أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الرحيم - براءة نظام مبارك و-اليوم الأسود- في تاريخ مصر














المزيد.....

براءة نظام مبارك و-اليوم الأسود- في تاريخ مصر


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 4647 - 2014 / 11 / 29 - 16:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


*محمود عبد الرحيم:
إنه يوم أسود في تاريخ القضاء المصري وفي تاريخ مصر كلها بإفلات الجناة "عصابة مبارك كاملة" من العقاب بعد جرائم مشهودة للجميع ماليا وجنائيا وفساد واستبداد وخيانة عظمى وأياد ملوثة بالدماء، وذلك بحكم قضائي مسييس يبرئ المجرم ويقتص من الضحايا، ويكرس لإهدار الحقوق وكتابة شهادة وفاة العدالة والعودة لشريعة الغاب والثأر، وكأنه قرار من الاستخبارات ومن شبكة المصالح الفاسدة، وليس من منصة قضاء، ومن قاض يحكم بالعدل، وبما يستقر في ضميره.
وهذا إن دل على شئ فعلى استغباء الشعب، والاستهانة به بعد غسيل دماغه، علاوة على تعرضه للخديعة أكثر من مرة بمسرحية المحاكمة الهزلية والإدانة السابقة، ثم البراءة المشبوهة، وحين كان نقول ان جنرالات مبارك امسكوا بالسلطة بتفويض منه للإجهاز على انتفاضة يناير وحماية الديكتاتور العجوز وعائلته وعصابته، وان السيسي ابن مبارك الوفي الذي يستكمل مساره ودوره، وان الاخوان شركاء في هذه الجريمة الكبرى المكتملة الأركان بوضع يديهم في يد القتلة والفسدة ورفض التطهير والمحاكمات الثورية والقصاص الحقيقي وليس بالشعارات من المجرمين، كان الكثيرون يشككون، حتى جاء الحكم المشئوم ليؤكد ما كنا نحذر منه ونفضحه من مؤامرات.
كنا نتوقع الحكم ومنذ وقت مبكر، لكن ليس بهذا الفجر وهذه البجاحة اللذين يضييعان الحقوق ويطمسان الحقائق، ويغفلان أو يسقطان وقائع عديدة مثل المدة الزمنية من 31 يناير حتى 11 فبراير وعدم ادخال سوزان مبارك"الملكة الأم" وابنها جمال، ومحمود وجدي وآخرون في القضية، رغم ان سفك الدماء في عهد مبارك ظل لآخر لحظة.
وكل من كان في الميادين كان يرى بأم عينه يوميا هجمات الشرطة والبلطجية التابعة لها، بدعم من الجنرالات وكل أجهزة الأمن والاستخبارات، وسقوط ضحايا بالمئات يوميا بين قتلى وجرحى واستهداف حتى اماكن اقامة المراسلين الاجانب لإرهابهم، لكي لا ينقلوا الحقيقة، فضلا عن استخدام حتى عربات الاسعاف في نقل امدادت السلاح لوزارة الداخلية، والقبض عمن كان يذهب بجريح للمستشفيات، لدرجة ان كثيرين كان يرفضون الذهاب للمستشفيات العامة والخاصة التى كانت تتواجد بكثافة قوات الامن بداخلها، خوفا من الاعتقالات.
نعم، صدر الحكم بالبراءة، لكن لم يتم تحديد من المتهم، وكأن ثمة من أتى من السماء وقتل المتظاهرين، أو أطرافا خارجية كما يزعم ابناء مبارك، وليس المتضرر من خروج الجماهير للشوارع رغبة في اسقاطه عن عرشه الذي كان يظن أنه لن يغادره إلا إلى القبر وسيورثه لولده، وكذلك شبكة المصالح المستفيدة من نظام ظل في الحكم أكثر من 30 عاما كانت الأسوأ في تاريخ مصر، وكلها جرائم في حق الشعب على كافة المستويات، وملؤها القمع والاستغلال والعمالة للخارج.
صدر الحكم من قاض يتحدث باسم الله والرسول ويحيل الأمر ومعرفة الحقائق للتاريخ ولعدالة السماء، فكيف يمكن أن نثق فيمن لا يقوم بدوره في التحقيق واثبات التهمة وملاحقة المتورطين ويتحدث بخطاب سياسي وعاطفي ويلقي خطبا ويهنئ الجميع ويستعيد القاب ما قبل ثورة يوليو الملغاة بنص القانون والدستور ويخاطب من حوله بالبكوية وصاحب المقام الرفيع، ويقوم بعمل فيلم وثائقي عن عمله، ويبكي تأثرا بخطبته، ويسمح للمتهمين بالمثول بملابسهم الرسمية وليس بملابس السجن او الحبس الاحتياطي وبالنظارات الشمسية ويتعاملون بأريحية؟!
إنها لحظة الحقيقة، ليدرك الذين يهللون لخليفة مبارك وجنراله ولاستقلال القضاء أن مصر ليس بها ثورة ولا ثورتين، وإنما نظام فاسد مستبد تابع مستمر منذ السبعينات وحتى اللحظة يتم توريثه بين اعضاء العصابة الواحدة، وأننا بالفعل في حاجة لثورة حقيقية تنهي هذه الحقبة، وتهدم كل المؤسسات الفاسدة لتعيد بناء مؤسسات ذات استقلالية وكفاءة وتنحاز للحقوق والحريات، حتى لا تضييع مصر للأبد وتنهار بشكل حقيقي، وليس بشعارات التخويف للسيطرة على الجماهير وقمعهم.
*كاتب صحفي مصري
Email:[email protected]



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهرجان القاهرة السينمائي والاصرار على الفشل
- تونس ..استكمال للثورة أم ترميم للنظام القديم
- تسويق الحلم الكردي وسحق الذات العروبية
- الإخوان شركاء في -مذبحة رابعة-
- محاكمة-يناير-.. لا نظام الفساد والاستبداد
- عادت مصر للاتحاد الأفريقي وغاب -الدور التاريخي-
- صوت الاستحقاق الرئاسي يعلو على الدستور في مصر
- حين يدعم هيكل الديكتاتورية ويشوه تاريخ ناصر
- سد النهضة وسنوات الاخوان العجاف
- -صفقة الكردستاني- الجار الذي يتجاهل جاره
- سيناريوهات الازمة السورية تتصارع
- ليبيا والأمن المفقود
- مادورو.. اختبار الشافيزية الصعب
- انتخابات الرئاسة الايرانية ضبابية
- الملف النووي الايراني.. محلك سر
- الاخوان وصفقة رجال القذافي
- سوريا.. الحل العسكري يتقدم
- شبه الجزيرة الكورية تحت كابوس الحرب
- فنزويلا وتركة شافيز الثقيلة
- ملف ايران النووي.. العصا والجزرة


المزيد.....




- الأكثر ازدحاما..ماذا يعرقل حركة الطيران خلال عطلة عيد الشكر ...
- لن تصدق ما حدث للسائق.. شاهد شجرة عملاقة تسقط على سيارة وتسح ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف عن آخر تطورات محادثات وقف إطلاق النار مع ...
- -حامل- منذ 15 شهراً، ما هي تفاصيل عمليات احتيال -معجزة- للحم ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية مسؤولين في -حماس- شاركا في هجوم ...
- هل سمحت مصر لشركة مراهنات كبرى بالعمل في البلاد؟
- فيضانات تضرب جزيرة سومطرة الإندونيسية ورجال الإنقاذ ينتشلون ...
- ليتوانيا تبحث في فرضية -العمل الإرهابي- بعد تحطم طائرة الشحن ...
- محللة استخبارات عسكرية أمريكية: نحن على سلم التصعيد نحو حرب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الرحيم - براءة نظام مبارك و-اليوم الأسود- في تاريخ مصر