أمير الجهات الاربع

شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 4641 - 2014 / 11 / 23 - 17:27
المحور: الادب والفن
    

أمير الجهات الأربع{ (أمير الجهات الأربع)
تنثر الريح هذا الهباب الذي يحتوي
رماداً لغليون جدّي
كان تنباكه عطر الرائحة
منذ تلك الليالي الخوالي
إلى البارحة
كان يغش المدينة موج الدخان
ولوعة سيّدتي النائحة
على جدر الأبجديّ
عويلاً , سبايا...
(1)
همج بدويّون من دونما شارحة...
يخلطون الرماد
بدم الأبرياء
وبالمدية الجارحه
تحت صوت النواقيس, صوت المؤذن
و شمس الحضارة, والانفتاح
لقد اُثخنت أمّنا بالجراح
حين جاء المريب...
يسمل العين, يبقر كل بطون الحوامل
صار يبذر في الأرض جيل السفاح
بجهاد النكاح
(2)
كان يمشي على الحبل في السيرك
يقفز من مسرح
إلى مسرح
فوق تلك الجراح
(3)
متى ترسم الشارحة إ؟
ويشير لها السهم
بالإدانة والطعنة الفاضحة
ويستخرج الماء من عينكَ المالحة
قبل أن تصهل المهرة الجامحة...
(4)
وبنت القبيلة كانت تباهي
بما ملكت من ضفائر
تقيّد (شمشون...) فوق السرير...
... ... ...
وتنفخ بوق النذير
في الخورنق أو في السدير
قبل أن تلقي جلمودها
علينا الدواهي.
في الزمان الخطير
(5)
كقطعان غزلان يقطعن عرض وطول القصور
قيان الخليفة
وجواري الأمير
كالفراشات ينثرن أزهارهنّ
ويخطرن فوق الرواق ...
بريش الطيور , وخفق الحرير
(وبارون) بغداد , بارون كل العراق الخطير
كان يجلس فوق السرير
ويرصد في عينه المالحه
(عنيزة) في منهل من عبير
تعوم مع السمك المستفز
على ما يضم السرير...
من أجندة جنسيّة في الزمان الخطير
ومن حوله مثل كل النواعير كانت تدور
عيون النمور...
(6(
في الحديقة أشرس ما في الضواري النمور
من عصور العصور
معلّقة في السقيفة)
عهود قريش التي أفزعتها السور...
كانت الأرضة الصفر
بل كانت الأرضة القهر
لتأتي قريش بكهّانها
وبالشعراء الغلاة , بتجّارها
بالعتاة ... وغطرسة القائمين على السيف , والسوط...,
كانت نبال الوعيد...
نباتاً يخضّر فوق جلود العبيد
ولكنّ نجماً تجلّى
بعرض السماء
هي الأرض جدباء ما من مطر
تجوب الجزيرة كل القوافل محفوظة
بعين (هبل)
وكم من قتيل قُتل؟
فدى ً لمناة
وأجمل ما في الحياة إإ؟
سادة وعبيد...
(7)
نشيد هي البادية
قوافل ذاهبة في الشتاء
وفي الصيف عائدة
وتحت السماء اختفى كل نسر يجول
وما من خطر...
فلا نبت , لا عشب غير الحجر
كم هزيعاً من الليل : تطوى العصور:؟
والليالي الحزينة يا شهرزاد
بواكير أزمنة , وخرائط
وأجندات تحوي الجزيرة ...
منذ قحطان , عدنان, منذ عصور
كان للات شمع , عطور , بخور
ليوم الحجيج النذور
كيف تبلى ؟
على كلّ ما وثّقته القبائل
جميع السطور
سوى (بسمك اللهم)
في الرمل , في البحر,
لا شيء غير هبل
وخشوع جبابرة لقريش
وحمّالة الحطب
مجسّدة بين بغض محمّدع
وحب أبي لهب
كانت الأرض مبسوطة
كلوح الزجاج
سمك كان يبحر
في ضمير الكهانة
كان يرصد
مسار النجوم (سطيح...)
ومن يتبحّر غير سطيح؟
ومن يضربون القداح...؟
وهذي الجزيرة تنجم عنها (سجاح)
وسفاح الأمير السفاح
كان من صلب نمرود أم من جهاد النكاح؟
(9)
حزينة يا شهرزاد الليالي
تحت كرسي الأمارة أم في الممر الزجاجي ؟
غابة أورقت بالأحاجي... إإ؟
منذ أن غرقت سفن الأبنوس
مطعمة بنجوم من العاج مكتظّة
بقصائد شعر (تأبّط شرّاً)
(10)
السماوات مربدّة ليس من نافذة
لخيوط الصباح
وهذي العصافير تُكبتُ أصواتها في القفص
و الخنازير تعبث في المزرعة...
من يجافي الأمير
يشدّ إلى المقرعة
وأفئدة الشعراء
تمدّ الشباك لتصطاد ما يمنح الشعراء
لقد ذاب كلّ المديح
بإناء الهجاء
كما مرّ فينا (الفرزدق)
وكأس (جرير) المعتّق
وجند الأمير
كانوا يصغون في السّر
يلتقطون حجار الأبابيل يلقونها
في كنائسنا وجوامعنا والشوارع
وفيي مجلس الفقهاء إإ؟
تنحنح : بسمل , حوقل , قال الأمير...
ألا لعنة الله ما مرّ ليل ...
وجاء نهار...
على الشعر والشعراء
وأحفاد أحفادهم
فردّد من كان في مجلس البلهاء
كما تنشد الببغاء
وقد كان ما كان يا سادتي
(قص خون) العراق...الذي يوم ولّى
قص خون الزمان الذي جاءنا ...
بكل الفنون
ليكمل ما ضمّ من مفردات الجنون
تحت بدر دمشق
وشمسك بغداد رأس البلاء
وخارق ناموس ما بشّرت
به الأنبياء
ومنتهك العرض تحت السماء
... ... ... ... ... ...
شعوب محمود علي
2014/11/ 23الاحد













تبارك جبهته بالتعاويذ والأدعية
(8)

#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات