حراك ثورى اخوانى ؟ يفتح الله

حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4648 - 2014 / 11 / 30 - 19:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أنا واحد من المصريين الذين أنتابتهم مشاعر الغضب وعدم الرضا عقب الحكم ببراءة مبارك وأعوانه .
، رغم علمى من البداية إلى النهاية أننا أمام محاكمة لاتحاكم نظاما ولا تحاكم رأسه على جرائمه السياسية المرتكبة فى حق الشعب المصرى على مدى عقود ، وان المحاكمة تجرى منذ البداية طبقا للقانون العادى ( الذى هو من وضع نظام مبارك نفسه ) وأنه تجرى محاكمة مبارك وأعوانه محاكمة جنائية عادية جمعت أدلتها بواسطة أجهزة لم تكن فى مصلحتها جمع أدلة للإدانة فكان طبيعيا حتى فى إطار المحاكمة الجنائية العادية ألا تتوافر أمام أى قاض نزيه أدلة للإدانة ..
كلنا من البداية كنا نعرف أن مسار المحاكمة كان مسارا خاطئا لا يتسق مع محاكمة نظام أفسد واستبد بالحكم وأفقر غالب المصريين وفرط فى الأقتصاد الوطنى وخرب كل مناحى الحياة السياسية والإقتصادية والمجتمعية ...
.. لكننى وأمام دعوة البعض لما يسمى ب (حراك ثورى جديد ) سواء كان الأخوان أو بعض التجمعات الفوضوية أو بعض الشباب الذى يندفع تحت تأثير مجرد الغضب الأعمى نحو ترديد الدعوة التى انطلقت بإنه قد آن الآن آوان ( الثورة ثالثة )..
إذ أننى أرى أنه لابد للجميع أن يقدر أننا فى لحظة راهنة شديدة التعقيد لاتحتمل مغامرات ومقامرات سياسية لا تحسب حساب اللحظة الراهنة ،
أى ( ثورة ثالثة )وأى ( حراك ثورى ) و القوى الوطنية المدنية لازالت بعد على ضعفها وتفتتها ، وقوى الإسلام السياسى لم تفقد كل قوتها بعد ولازالت تمتلك القدرة على العودة من جديد بفعل إمكانيات بشرية ولوجستية لاتمتلكها القوى الوطنية المدنية ( وإلا كانت القوى الوطنية المدنية الموحدة ضد حكم الإخوان قد أنجزت مهمتها بإزاحتة دونما ان تحتاج إلى تدخل الجيش وتتطالبه بالإسراع فى ذلك ) ..
الثورى الحقيقى هو الذى يحسب حساب الثورة من حيث توافر ظروفها الموضوعية عبر ظروف دولية محيطة وعبر ظروف مجتمع حاضن لإمكانات الثورة ..
وظروف ذاتية تتعلق بمدى نضج قوى الثورة ونضج جدول أعمالها السياسى ونضج إصطفافها الوطنى الثورى الحقيقى حول مشروع ثورى ينهض بالوطن ولا ينتكس به ..
أليست تلك دروس مستفادة من ثورتى 25 يناير ، 30 يونيو ، وكل الثورات الإنسانية ؟
ودونما توافر تلك الظروف الذاتية والموضوعية فقد يؤدى بنا الحال ونحن نسعى إلى خوض غمار ثورة ثالثة ( الآن ) قد يؤدى بنا ذلك إلى إنتكاسة أكبر فى اتجاه مالاتحمد عقباه بما فى ذلك سقوط الدولة المصرية نفسها (لاقدر الله )
إننى - كشخص غير مميز على الإطلاق - أربأ بالكثيرين فى تلك اللحظة من الإندفاع وراء مجرد الغضب والإحتجاج لتنفيذ جدول أعمال وأولويات سياسية لا علاقة لها بالعمل الثورى الناضج بقدر مالها من علاقة بجماعة تريد إعادة الكرة مرة أخرى نحو إعتلاء السلطة ، وقوى دولية تريد تخريب الوطن وتمزيقه وتقطيع أشلائه فى إطار مايجرى الآن فى غالب أجزاء المنطقة العربية ..
ربما كان فى هذا الحديث مايصدم مشاعر الكثيرين من المحتجين عن صدق وعفوية سياسية ... ولكننى أقول هذا كشخص مصرى عادى - وربما أقل - من منطلق ضميرى الوطنى الأنسانى
-----------------------------
حمدى عبد العزيز
تعبيرا عن شخصى كمواطن مصرى
فى الاول من ديسمبر2014

#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات