أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلمان مجيد - (( مالتوس )) ونظريته العرجاء .















المزيد.....

(( مالتوس )) ونظريته العرجاء .


سلمان مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 4646 - 2014 / 11 / 28 - 18:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



(( مالتوس )) و نظريته العرجاء : من اشهر النظريات التي اتخذت السكان موضوعآ لها هي نظرية ( مالتس ) و التي عرفت بأسم واضعها وهو : احد القساوسة الأنكليز ، ولد عام 1766 حيث دخل في مدرسة اليسوعين في جامعة ( كمبريدج ) و تخرج منها في عام 1788 و أصبح قسيسآ في عام 1805 ، ثم اصبح استاذآ للتأريخ و الأقتصاد السياسي ، و من اسباب الشهرة التي حظى بها هو نشره بحثآ قصيرآ تحت عنوان ( بحث في تزايد السكان و أثره في مستقبل نمو المجتمع ) ، وان هذا البحث اصبح اساسآ للنظرية التي عرفت بأسمه و ان فحوى هذه النظرية مبني على اساس : ان وتيرة تزايد السكان اسرع من وتيرة زيادة الغذاء حيث يزداد السكان حسب متوالية هندسية مثال ذلك ( 1 ــ 2 ــ 4 ــ 8 ــ 16 ــ 32 ــ ... ) أما تزايد الغذاء فيتم حسب المتوالية الحسابية مثال ذلك ( 1 ــ 2 ــ 3 ــ 4 ــ 5 ــ 6 ــ ... ) الا ان واقع الامر يدحظ هذا الأستنتاج ، حيث تكاثر الكائنات الحية و تزايدها مبني على ذات القاعدة الخاصة بمسببات التكاثر الطبيعي ان كان ذلك بألنسبة للأنسان او الحيوان وحتى النبات ، فمن الممكن ان نتسائل ، لماذا الأنسان دون الكائنات الحية الأخرى تكاثره يتم حسب المتوالية الهندسية ، في حين ان الكائنات الأخرى تتم حسب المتوالية الحسابية ، فبألنسبة للحيوان ألم تتم عملية تكاثره حسب ذات القاعدة الطبيعية للكائنات الحية الأخرى ؟ فألحيوان عندما ينجب فأنه ينجب اكثر من واحد ، و هذا العدد سينجب بذات النسب و هكذا كألأنسان ، فألزيادة اذن ستكون حسب المتوالية الهندسية ، بل ألأكثر من ذلك اننا لو أحصينا عدد من يلده الحيوان اكثر بكثير مما يمكن ان يلده الأنسان ، خذ مثال ذلك تكاثر الأسماك فأن الواحدة منها تبث الألاف من البيوض التي ستصبح كل واحدة منها سمكة و التي بدورها ستلعب نفس الدور بألنسبة لأمها ، أضافة الى انواع اخرى من عالم الحيوان الذي تكون نسبة تكاثره عالية جدآ ، كألماعز مثلآ او المواشي الأخرى التي البعض منها يكون الواحد منها قادرآ على توفير الغذاء الى عدد ليس بألقليل من البشر ، فبقرة واحدة من الممكن ان توفر غذاء لعائلة كبيرة .
و قد يكون هناك أعتراض على هذه المقارنة ، لسببين الأول هو : ان الحيوان لا يستمر على ذات النسب من التكاثر على مدى عمره ، والردعلى ذلك ، بأن الأنسان قد يكون اسرع من الحيوان في تناقص نسبة تكاثره مع تقدمه بألعمر ، كما جاء في القرأن الكريم من سورة مريم الأية ( 8 ) (( قال رب أنى يكون لي غلام و كانت أمرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا )) ، أ و ان يكون هذا التناقص في نسبة التكاثر عند الأنسان لأسباب حضارية او أجتماعية ، فألمجتمعات الحديثة غير التقليدية تتميز بأنخفاض حجم التكاثر عند افرادها ، وحتى من الممكن ان هذا التناقص قد يتحول الى حالة طبيعية نتيجة للأثر النفسي الذي يجعل المرأة خصوصآ تكون غير قادرة على الأنجاب لأسباب غير معروفة ، لذلك نجد انتشار المراكز الصحية لعلاج اسباب العقم عند النساء و الرجال على حد سواء ، اما الأعتراض الثاني وهو : ان ليس جميع عالم الحيوان يكون صالحآ كغذاء للبشر ، طبعآ هذا الأعتراض صحيح ، الا ان الردعليه يتمثل بألتالي : فلو نظرنا الى سلسلة غذاء البشر لوجدناها عند اعلى نسبة من سكان الكرة الأرضية عددآ و هم شعوب جنوب شرق اسيا وشرقها كألصين و كمبوديا و فيتنام و شعوب اخرى من المنطقة ذاتها و الذين يمثلون اعلى نسبة من سكان الكرة الأرضية ، نجدهم لا يستثنون اي نوع من انواع عالم الحيوان والنبات ليتخذونه مصدر من مصادر غذائهم حتى وصل الأمر الى الحشرات و الزواحف و غير ذلك من الكائنات التي لا تستسيغها شعوب اخرى في اسيا و افريقيا و اوربا وامريكا و التعبير عن مصداقية ما ذهبنا اليه اعلاه ، اي عدم وجود تناقض بين نسبة تكاثر البشر و المصادر الغذائية في هذه المناطق هو نسبة النمو العالية في حجم الناتج القومي ، الذي يتمحور حول علمية توفير الغذاء للأنسان ان كان ذلك بصورة مباشرة او غير مباشرة ، مثال ذلك النمو المرتفع للناتج القومي في الصين الذي فاق نسبة زيادة هذا النمو في اي من بلدان العالم حتى المتقدمة منها كأمريكا و بعض بلدان اوربا ، و مثال اخر وهو الهند التي تعتبر من بين البلدان عالية نسبة النمو السكاني و التي تعد خلال السبعينيات من القرن الماضي و ما قبله من اكثر بلدان العالم فقرآ و كانت مضربآ للأمثال في هذا الأمر ، فكانت نسبة الدخل الفردي هو الأقل في العالم ، نرى الهند الأن من بين البلدان المتقدمة في كافة مناحي الحياة و خاصة ما يتعلق بحجم الدخل القومي و انعكاساته على المستوى المعاشي للفرد ، اما الجانب الأخر في امر المقارنة بين نسبة تزايد السكان و بين تزايد النبات بأعتباره من مصادر المهمة للسلسلة الغذائية للأنسان ، فألملاحظ ان ذات القانون الطبيعي الذي يحكم تكاثر الأنسان ينطبق على عالم النبات ، لاحظ مثلآ بذرة واحدة من اي صنف من اصناف عالم النبات تنتج ماهو اضعاف كمياتها او عددها بعد انباتها و لدينا دليل من القرأن الكريم حيث جاء في سورة البقرة الأية ( 261 ) (( مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة و الله يضاعف لمن يشاء و الله واسع عليم )) ، وهذا يثبت حقيقة ان نسبة تكاثر السكان هي ذاتها نسبة تكاثر الموارد الغذائية النباتية ، و هناك من يعترض على هذه المقارنة كما هو الحال بألنسبة لمقارنة نسب تكاثر عالم الحيوان مع السكان ، ومن هذه الأعتراضات المهمة و العلمية هو : ان الأنتاج الزراعي و النباتي و النمو فيه ليس على وتيرة واحدة ، اي ان الأستثمار فيه لا يكون طرديآ مع الأنتاج ، اي اننا عندما ننفق قدر من المستلزمات الأنتاجية فأن ناتجها يتناقص كلما زدنا حجم الأنفاق ، وهذا ما يطلق عليه ( بقانون تناقص الغلة ) حيث يصل الأمر في مرحلة من مراحل الأنتاج ان حجم الأنتاج يساوي حجم الأنفاق و قد يكون اقل مما انفق عليه ، وهذا الأمر صحيح جدآ ، لأن سببه يعود الى تناقص خصوبة التربة مما يؤدي الى هذه النتيجة ، ان الرد على هذا الأمر يتمثل بعدة امور منها مثلآ :
1 / ان المحافظة على خصوبة التربة أصبح من الأمور المتاحة ، بسبب التقدم الحاصل في مجال الزراعة الحديثة .
2 / ان نسبة الأرض المزروعة لا تمثل الا نسبة قليلة من الأرض الصالحة للأنبات ، فهناك اراض صالحة للزراعة لم تستغل لحد الأن ( اراض بكر ) و يعود ذلك اما لأسباب تتعلق بعدم توفر رأس المال بكل اصنافه كألنقدي او الألات و المعدات الزراعية .
3 / تخلف اساليب و معدات الزراعة في كثير من مناطق العالم مما يؤدي الى انخفاض انتاجية وحدة المساحة الزراعية ، كما هو الحال في افريقيا و بعض مناطق أسيا .
4 / أن الأساليب العلمية الحديثة أصبحت قادرة بأن تستخدم الأراضي و المساحات التي كانت تعد ــ بديهيآ ــ غير صالحة أصلآ للأنتاج الزراعي و النباتي ، كألصحاري التي أصبحت الأن تستخدم كمساحات زراعية و نباتية منتجة حتى من تلك المزروعات و النباتات الغير ممكن زراعتها في مثل هذه البيئة .
5 / النباتات البحرية التي أصبحت الأن من مصادر الغذاء المهمة ، أضافة الى انه هناك مشاريع رائدة في زراعة قيعان البحار .
6 / و ألأحدث في مثل ما تقدم اعلاه الزراعة بدون تربة والذي يعتبر من احدث اساليب الأنتاج الزراعي الذي يمكن تجاوز كثير مما كانت تتطلبه العملية الأنتاجية في مجال الزراعة ,
أذن حتى في هذا الجانب من الممكن مقارنة الأنتاج النباتي و الزراعي بنسبة تكاثر السكان ، حتى من الممكن ان نجد ان نسبة بعض من هذه الأصناف قد يفوق نسبة تكاثر السكان مما يؤدي الى وفرة الأنتاج عن حاجة الأستهلاك الذي يدفع المنتجين الى اتلاف الفائض منه للمحافظة على مستوى الأسعار و عدم أنخفاضها ,
من كل ما تقدم من الممكن ان نقول ان نظرية ( مالتس ) نظرية عرجاء أعتمدت في أستنتاجاتها على مبادئ مغلوطة احادية الجانب لم تصل الى مستوى ان تكون موضوعية في طرحها للمشكلة السكانية ، بل كانت فكرة لتبرير بعض الأجراءات غير الأنسانية لمعالجة تلك المشكلة السكانية ، وحتى في فترة ظهور هذه النظرية ــ مع انه هناك مشكلة سكانية ــ الا ان اسبابها كانت تتعلق بألوضع السياسي و الأجتماعي و الأقتصادي للمجتمع البشري حينها و المتمثل بعدم توفر العدالة الأجتماعية في توزيع الثروات الطبيعية بين البشر بشكل عادل يعطي للأنسان حقه في الحياة من خلال حصوله على ما يسد حاجاته ككائن حي له حق فيما خلق الله تعالى له من اقوات ، وهي شرط الحياة كما جاء في القرأن الكريم من سورة فصلت ألأية ( 10 ) (( و جعل فيها رواسي من فوقها و بارك فيها و قدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ))
..............................................................................................................................
أنتهى



#سلمان_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض وسائل و ادوات البحث الأجتماعي عند ( علي الوردي )
- ثورة ( الحسين ) أيقونة ألتأريخ
- علم النفس و مرض السرطان او (( تجربتي مع السرطان ))
- قد تكون السياسة مرتعآ للفاسدين .
- القيمة الذاتية و الموضوعية (( للعمل ))
- (( وقفة في الذاكرة ))
- ( تكلم لأراك )
- ( لو كنت مكانه لأصبحت مثله )
- الانسان ( حيوان اجتماعي بألطبع )
- العراق و خارطته السياسية و احتمالات التغيير
- ( ساعات نصف نهار ) من يوم هزت العالم
- ( الشخصية التآريخية ) و مدى آنصاف ألتأريخ لها
- مفهوم ( الخدمة الجهادية ) و قانون التقاعد الجديد
- ( الحياة ) هي الاصل
- هل كان ( علي بن ابي طالب ) أشتراكيآ
- مطالعات في كتاب (( فلسفتنا )) للشهيد / محمد باقرألصدر : ألقس ...
- (( ألتوقف عن ألكتابة )) ألأسباب و ألنتائج :
- مطالعات في كتاب (( فلسفتنا )) للشهيد : محمد باقر الصدر / الق ...
- مطالعات في كتاب (( فلسفتنا )) للشهيد / محمد باقر الصدر القس ...
- مطالعات في كتاب (( فلسفتنا )) للشهيد محمد باقر الصدر


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلمان مجيد - (( مالتوس )) ونظريته العرجاء .