جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4645 - 2014 / 11 / 27 - 10:56
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
ثرثرة فعل القول
المشكلة مع فعل القول: من الثرثرات اللغوية هي الفعل (قال) من الثلاثي (قول) لانه يرتبط دائما بالبشر. رغم مركزية افعال القول في اللغات فان فعل (القول) في العربية من الافعال غير الصحيحة صعب التصريف (الفعل الاجوف) تطرأ عليه اختصارات و لكن و لربما هذا هو سبب نسبة تردده العالية و معانيه و اشتقاقاته الكثيرة التي تجعله في حاجة الى الاختصار و السرعة كما نرى ايضا في قصر الانجليزية say. يستعمل فعل القول يوميا و بكثرة لانه من افعال القول و ليس الكتابة.
ان ما يسمى بالاسناد في الحديث او السلسلة الطويلة من البشر لا يمكن ان تضمن صحة النقل لعدم دقتها و قصر الذاكرة البشرية لذا فهي تناقض فكرة الاسناد نفسها و تحولها الى مهزلة. رغم ان القرآن يرفض اللغوة قطعيا في عدد من الايات (قارن سورة الغاشية: لاتسمع فيها لاغية) فهو يقع بنفسه في حفرة الثرثرة و اللغوة و يظهر كريما جدا في استعمال هذا الفعل اللغوي مرات عديدة رغم ملل الاعادة قال و قال قال.. يقع اللغوي العربي في دكتاتورية (قل لا تقل) لان اللغة ديموقراطية بطبيعتها و قواعدها ديناميكية لا يمكن ان تملى من قبل رجل او مجموعة من الرجال لانها تتعرض للتغير باستمرار كالكائنات الحية و الا لاصبحت ميتة جامدة كاللاتينية لا تصلح الا للنصوص القديمة.
نعم (قال) هو من الافعال الشفوية verbal يحمل في طياته الثرثرة اللغويةverbosity . قد يشير (قال) الى رواية او سرد القصص و الحكايات و الذكر و تاليف الشعر او المحاضرة و القيل و القال و المقال و جميعها تمتاز بشفويتها. يبدأ هذا الفعل المركزي بالقاف التي هي من الحروف الحنجرية الصعبة لذا تحولها المصرية و اللبنانية الى الهمزة و العراقية الى g و قال ايضا من افعال الغيبة و النميمة و الاشاعة و الكذب في حياة البشر(قال عليه اي كذب).
رغم ذلك يمكن ان يكون القول رمزا (قالت العينان و قال بيده و رأسه و برجله و بثوبه اي رفع ثوبه او قال بالماء على يده اي سكب الماء)- قال شعرا او اقتال عليه اي حكم عليه ليتقرب هنا الى القتل و القَوال هو المتمكن من الكلام. المقولات العشر هي الجوهر و الكم و الكيف و الاضافة و المتى و الاين و الملك و الفعل و الانفعال و جميعها استفسارات يومية شفوية لغوية.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟