أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلمان مجيد - بعض وسائل و ادوات البحث الأجتماعي عند ( علي الوردي )














المزيد.....

بعض وسائل و ادوات البحث الأجتماعي عند ( علي الوردي )


سلمان مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 4640 - 2014 / 11 / 21 - 20:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هناك فرق بين العلوم من حيث كونها علومآ صرفة او أن تكون علومآ أنسانية أو اجتماعية خاصة فيما يتعلق بأدوات و وسائل البحث ، فألأولى : أي العلوم الصرفة تتيح للباحث التحلي بألموضوعية و الحيادية في كل أثرها في نتائج البحث ، وهذا لايتوفر للعلوم الأجماعية بذات التأثير على نتائج بحوثها ، الا ان هذا لايعني ان العلوم الأجتماعية لا تمتلك ادواتها التي توفر للباحث الموضوعية و الحيادية ،فقد حققت بعض من هذه العلوم تقدمآ في استخدام ادوات بحثية حققت لها تلك الموضوعية والحيادية ، حيث استعارت بعض من هذه العلوم ذات الأدوات العلمية او قريبة منها للعلوم الصرفة ، و اقرب مثالآ لذلك علم النفس و علم الأنسان ( الأنثربولجي ) و كذلك علم الجغرافية و علم الأثار الى غير ذلك ، الا ان الأدوات التقليدية تبقى الأهم في الوصول الى طبيعة الموضوع الأجتماعي الذي يراد دراسته و الوصول الى عوامله و نتائجه ، ومن تلك الأدوات و الوسائل الملاحظة المباشرة من خلال المشاركة في الفعل الأجتماعي او الموضوع الأجتماعي ، و من نتائج تلك الملاحظة او المشاركة هو التعرف على الأمثال الشعبية و الحكايات التي تلعب دورآ في تكثيف الحالة الأجتماعية و اختصارها لكي تكون قابلة للأنتقال من جيل لأخر ، بأعتبارها تجربة حياتية لهذه الأجيال و ألأستفادة منها ، أما بألنسبة للباحث فأنها تتيح له التعرف على طبيعة الحالة الأجتماعية من حيث أسبابها و نتائجها ، وأن الأمثلة الشعبية أحيانآ لا تكون واضحة او مباشرة فبنائها اللغوي يتميز بأستخدام الأستعارات اللغوية التي تمكن النص ان يكون مختصرآ و ذات تعابير سهلة في تناقلها بين الناس ، و دائمآ ما تتميز تلك التعبيرات اللغوية بألأثارة المتمثلة بألأيحاءات الحسية ، و الملاحظ ان لكل مرحلة من مراحل تطور المجتمعات امثلتها الشعبية الخاصة بها ،الا ا ن سرعة هذه التحولات الأجتماعية المعاصرة عملت على قلة الحاجة الى الأمثلة الشعبية ، وذلك أولأ : لسرعة التحولات او التغيرات الأجتماعية و ثانيآ :الى امكانية الأحاطة بألموضوع الأجتماعي بكل جوانبه و بصورة مباشرة من خلال وسائل الأتصال الحديثة ، وهذا مما لم يعاصره ( علي الوردي ) على اقل تقدير في مجتمعنا العراقي و حتى المجتمع العربي ، لذلك كان الوردي يستخدم الوسائل و الأدوات التقليدية في بحوثه الأجتماعية ، وذلك في سبيل الوصول الى طبيعة الظاهرة الأجتماعية ، فقد عرف عنه أنه كان يرتاد المجالس الشعبية كألمقاهي و الجلوس الى كبار السن يتجاذب معهم أطراف الحديث دون ان يدركوا غرضه من ذلك ، و ان ادركوا ذلك فأنهم يعيبون عليه هذا الذي ادركوه ، بأعتبار ان العلم و المعرفة مكانها صفحات الكتب و زوايا المكتبات لا مجالس المقاهي ، وهذا صحيح ان كان الأمر يتعلق بمواضيع غير مواضيع علم الأجتماع ، لذلك كان يجادل حتى البعض من الأكاديمين الذين عارضوا اسلوبه هذا ، فكانت هناك مجادلات بينه و بينهم على صفحات الجرائد و من خلال اصدار الكتب التي كانوا يردون بها عليه و يرد عليهم ، حتى وصل الأمر الى اللغة و ادابها ، و كمثال على ذلك كتابه ( اسطورة الأدب الرفيع ) ، و من المصادر التي كان يستقي منها معلوماته الأجتماعية أضافة الى المقاهي و المجالس الشعبية اماكن خاصة اثارت حوله الكثير من الأعتراضات الشعبية و كذلك الى بعض عناصر النخبة الفكرية و الثقافية ، كذلك كان يعتمد على الحكايات و الأمثلة الشعبية التي ترد في التقارير و البحوث التي كان يكلف طلابه بكتابتها ، و كان حريصآ على ان تكون تلك التقارير عن المناطق الشعبية و القرى و الحكايات و الأمثلة الشعبية المتداولة بين سكان تلك المناطق ، و كان الوردي يحتفظ بتلك التقارير ولا يعيدها الى معديها ، ومن اهم مصادر دراساته الأجتماعية اتخذ ( الوردي ) التأريخ لكي يعيد قراءته حسب المنهج الأجتماعي مقتفيآ في ذلك مثله الأعلى في ذلك الا وهو ( ابن خلدون ) ، حتى ان بحثه للدكتورا التي حصل عليها من امريكا هو موضوعة ابن خلدون التي من اهمها ( المقدمة ) فقد عمل على ذات المنهج في ان تكون له ( مقدمة ) تمثلت بكتابه ( دراسة في طبيعة المجتمع العراقي ) و التي اعقبته اجزاء اخرى تحت عنوان (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق ) أراد بها ان يغطي التاريخ الأجتماعي للمجتمع العراقي من منظور اجتماعي حديث ، ويقال ان له عدة كتب مخطوطة تتعلق بألأحاث الأجتماعية و السياسية التي عاصرها ابان حكم النظام السابق ، و لحساسية موقفه من ذلك النظام فلم يصدر هذه الكتب ، و لم يتبين شئ عن تلك الكتابات ليومنا هذا، اذن كان ( الوردي ) نموذجآ للكاتب و المفكر الذي احاط بماضي و حاضر و حتى مستقبل مجتمعه ، لذلك سيبقى مثالآ للأنسان الذي ادى دوره في الحياة من اجل بناء مجتمعه نحو الأفضل .
انتهى



#سلمان_مجيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة ( الحسين ) أيقونة ألتأريخ
- علم النفس و مرض السرطان او (( تجربتي مع السرطان ))
- قد تكون السياسة مرتعآ للفاسدين .
- القيمة الذاتية و الموضوعية (( للعمل ))
- (( وقفة في الذاكرة ))
- ( تكلم لأراك )
- ( لو كنت مكانه لأصبحت مثله )
- الانسان ( حيوان اجتماعي بألطبع )
- العراق و خارطته السياسية و احتمالات التغيير
- ( ساعات نصف نهار ) من يوم هزت العالم
- ( الشخصية التآريخية ) و مدى آنصاف ألتأريخ لها
- مفهوم ( الخدمة الجهادية ) و قانون التقاعد الجديد
- ( الحياة ) هي الاصل
- هل كان ( علي بن ابي طالب ) أشتراكيآ
- مطالعات في كتاب (( فلسفتنا )) للشهيد / محمد باقرألصدر : ألقس ...
- (( ألتوقف عن ألكتابة )) ألأسباب و ألنتائج :
- مطالعات في كتاب (( فلسفتنا )) للشهيد : محمد باقر الصدر / الق ...
- مطالعات في كتاب (( فلسفتنا )) للشهيد / محمد باقر الصدر القس ...
- مطالعات في كتاب (( فلسفتنا )) للشهيد محمد باقر الصدر
- السياحة و السواح


المزيد.....




- الجيش الفرنسي يعلن تدمير مسيرة في البحر الأحمر
- أوربان: الغرب خسر الحرب بالوكالة في أوكرانيا
- محللون: موقف حماس الجديد يضع نتنياهو في مأزق سياسي
- 17 قتيلا وعشرات المصابين بقصف أميركي لميناء رأس عيسى في اليم ...
- موقع -السوداني-: إعفاء وزير الخارجية علي يوسف الشريف من منصب ...
- هل يمكن أن تحسّن دراسات النوم جودة نومنا بشكل أفضل؟
- Honor تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات الجيل الخامس
- نيبينزيا: القوات الروسية في سوريا ما تزال في مواقعها وموسكو ...
- الهلال الأحمر اليمني يعلن مقتل 17 وإصابة العشرات في قصف أمري ...
- نيبينزيا: هدنة الطاقة في أوكرانيا ليست واقعية بسبب عدم التزا ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلمان مجيد - بعض وسائل و ادوات البحث الأجتماعي عند ( علي الوردي )