نهاية النفق ، أفق اللعبة القادمة في تونس

بسام الرياحي

الحوار المتمدن-العدد: 4643 - 2014 / 11 / 25 - 00:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أنزل الستار أخيرا على فصل مهم من تاريخ تونس الحديث الدور الأول من الإنتخابات الرئاسية ، بغض النظر عن الأسماء هناك الآن منظومتين مختلفتين ومحاور دفع متصارعة ومتضادة . الشعب التونسي راكم على الفترة السابقة ، هناك فشل لإستحقاقات جدية تم تغييبها من الثلاثي الحاكم المنحل جماهيريا .تصدعت الكتلة الإخوانية بعد ذاك الزخم الذي بدأت به منذ بدايتها لتركيز هياكل الحكم والمسك بمفاصل الدولة ، أوقعت الثورة المضادة التي تعبر بالضرورة عن مصالح طبقة طفيلية برجوازية لديها مصالح في قهر الجماهير والشعب المسحوق منذ خمسين عاما من الحكم الفردي ،"الجماعة" في فخ العنف وأرجعتها إلى خطيتها الفوضوية عن طريق التنظيم الميلشياتي والتعنيف وضخت جحافل المشائخ التي حاولت قصع الجسم الحضاري والثقافي والهيكل الإجتماعي وإدخاله في متاهات التغريب هذا من ناحية ...من ناحية أخرى قادت المنظومة القديمة فزاعتها القاتلة والحاسمة التي إعتمدت فيها على إرهاب المجتمع بخلق فكرة الإرهاب والسماح بتسربها ماديا ومعنويا ، خدمت هذه المقاربة مع ضعف قدرات القوات المسلحة وقلة خبراتها وتصدع آلتها النارية وعقم ناصيتها هذا الخيار .كان الخيار هرسلة متواصلة للذهن العامي إعلاميا مع شضف العيش الذي غدى عنصر إنتخابوي حاسم .فسح هذا المجال لتكلس وتصلب أجنحة الإخوان وصراع داخل الجماعة التي إنهكها وسائط المنظومة القديمة النافذة رغم سعيها لمهادنتها ... الآن نحن إزاء محاور صراع لها علاقة بحالة التشكل السياسي الجديد ، أولا من لديه مصالح أن لا تصلهم عدوى الحراك الجماهيري من الأنظمة الرجعية للبترو دولار وبخلفات التعاون الخليجي ، ثانيا المدّ الذي تقوده غرفة عمليات الإخوان من الدوحة لتؤكد صحة الخيار وإرباك المملكة الوهابية الصمام التقليدي لعلاقة المنطقة إقتصاديا وسياسيا بالإمبرياليين ، ثالثا الإمبرياليين المتابعين بوسائطهم الفاعلة والكاسحة وبأجهزة القطف الإستعلاماتي الشامل ... هذا كله يهدد شعبنا الكادح وخياره النبيل للحرية والكرامة والمساواة الإجتماعية بعيدا عن إمتهان البرجوازية الصدئة والمتكائلة وقوى الكمبرادور العميلة وفك الإمبرياليين وشراهتهم .

#بسام_الرياحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات