سوسن مجمدعلي
الحوار المتمدن-العدد: 4640 - 2014 / 11 / 22 - 10:30
المحور:
الادب والفن
ماذا ينتظرون
شاهدت قبل أيام تسجيل غنائي لمغنية عراقية شابة تغني للجيش العراقي والقوات المسلحة بالزي العسكري وقرأت التعليقات المرافقة للشريط وأغلبها نقد وأستهزاء وسخرية بها من باب (رحم الله الفن الراقي,الرحمة بالموسيقى ..ضاع الذوق العريق ) تذكرت ساعتها بعض فنانينا العراقيين ممن نعتبرهم قمم فنية ونقدر أعمالهم وذوقهم وتاريخهم الفني,اللذين يجولون في عواصم الدنيا يقيمون الحفلات ويبسمون للكاميرات وكأن شيئا لم يكن وكل هذا الذي جرى على العراق لم يحركهم أو يدفعهم لعمل أو تصريح أو زيارة مساندة أو تأييد للشعب المسكين الذي مازال رغم كل شئ يجد لهم الأعذار ويدخر من قوته ليشتري أشرطتهم ويصفق لهم .
ماذا ينتظرون ..مدن أحتلت ونساء سبايا ومهجرين من كل الطوائف والأديان.جوامع تتفجر وكنائس تهدم وتاريخ يختفي بلمح البصر.
هل يذكرون مواقف الفنانين الأمريكان من جيوشهم وهي تدخل العراق غازية أو محررة ؟هل شاهدوا ماذا فعل الفنانون المصريون حيال ثورتهم ومواقفهم في ميدان التحريروالأهم من ذلك كيف حاسبهم الأعلام بعد الثورة.من حظر للميدان ومن أختبئ أوسافر.وأخيرا يخرج علينا الفنان الشعبي شعبان بأغنية تعري الأرهاب بأسلوب بسيط وقريب للمواطن المصري .
هل ينتظرون أن ترحل العاصفة ويصفو الجو ليذكروا العراق فلا يحسبون عندها على جهة على حساب أخرى,سيكون الوقت حينها قد فات ولن يجدي لا شعرهم ولا الحانهم شيئ .
أتمنى أن ياتي اليوم الذي نحاسب فيه قممنا الفنية على مواقفها..وحتى ذلك الوقت الذي لن يكون بعيد سأتوقف عن سماعهم وسأشتري شريط هذه المغنية الشابة .
#سوسن_مجمدعلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟