقة دة. ماريا خيسوس فيكيرا، المشرفة على المؤسسة وأستاذة الدراسات العربية والإسلامية في جامعة كومبليتنسة في مدريد، التي أعربت عن اعتزاز هذه المؤسسة الإسبانية المعنية بالحضارة والتاريخ الأندلسي بالاتفاقية التي تربطها بواحد من أهم المؤسسات العلمية والفكرية في العالم العربي، والتطلع إلى توسيع آفاق الحوار والتعاون بين مراكز الدراسات العربية والإسبانية. ونصَّت الاتفاقية على توثيق أواصر التعاون بين الجانبين في مجال البحوث وتنظيم أنشطة علمية مشتركة، وتبادل الزيارات بين الباحثين والأكاديميين ضمن هذا الإطار وبشكلٍ سنوي لإلقاء المحاضرات ضمن برنامج يتم الاتفاق عليه، وكذلك تبادل المنشورات والدراسات التي يصدرها الطرفان.
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السلفيون لا الإخوان
-
إعلان القدس عاصمة للسياحة الإسلامية 2015 ..فخ فإحذروه
-
في ندوة تنامي الغضب الشعبي الفلسطيني – القدس نموذجا
-
مقترحات دي مستورا في سورية: تسويات صغيرة تصطدم بعوائق كبيرة
-
سفير مستعمرة -إسرائيل - في الأردن .. -حرق بنّها-
-
الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 2014 الخيارات الفلسطينية في ض
...
-
-الإخوان - في الأردن بأمان
-
-إعلان عمان ... خريطة طريق لمستقبل أفضل لمسيحيي البلدان العر
...
-
الشباب العربي الأرثوذكسي ..إصلاحيون لا منشقون
-
د.سناء الشعلان في معرض- ابتسامة الكتّاب-في بلغاريا
-
تباشير الكونفدرالية ...الروابدة يتحدث
-
-أَعْشَقُني- في المؤتمر الدّولي-أفق الخطابات-
-
في كتاب لأكاديمي إيطالي :المسلمون في إيطاليا 1.3 مليونا
-
فك الإرتباط بين الضفتين ..تمهيد ل-التسوية- مع إسرائيل
-
إستطلاع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات :85% من الرأي
...
-
ما ضاع حق وراءه مطالب ..مسلة ميشع نموذجا
-
العراق أولا ..الثأر اليهودي
-
وقفة جماهيرية بالقرب من سفارة الكيان رفضاً للعدوان ومطالبة ا
...
-
خبير علم الإجتماع الأردني د.فيصل غرايبة يدعو للإهتمام بالشبا
...
-
السؤال الكبير :أين الشعب؟
المزيد.....
-
سوريا.. انتفاضة طلابية و-جلسة سرية- في المعهد العالي للفنون
...
-
العراق.. نقابة الفنانين تتخذ عدة إجراءات ضد فنانة شهيرة بينه
...
-
إعلان القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025
...
-
بينالي الفنون الإسلامية : مخطوطات نادرة في منتدى المدار
-
ذكريات عمّان على الجدران.. أكثر من ألف -آرمة- تؤرخ نشأة مجتم
...
-
سباق سيارات بين صخور العلا بالسعودية؟ فنانة تتخيل كيف سيبدو
...
-
معرض 1-54 في مراكش: منصة عالمية للفنانين الأفارقة
-
الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربي
...
-
-نيويورك تايمز-: تغير موقف الولايات المتحدة تجاه أوروبا يشبه
...
-
رحيل أنتونين ماييه.. الروائية الكندية التي رفعت صوت الأكادية
...
المزيد.....
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
المزيد.....
|