محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 4641 - 2014 / 11 / 23 - 00:56
المحور:
الادب والفن
الدمع في زمن القتل والصمت والإغتراب
في أصيل هذا اليوم .. الأصيل الهارب من وحشة النهارات القاتمة ،والليالي التي لا تنيرحلكتها حتى شمعة تنوس في ركن غفا عليه الزمن.. جالت في عيني دموع ما لبثت أن انهمرت على وجنتي بغزارة ، وصوت شاب مبدع يترنم بقد حلبي تكسرت على تموجات أوتار شدوه الأغنية الحلبية " ابعث لي جواب وطمني " في برنامج ( أرب آيدول ) لينقلني إلى حارات حلب بكمال بهائها ، وجمال مطاعمها ،وطيب طعامها ..وكرم أهلها.. وإلى أزقة دمشق المتكئة على أكتاف بعضها ...المستلقية في أحضان قاسيون .. أطلقت العنان لدموعي لتغسل عيني من وجع السنين ، ومخيلتي تجوب فضاء العواصم ،من بغداد إلى القاهرة ، ومن الجزائر إلى تونس وطرابلس والخرطوم ,, وصوت يهتف في دخيلتي ( ابك أيها العجوز ، لم يبق لك إلا البكاء في زمن القتل والصمت والإغتراب، ابك فلن تنزل معجزة من السماء لترمم شروخ نفسك المحطمة ، فلم يعد هناك زمن للمعجزات ، ابك وأرق الدمع فلعل في الدمع عزاء .. فالغابر كان حلما جميلا لا ينبئ بكوابيس الجثث الممزقة القادمة .)
(عدنا إلى ما قبل الصفر أيها العجوز ، حتى إلى ما قبل زمن المستعمر .. المستعمر ؟! أيه المستعمر ؟! لعلك تريد أن تتحسر على زمن المستعمر ؟ لعلك تريد أن تقول طعنة المستعمر طعنة أما طعنة القريب فبمئة ؟!! طعنة المستعمر يمكن الشفاء منها ، أما طعنة القريب فماحقة ! أو لعلك تريد أن تقول أنك كنت تحيا في كذبة كبيرة .لالا .. كنت تحيا في وهم الحرية
والإستقلال والتحرر ، ولن أقول الديمقراطية لأنك تدرك أن أوطانك لم تعشها يوما في مدن الصحاري القاحلة ؟! ( مدن الملح )
( يا هاتفي أرجوك ..اتركني .. دعني أتمتع بالأغنية وطعم دموعي ، وأنشد مع المغني " ابعث لي جواب وطمني .. ولو أنه عتاب ما تحرمني ... مش قادر أقول انته الجاني .. حصبر على طول على أحزاني "
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟