أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صفاء الهندي - حكم مؤبّد (قصّة قصيرة).














المزيد.....

حكم مؤبّد (قصّة قصيرة).


صفاء الهندي

الحوار المتمدن-العدد: 4647 - 2014 / 11 / 29 - 00:12
المحور: الادب والفن
    


أوقف الشرطي المتّهم امام القاضي بعد ان حذّره:
- إياك ان تتكلّم دون ان يسألك القاضي..
ردّ السجين:
- ان نعم.
لم يلتفت القاضي الى السجين الذي جلبوه وأوقفوه أمامه، او يهتمّ له حتى ولو بنظرة عابرة
ليرى شكله او كيف هو؟
كان منكبّا يقرأ ملف القضية.. مدوّنة افادة المتّهم ونتائج التحقيق..
مرّت تلك اللحظات على المتّهم كأنّها دهور، لم يهتمّ لضياع خمسة شهور من عمره قضاها حبيسا على ذمّة التحقيق
تجرّع خلالها شتّى ألوان القهر والعذاب.. قدر إهتمامه بهذه اللحظات المصيرية..
نظر الى القاضي وتفحّصه بينما لازال يقرأ قضيّته، رآه رجلا أشيب قدّره في الستّينات من عمره، بنظاّرة سميكة تتوسط عمود أنفه
فتوسّم فيه خيرا وتأمّل ان يُفرج عنه..
لكنه لاحظ: بالاضافة الى وجود مسؤول الإدّعاء والكاتب جالسين على يمين ويسار طاولة القاضي، حضور (سفير) إحدى الدول المجاورة..
بمعيّة (المحافظ) بـ نفس الغرفة، فأنقبض صدره وتأكّد له ان قضاء البلاد مُسيّس ومحكوم بهؤلاء..
فناجى ربّه متمتما بـ دعاء..
رفع القاضي رأسه الأشيب بعد إطّلاعه على ملف قضية المتّهم الذي يقف امامه، سحبَ كرسيّه للامام، ثم عدّل جلسته
ودفع بـ سبّابته النظاّرة الى عينَيه وسأل المتهّم:
- انت (فلان....)؟
اجاب:
- نعم.
- ماعلاقتك بـ (المهندس)؟
- انا أحد أصحابه..
- وأين هو الآن؟
- الله أعلم أين هو..؟ لكننا علِمنا أنه بخير والحمد لله.
- أممممممم اه.. طيب لماذا تصادمتم مع القوات الامنيّة؟
- كُنّا نُدافع عن انفسنا..
- تريدون ان تهجموا على مركز المدينة وتستحلّونها..؟ (قالها بعصبيّة)
- هذا كذب وإفتراء سيّدي (قاطعه القاضي)
- واين هو مهندسكم الآن؟ (متهكّما..)
- لااعلم اين هو.. لكنّه ليس مهندسنا فحسب بل هو مهندس لكل الناس الشرفاء
والوطنيين في البلاد..!!
- لكنّكم ترومون إحتلال المدينة والسيطرة على مواردها...؟!!
- كما قلت لك سيّدي هذا كذب وإفتراء، بدليل أننا هوجمنا من قبل المليشيات والقوات الامنية الاخرى في مركزنا في مكتبنا في عقر دارنا..
وليس في المدينة، ويعرف جنابكم ان مركزنا يبعد عدّة كيلو مترات عن مركز المدينة..
- ولماذا تسمّونها مليشيات.. أليس الجيش والقوّات الأمنيّة مَن تصادمتم معهم..؟
- لا بل هي المليشيات، قوة: (كذا وكذا وكذا....) مَن هاجمتنا وليس الجيش، ل
أن الجيش لايضرب شعبه..!
- هل ترى نفسك مذنبا؟
- كلّا سيّدي لست مذنب.
نظر القاضي الى ملف القضية وقال له مشيرا بيده الى الملف:
- مكتوب أمامي في إفادتك وإعترافك: أنّك أحرقت عجلَة عسكرية بقاذفة صواريخ كنت تحملها..
- كما ترى سيّدي أنني أمشي على (عكّّازَين) فـ كيف تأتّى لي ان احمل قاذفة صواريخ بيدَي وأنا بهذه الحال...؟
هذه الافادة والاعتراف باطل، وضبّاط التحقيق هم مَن دوّنها وسجّلها ضدّي وانا لم أقلها..
فضلا كل الناس تعلم وتعرف أننا بنّاءون ولسنا مخرّبون..
- أليس عوقك هذا نتيجة التصادم والقتال..؟ (صارخا به)
- كلّا سيّدي، عوَقي عوَق ولادي.. ويمكنكم التأكّد من هذا بـ عرضي على أطبّاء..
صُدِم القاضي وأُسقِط في يده من هذه الحقيقة وأطرق الى الارض هُنيهة وهو مبهوت..!!
ثم إلتفت ناحية المحافظ وكأنّه يستنجده للخروج من هذه الورطة التي رمَوه فيها..
فغمزَه المحافظ.. قائلا بـ لهجة اخرى: ياستّة سويت الستّين. (في أشارة منه، الى نفس حكم المتّهمين الأربعين الذين حكمهم قبله)
وعاد يدردش مع ضيفه الاجنبي بـ لغته الفارسيّة..
فأصدر القاضي حكمه على المتهم قائلا:
- لقد وجدت المحكمة أنك مُدان وفق المادة (4 ارهاب)
وحكمت عليك بالسجن المؤبّد.




(قصّة واقعيّة)



#صفاء_الهندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر سعدي يوسف في قبضة الحشد الشعبي‎..
- مؤامرات إبليس
- الطفل الشهيد محمد تقي (قصّة قصيرة جدا من الواقع).
- لازال مسلسل الضحك على الذقون مستمرّا..‎
- نفاق سياسي، حينما تختل الموازين وتميل الكفّة.. تتغيّر المواق ...
- مليشيات.. ثأرنا وثأرهم.
- الأديب عز الدين جلاوجي و -العشق المقدنس-.
- الرجل النبيل، احرِقوها عليه، حرام، ثلاث قصص قصيرة جدا.‎
- واعظ؛ الثورة؛ مُنتخب؛ ثلاث ومضات قصصيّة.‎
- حكيم، مسلم، صيّادون، ثلاث ومضات قصصيّة.
- لهذه الاسباب قرّرَ القوم تصفية السيد الصرخي الحسني..
- فتوى الجهاد تعني خنقق كل بادرة من اجل السلام.‎
- قطع المياه عن الجنوب واغراق الفلوجة الآن بأمر المالكي وليس ا ...
- قطع المياه عن الجنوب أزمة مُفتَعَلة ! .‎
- الشيوعيّة كفرٌ وإلحاد ..‎
- بيان 74 (حيهم .. حيهم .. حيهم اهلنا اهل الغيرة والنخوة) . مح ...
- مهارات القيادة وصفات القائد .. مقتدى الصدر مثالا .‎
- قراءة في كتاب : ( كيف تفقد الشعوب المناعة ضد الأستبداد ) .
- الإعلام العراقي يقع ضحية المكر والخداع السياسي .. الفلم الهن ...
- قضيّة أمام انظار المرجعية : أرادة الجماهير يسحقها البرلمان ا ...


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صفاء الهندي - حكم مؤبّد (قصّة قصيرة).