نقوس المهدي
الحوار المتمدن-العدد: 1302 - 2005 / 8 / 30 - 06:58
المحور:
الادب والفن
الى الولد العاقل زكريا تامر
1- إعدام العاشق
حين قتله العبيد كانت هموم الشعب وأمراضه وفقره قد قتلته قبل ذلك مرارا..وكانت سياط المعذب قد لونت جلده كالسجادة وكهرباء المحقق قد غزت جسده قبل أن تجد طريقها للدواوير والدروب المعتمة وخلقت بأعضائه ارتعاشة جعلت فصل الصيف اشد الفصول برودة... بالليل حفر بأظافره قبرا..وارى عليه الثرى فطلع نخلة شقت سقف الغرفة طولا ..وانساب غديرا شق مبنى الزنزانة عرضا جرف في مجراه الهراوات والحثالة... لكن وحدهم الأطفال والعصافير والحمام ظلوا يؤمون المكان ليغنوا الماء والخضرة والذكر الحسن..
2- الكوابيس
أطل القمر من أعلى شرفة في السماء السابعة.. فبهره بريق المياه المنسابة كالفضة وأطربه نقيق الضفادع وخيل إليه أن آلاف المدى مشرعة في وجهه.. وان جيشا جرارا بكامل عدته يود اكتساحه..فولى الأدبار واحكم إغلاق أبواب غرفته..ساعتها توشحت السماء والجبال والسهول والبحار والحدائق بملاءة سوداء..وأضحى الظلام القاتم يسيطر بوقاحة على كل الجبهات... فبكى الأطفال خوفا من الكوابيس التي كانت تحدق بهم.. واستنجدوا بالبدر الذي طلع وقتها وجلا محمر العينين من فرط الحياء...
3- بغداد
حين خلق الرصاص والديناميت خلقت بغداد... وخلقت على إثرها الحروب والبنادق واليتم والجوع والدمار.. فاختنقت بغداد بروائح الرماد وفرقعة البارود. ... وكانت الحمائم تجوس خلال الفضاء تتفقد الحلم المشتهى وهامات النخيل التي داعبتها طائرات السلام.. .فسارع الاطفال لدفع الإخطبوط الذي تفرق يكل شرايين البلاد..
4- حميد سعيد.. من ديوان ( قراءة ثامنة )
( في العام القادم تحمل كل المدن العربية قتلاها..
وتبشر بالثورة.
وها أنذا أتقدم ذاك الحلم البري..
الساقط كالسيف على أعناق المحتضرين.
ألوح بالشعر..
لقد قام الشعر
وعمده العصر
وطهره من كبوات الشعراء المهزومين....)
نقوس المهدي
اليوسفية . المغرب
#نقوس_المهدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟