أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام سلمان بركي - مرآة














المزيد.....


مرآة


حسام سلمان بركي

الحوار المتمدن-العدد: 4647 - 2014 / 11 / 29 - 14:43
المحور: الادب والفن
    


كظل كسيح مرهون لجسد ما
كضوء كسير يفتش عن مرآة
كأوراق تين يبست حين غادرها آب
وقفت وحيدا
نظرت وحيدا
صرخت صمت وحيدا
فرحت كرهت وحيدا
سعدت حزنت وحيدا
والمرآة في زاوية الروح
ترتب انتكاساتي واهتماماتي على ذوقها
وعلى انعكاس ضوء هارب من روح اللحظة خلسة
للأشياء خطوط ترسمها السنين
ولي صوت المسافات حزين
على من مروا ولم بنتظروني
على من سابقوا الريح إلى جنوني
على المديح
على الضريح
وعلى اكتمال قمر مريض في عيوني
كظل كسيح
كاهتراء الروح
أطيل النظر فيك ..
لأرى غير ما يحيطني
مقصلة خرساء
سماء سوداء
وأفكار تخيط من لوثة الصمت ثوب الصعود المشتهى
أطيل النظر فيك
لأقتص من فتاة عابرة لم تجد في ما يرضي أنوثتها
فتركتني للإنتظار نتحاور بملل عن كتب التاريخ وعلوم الطبيعة
لأقتص من تفاصيل هدوء يحكم قدماي نحو الطريق
المفرود كشعر صبية في الريح
كلون صريح
أرسم نفسي على انعكاسك
بكل الحلم الليلي المنسي
بكل الخوف من زوايا القدر
بضوء على حجر
وعلى تجاعيد وقت مسجى في حضرة أنثى المكان
خلف الدخان
هروبا صريحا من الزحام
ومن احتمالات انكسار يبحث عن عنوان
أطيل النظر فيك
لأرى ما خبأته ملامح والدي في
لأرى خلف جلدي القمحي
ألوان أخرى
أحلام أخرى
وأفكار تمس رؤاي عما سأكون
أو ما راودني يوما مع ريح الشمال العابرة
مع ثمار شجر الوقت المسجى
بين المكان والانتظار
كرنة سابحة في الفضاء
هاربة من خشب عود طري
كخفقة نجم في السماء
تغازل حلم ندي
أرتب ملامحي أمامك
أحاول تصحيح أخطاء
أو أتمم نقصان
أو أرمي ما ارتكبه الزمن في
على جسد الحظ الواقف أمامي
على حجر نرد يتحاشاني
وعلى ابتهالات أمي الهائمة
أطيل النظر فيك
لأراني
وأرى حظي المشتت أمامي
كحصان هائم في البراري
كوجع ما من جسد سفينة قاسي
ماسم ملوث بالحب والرحيل
أتساقط كليل طويل
على زجاجك العاري
أتساقط كأيلول المقبل على شتاء السكون
ورقة ورقة
فكرة فكرة
وهمسا نحيل
أطيل النظر فيك أطيل
لأجمع أصفادي من أسوار المدينة
من أنين العويل
وأقيم أعراس البنفسج الغافي
في خوف ممكن وفرح مستحيل
في حنين القوافي
للغة دفنها العفن في خشب الكراسي
في عنتريات تبحث عن واحة في غيمة
عن غابة في صحراء
عن سوسنة تنتظر الحبيبة الغائبة
أمامك بكل أحلامي المهشمة
بكل أغاني المكتومة
وباحتمالات السفر
خطوة خطوة
أمامك بكل تفاصيلي الغائبة
أقف كالفارس العائد من هزيمة أخرى
أنفخ في هالات الدخان حولي
لأراك
لأراني
ملفوفا بصعود فكرة
محمولا على جناح نبتة
وعلى شهوة تحوم في المدى
لأحصنة دمي نذرت اللون
لقيامة عطر من جلد زهرة
احتفلت بالانتظار صلاة لغيابي
وحضورك
ترنيمة لصمتي وأغنياتك
أطيل النظر فيك أطيل
تلك بعض حماقاتي
الممددة على لوح العنب
تنتظر تحول الزبيب
تلك بعض أنفاسي
في هذيان الماء حول جسد يغرق
في شمعة وسط الريح تحترق
وفي البدايات كلها
همسة على سطحك الصقيل
ترتب تفاصيلي المهملة
وتعيد للقصيدة ظلها
فيك رياح ملوثة
تعوي أمام النهايات المنتقاة
من حزن وغبار
من خوف وحصار
فيك تجاعيد الدار
وباب يفتح للنهار
أو رما يراوغ الهاوية ليقيم موسما آخر للإنتظار
فيك مواسمي المؤجلة
أعطني حاجتي من الصخب والضوء
وسوسنة تقدم لي مع نبيذ المساء
في ضوء شمعة ناعسة
في صدى كلمات خائفة
فيك يا مرآة
يا امرأة العرق والملح
يا امرأة القمح والجرح
يا سيدة الاحتمالات
أعطني نشيد الليل العتيق
والقمر البريء
والحب الغريق
لأصير جديدا كما أريد
وأصير خلف السحاب
فكرا لمطر
وبعد الضباب
جهة تنتظر
أصير أناي
وتصيرين أنا
أطيل فيك الشرود
ملتحفا ريحا مبهمة
وفرودا كالبرغل الرطب على سطح الدار
ينتزع الجفاف من النهار
ويقتص من رطوبة خانقة
يا سيدة التفاصيل والصخب
ناوليني نبيذي أنا مكتئب
ناوليني صراخي أنا موشوم بالصمت والغضب
ياسيدة الحقول والبذور
لا أجد مواسم في صيفي الآن
لا أجد معالم في وجهي الآن
كيف لك أن تذيبين في سطحك الصقيل
تفاصيلي الكثيرة
كيف لك أن تعبرين بي
إلى أسرة وثيرة
وأنا مازلت المرمي على اسمنت الأرض الكافرة
ما زلت أحلم بالخشب وسرير من القماش مرطب بالياسمين وإمرأة
مازلت أمارس هواية الركض خلف سحابة ممطرة
لأرش جفافي المهترئ ببعض الحب والكولونيا
وأروي بذور سنبلة
ورثتها منذ مر بي تموز آخر الصيف
منذ خالطتني هموم العبيد ورمتني بلعنتها الأخيرة
لمن هذا الوجه المتبل بالتعب ؟
لمن هذا الصوت الخائف من الغضب؟
لمن أنا ؟
وأنت تغازلين جرحي بوهم ظل عابر
وسوسنة تنمو في يد الحبيبة الفكرة
لمن أنا؟
وأنت تحمليني على ظهر نجمة
لترميني من ليلي البعيد إلى ظله
وترتبيني على إيقاع نشيد خفت صوته
أطيل فيك النظر أطيل
لأجد ما هربته الريح مني خلسة
وأدخل منامي الطويل
بحلم صغير لم يلوثه الوقت
بضفيرة فتاة حملها الحمام
إلى غيمة فوق
إلى نجمة تحرس المنام
يا كلي المرشوش عليك
يا بعضي المختصر فيك
يا صديقتي
لا تكذبي علي
لا تراوغي صداي في المكان
أنت بعض مني
وأنا ملامح خلف الدخان
أطيل في كالنظر أطيل
يا سيدة الحلم الجميل
تذكري صورتي المحفورة عليك الآن
تذكريني إذا مسني الرحيل



#حسام_سلمان_بركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إليك
- على الطريق (جرح عابس)
- مزاج الانكسار
- لا بد أن تضرم النار
- كشظية تعبر الشريان
- خطيئة الصمت
- ضجر
- تدريب على الصراخ او الكلام
- اقتباس من وحي الأسطورة
- عزلة
- ترنح الصعود
- غياب شرس
- دنس السراب
- رخام النساء
- رأي في البحر
- رأي في الطريق
- رأي في الحرب
- رأي في العلو
- رأي في الغياب
- على بابها


المزيد.....




- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام سلمان بركي - مرآة