أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الجليلي - الشيوخ...19














المزيد.....

الشيوخ...19


طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)


الحوار المتمدن-العدد: 4644 - 2014 / 11 / 26 - 13:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشيوخ ...19

انتشر خبر تواجد المفتش في اليشان كالنار في بيدر القمح .. صعقت النساء وامسكن قلوبهن خوفا على أبنائهن .. ترك الرجال مساحيهم وجاءوا راكضين الى المدرسة وهم يسألون بعظهم عن هذا الزائر الغريب .. قال بعضهم ان (المفتش) سوف يوصي بغلق المدرسة تحت ضغط شيخ العشيرة المجاور والذي سبق وان قال رافضا إنشاؤها في دبرته ( ومن يزرع ارضي اذا تعلم الناس القراءة والكتابة !!) ..ثجيل، الشيخ الشاب وحده من كان رد فعله هادئا وهو يوصي عبدهم بأن يذبح خروفا ويهيء الغداء لهذا الضيف ..!! كان الخوف من المفتش قد اصاب الجميع وراحوا يحاولوا الحصول على خبر من داخل المدرسة عما يجري هناك .. كان علي اليوسف يخرج اليهم بين الحين والآخر ويطلعهم عما يجري هناك ... كان الأطفال هم اكثر من نال منهم الخوف والرعب من مجيء المفتش !! لقد تعودوا ان لا تخيفهم أصوات الثعالب وهي تعوي ليلا مثل ما يخيفهم الشرطي حين يشاهدونه راكبا حصانه وهو يقترب من ايشان اشويهر الذي لا يبعد كثيرا عن ايشانهم .. مجرد ان تقع عليه اعينهم من على الكعم ، يبدأوا بالصراخ بأعلى صوتهم : واوي .. واوي ..واوي ..!! ما أن يسمع الآخرون في القرية حتى يعم القرية ترديد ذلك النشيد : واوي.. واوي !! يأخذ الكثير من الرجال بالهروب من القرية مسرعين وهم يتخذون من اكتاف الأنهار مسلكا لهم وهم يحنون اجسادهم لألا يلاحظهم احد !!.. معظم الذين يتوارون كانوا يحملون بنادقهم ومسدساتهم وقد لفوها بقطع من القماش او عبائات الصوف ..!! تعود الأطفال على إطلاق تلك الصيحات البريئة والتي لا تخلوا من مشاعر الخوف حين يلوح لهم الشرطي !!حين يعتلي بحصانه الموتور قفا اليشان يبدأ باستعمال سوطه مهددا به الأطفال الذين ما انفكوا يتبعونه وهم يرددون صيحتهم ؛ واوي..واوي ... سوف يعرفون متأخرين وحين تنمو شواربهم بأنهم كانوا يدقون جرس الانذار لرجال القرية بمجيء شرطي الى القرية .. سوف يلحق الكبار ، خوفا من سطوة القانون، بإخفاء أسلحتهم الغير مرخصة ، وسوف يهرب من كان مطلوبا للخدمة العسكرية، والهارب منها ، وسيخفي نفسه من كان مطلوبا لبائع السكر والتبغ والشاي في المدينة ...!!
ذلك الواوي كان شرطيا !! اما المفتش هذا فقد كان لغزا ومصدر خوف وترقب .. انه الحكومة بل المملكة كما وصفه احميد الجايد ..!!! دب الخوف في نفوسهم على معلمهم استاذ مظلوم حين ادعى كاظم الكدم بان المفتش سوف يأمر بنقله الى مدرسة اخرى ...!! شاهدوه وهو يصطحب مظلوم خارجا من صريفة الادارة ويدخل الى الصف ..
كان من سوء حظ استاذ مظلوم هو قيام المفتش بسؤال احد الطلاب .. كان ذلك الطالب يتأتئ في كلامه !! لكنه كان ذكيا جدا ..!! استطاع باجاباته على أسئلة المفتش ان يذيب ذلك الانزعاج الذي اصابه وهو يكاد ان يختنق من تأتأته .. غادر الصف واتجه الى حديقة المدرسة !! كان استاذ مظلوم قد اهتم بإنشاء الحديقة منذ الأيام الاولى التي وصل بها الى اليشان .. راح يخطط بيده خارطتها ، استعمل عمودا ..مده على الارض .. اتخذ من طرفه محورا للدوران وراح يدوره ليرسم دائرة ... أحاطها بمربع متساوي الأضلاع بهد ان امر بحفر الارض وتسوية سطحها .. قام ورجال القرية بنقل قطع الثيل من ارض الشاطي وزرعها ثم نثر بذور الورد في الدائرة الوسطية .. للمرة الاولى تفتح ورد اصفر وابيض في ارض اليشان الجرداء!! لكن الأنهار تجف في الصيف ويلجأ السكان الى حفر الآبار في قعر الأنهر بحثا عن الماء .. يذبل العشب ثم تتحول معالم الحديقة بمرور الصيف الى اطلال ! وقف المفتش على حافة الحديقة التي كانت تقع خلف المدرسة وأرضها كانت دون مستوى ارضها راح يتطلع اليها بعينيه اللتين كانت تغطيها نظارة سوداء .. صدر من خلف تلة ترابية في أقصى الحديقة : كوكو ..كو ... كوكو كو.. أردف مصدر الصوت .. يا كوكتي .. وين اختي !!! انطلقت من خلف المفتش ضحكات مكتومة .. التفت المفتش الى المدير وشيخ ثجيل مستفهما .. اجاب على تساؤله رجل قصير القامة وكرشه يتقدمه وهو يضحك ساخرا.. كانت لحيته البيضاء تهتز مع قهقهته .. قال الزاير اكريم الناصر .. عفوا إستاد ! هذا صوت الحمائم وهي تغرد من أعالي أشجار الحديقة الغناء.. كان يشير الى تلك التلة التي كان يختفي خلفها ...!! ضحك الجميع ثم قام الشيخ ثجيل بدعوة الجميع لتناول طعام الغداء في مضيف الشيوخ ...

يتبع



#طالب_الجليلي (هاشتاغ)       Talib_Al_Jalely#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا شاعرنا الكبير ..شاكَر السماوي
- الشيوخ ..17
- الشيوخ..18
- الشيوخ ..14
- الشيوخ ..15
- قوس قزح
- وطني...العراق
- رثاء ...
- الشيوخ ..12
- همس العشب
- باب الطلسم
- تداعيات متأخره...
- حلم يقظه ...
- شكوى...
- رساله...
- حيرة محب
- كاشف الغطاء...!!!
- سفيرة العراق
- حيره..
- يا سامعين الصوت ...


المزيد.....




- أسقطه عن اللوح ونهش ذراعه.. شاهد ما حدث لراكب أمواج هاجمه قر ...
- تأثير غير متوقع من -ميلتون-.. طفلان يعثران على طيور مدفونة ح ...
- مفتي عُمان ينعى يحيى السنوار: لحق بأسلافه -المجاهدين-
- المخابرات الكورية الجنوبية: بيونغيانغ ترسل قوات لمساندة روسي ...
- ميلوني من بيروت: استهداف اليونيفيل -غير مقبول-
- مصير حماس بعد -ضربة- مقتل السنوار.. وهل تتوقف الحرب في غزة؟ ...
- برلمان ألمانيا يقر حزمة أمنية جديدة ومجلس الولايات يرفض جزءا ...
- مصر تحذر من استدراج المنطقة لحرب واسعة تداعياتها بالغة الخطو ...
- لبنان يستدعي سفير إيران في بيروت بعد تصريحات قاليباف في -لحظ ...
- لافروف يوجه رسالة لإسرائيل عن لجوئها للاغتيالات السياسية وضر ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الجليلي - الشيوخ...19