السلفيون فصل كوميدي ام تراجيديا ماساوية

محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4639 - 2014 / 11 / 20 - 19:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

.
كوميديا تصرفات من هم خارج اطار الزمن عندما يصطدمون بالواقع تحفل بها الاداب و الفنون القديمة والحديثة فالملابس التي وهبتها سامية جمال ( جني المصباح ) لفريد الاطرش و اسماعيل ياسين ( ملاُك المصباح ) أثارت الابتسام لانها تبعد بعشرات القرون عن مودة ملابس زمن الفيلم ، الجني الذى ذهب لمباراة كرة قدم مع ( مالكه ) فظن أن العشرين لاعبا يتشاجرون علي كرة واحدة فأرسل للملعب عشرون كرة أثارت الابتسام .. تصرفات عادل امام في فيلم عاد به من زمن المماليك ليحذر سكان القرن العشرين من هجوم الفرنجة في القرن السابع عشر، كذلك مسرحية اهلا يا بكوات أثارت الابتسام و الضحك في بعض الاحيان .
ملابس السلفيين و لحاهم و تصرفاتهم أمام الكاميرات و صياحهم و مخططاتهم الساذجة و أفكارهم التي تعود الي قرون شديدة البعد .. رغم انها مزعجة الا انها مسلية وطريفة لذلك جذبت مقدمي برامج التلفزيون والاذاعة ( اذا أخذناها بحسن النية ) و قدموهم كفقرة ترفيهية (قد تكون مدفوعة الأجر ) لنعجب نحن المشاهدون أن في القرن الحادى والعشرين لازال يعيش بيننا مثل هؤلاء الاشخاص المتحفيين .
وكما ينظر الطفل مندهشا ببراءة لخوف وابتسامة الكبار على تصرفاته الرعناء ، نجد أن السلفيين لديهم نفس رد الفعل عندما يسخر منهم معدى البرامج أو المحاورون والنقاد .. إندهاش من لا يفهم سبب انزعاج الآخر من تصرف يعتبره السلفي طبيعيا ولا يستدعى قلقا أو خوفا أوسخرية .
الطفل يصعب التكهن بما سيقوم بتخريبه لأنه يتم عشوائيا ، فأنت إذا أبعدته عن اللبن الذى يغلى فوق البوتاجاز ، وضع إصبعه فى مخرج الكهرباء ، وإذا أغلقت المخارج صعد الى حافة الشباك يتأمل من ينادى فى الشارع ، شغل التليفزيون .. أوقف التكييف .. غالب أخته ليحل محلها أمام الكمبيوتر رغم جهله باستخدامه .. الطفل يحتاج الى ما يشغل به وقته ويمتص طاقته حتى يتوقف عن الاضرار بنفسه والآخرين .. والسلفى أيضا لا يمكن التكهن بكارثته القادمة فقد يفجر نفسه بين آمنين لأن شيخه قال له أنه سيصعد الى حوريات الجنة فور تمزق جسده ، وقد يطلق النار على مجموعة من الأفراد لأنهم يعيشون بأسلوب مخالف لما يظنه مطابقا لتعاليم أميره ، وقد يفرض وصاية على ملابس وطعام وشراب الآخر مدعيا أنه يحارب الضلالة ، فى حين انه يدمر مصادر عمل آلاف من الذين يعيشون على تقديمها.
السلفى طفل فى ثقافته وفكره وردود أفعاله ونظرته الضيقة للأمور التى لا تحمل أى بدائل أو مرونة ، وهو لذلك يقدم كوميديا قد تؤدى الى الابتسام أو الضحك ، كما فى حالة السلفي الذى افتي بأن حل المشكلة الاقتصادية هو في غزو الاقطار المجاورة وسبي البشر وبيعهم في اسواق نخاسة عالمية نسدد بها الديون و نحل الازمة أو في مجموعة الأجولة السوداء التى تدعى انها نساء ناشطات سياسيا ثم تدعون الي حجز المراة في بيت الزوجية لا تغادره الا للمستشفي او القبر ، أو عندما يطالب عضو مجلس الشعب بتخفيض سن زواج الفتيات الى التاسعة بدلا من الثامنة عشر، أو يأمر زوج بعيد عن زوجته لأربعة سنين بأن يعترف ببنوة الطفل الذى ولدته زوجته في غيابة عندما يعود، وقمة الكوميديا عندما يجادل فى كروية الأرض أو فى دورانها حول نفسها مقابل الشمس .
تصرفات السلفيين ولبسهم الساعة فى الساعد الأيمن لأن الكفرة يلبسونها فى الأيسر، أو الذهاب الى مدارس الفنون وكلياتها وتكسير التماثيل ونقد تصوير العرايا أووعظهم للطلاب بأن الموسيقى والرسم والنحت حرام تجعل مواطنى القرن الحادى والعشرين ينفعلون ، ينزعجون ، ثم يبتسمون وقد يضحكون من هذه الحفرية التى تعيش بينهم.. أين قضى هؤلاء عمرهم !! أين تعلموا !! ماذا أكلوا !! من هم أصدقاءهم !! انهم خارج إطار الزمن ، كائنات تاريخية تحتاج الى دراسة مستفيضة من علماء الآثار والاجتماع وعلم النفس ، فقد تؤدى هذه الدراسات للتعرف على دوافع السلوك الانسانى البدائى فى فجر طفولته ، وكيف كان يفكر وكيف كانت ردود أفعاله .
ظلت المجتمعات التي إبتليت بسلفيين ناشطين .. تبتسم .. وتضحك .. وتتندر .. وتقلل من تأثيرهم علي تطور الاحداث حتي فوجئت بثلاثة مواقف متتالية .
فالسلفيين في مصر إستطاعوا أن يحصلوا علي مقاعد غير متوقعة في مجلس الشعب فتتحول عروض المسخرة من شاشات التلفزيون الي قاعات المجلس الموقر.. احدهم يقف ليؤذن .. والاخر يرفع يافطة اريد ان أذهب لدورة المياة و اخرين لا يقفون مع عزف السلام الجمهورى .. وأغلبهم يحصلون علي قروض من المجلس يمتنعون عن ردها و اخر يجرى عملية تجميل لانفة ثم يدعي انه تعرض للسرقة و اخذ ما إستدانة من خزينة المجلس .. و تبدأ العروض تأخذ مشاهد من افلام البورنو .. أحدهم مع بغي في تونس و الاخر علي الطريق السريع راكنا يداعب (المزة التلميذة ).. ثم تنشر لهم افلام بورنو فعلية وهم يمارسون حقهم مع ما ملكت أيمانهم .و تبدأ الضحكات تخفت و الابتسامات تختفي ويلاحظ الناس ان نغمات الاذان في القاهرة و الاقاليم تتغير و ان تسابيح العيد المصرية حل محلها اخرى سلفية .. وأنهم أصبحوا أكثر جراءة في تداول كل الاحاديث المسكوت عنها عن الرق و العبودية و تعدد الزوجات .. وتأديبهن بالضرب .. ومعادة الاقباط واليهود .. وعدم تهنئتهم باعيادهم .. ثم زادت العدوانية الي السطوعلي مساكنهم وطردهم منها وكنائسهم و محلاتهم وخطف النساء و الاطفال و طلب فدية ثم فرض الجزية .. ثم تكوين مجاميع البلطجية التي لا يردعها الا فتاوى اصحاب الطرح و اللحي غير المهذبة .
الحدث الثاني .. كانت مجاميع من الخارجين علي القانون متحالفين مع تيارات مختلفة من السلفية الجهادية التي إحتلت سيناء و فرضت عليها قانون الغاب .. ثم يتنبه المصريون للخطر عندما يتم إغتيال جنود صائمون لحظة أذان المغرب .. ثم جنود أنهوا خدمتهم العسكرية و عائدون للحياة المدنية .. ثم تتوالي الكوارث سلفي إبن وسخة يلقي اطفالا من فوق السطوح .. واخرون يهاجمون مراكز البوليس.. ثم يشعلون الحرب الجهادية ضد الشرطة و الجيش يغتالون من تصل اليه أيديهم .. ثم يعتصمون في رابعة و الاتحادية يغزون كل الاتجاهات المضادة لمصر حكومة وشعبا ويعلنون إمارة أسلامية في سيناء .
ويتحالفون مع قيادات حماس الاخوانجية لتظهر علي قياداتهم اثار نعمة الدولارات القادمة جميع الحاقدين علي مصر و صمودها بعد عاصفة 2011 التي اودت بمهابة الدولة واحرجت النظام و اخرجت كل نقاط ضعف المجتمع من البلطجية و اللصوص و المشعوذين وقراء الطالع و المتكسبون من الفتاوى و برامج الوعظ الخايبة التي تستنزف اموال البسطاء من المصدقين
الحدث الثالث .. عندما ظهر في مشهد الصراع السياسي في سوريا و العراق من إدعوا انهم من السلفيين و كونوا عصابات نهب لا تتوقف ينضم اليها مغامرون من المرتزقة من جميع انحاء العالم .. ثم ينشرون الرعب و الخوف أينما حلوا ..ذبح لعب الكرة برؤوس الضحايا إسترقاق المستضعفين .. الحض علي الدعارة الواسعه التي ينظمها قوادون ..يطلقون اللحي و نخاسون يمسكون بالسوط والسكين .. ثم وياللعار في القرن الحادى و العشرين يبايعون خليفة للمسلمين يفرض نفوذة و سلطاته علي مناطق واسعة في الشام و العراق .. للتتنبه امريكا و تقود العالم لضرب القوات العادية من عصابات داعش .
المشكلة أن العدوى تعدت المنطقة المنكوبة .. فلقد مد السرطان أيادية العادية الي ليبيا و لبنان .. و إتجة لمغارة الكنز في الخليج و السعودية .. و إنقلب السحر علي الساحر .. لتبدأ مرحلة التحالفات العربية .. لوقف خطر السلفية .
اليوم عندما نستمع الي التخاريف السلفية .. لا نيتسم .. ولا نضحك .. فهم يقطعون الرقاب .. ويجلدون الخطاة .. ويرجمون النساء .. و يقطعون الاعضاء من الجسد .. و يتكسبون عيشهم من الغزو و السرقة و الارهاب .. لقد اصبحوا واقعا يهدد .. و ديناصور خرج من كهفة ليدهس في طريقه كل اسباب التحضر .. مكونا مليشيات من كل الاعمار حتي الاطفال .
يوم 28 نوفمبر .. يهدد الديناصور مصر و المصريين .. سنحرق ..سندمر .. سنقتل .. سنزحف بشباب الاسلامجية من كل إتجاه لنسقط النظام الذى (يا دوبك شخط فينا ) بعد ما قتلنا شوية فس الشيخ زويد و شوية امام مينا دمياط .
اليوم علي جريدة إلكترونية مصرية كتبوا الاتي...((قال محمد الأباصيري، الداعية الإسلامي، إن جماعة أنصار السنة المحمدية تنقسم داخليًا إلى فريقين متخالفين القسم الأول ويترأسه الشيخ عبد الله شاكر الجنيدي، الرئيس العام للجماعة، ويتبعه كلً من الداعية محمد حسان، ومحمد يعقوب، والحويني، وسعيد عبد العظيم، ومصطفى العدوي، وجمال المراكبي، وأبو بكر الحنبلي، ووحيد بالي، هذا الفريق هو النواة الأولى للكيان الداعم للإخوان والمعروف بــ "مجلس شورى العلماء".مناهض تماما للدولة، موالي للجماعة الإرهابية ويحرض على الإرهاب والعنف والتخريب، ويدعي ذلك بـ "مظاهرات سلمية"، كما أنه يصدر البيان تلو الآخر يدعو فيه لعودة "مرسي"، مشيرًا إلى أن هذا القسم موافق لــ "الجبهة السلفية" في العقيدة التكفيرية، والمنهج الداعشي المتطرف حذو النعل بالنعل))
يا ناس إعرفوا أعداؤكم حسان و يعقوب و الحويني .. و كل من هو علي شاكلتهم . لا تتركونهم يستغلون السذج و المغرر بهم لتطبيق ما يدور بعقولهم من خبل باسم الدين .
______________________________

#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات