|
أنا - المفتش
جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4635 - 2014 / 11 / 16 - 22:18
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
البحث عن اصل الكلمات هو علم لمن لا يهتم بالاعتبارات القومية و الدينية بل بهوية الكلمة و كشف الحقيقة فقط مهما كان الاصل و حتى اذا اتت الكلمة من لغة العدو. يشبه عمل المختص اللغوي هنا عمل مفتش البوليس (شارلوك هولمز) الذي يحاول الكشف عن الجريمة بمختلف الوسائل الذكية او بالتي تبدو على السطح غير مهمة او الكشف عن الجرائم بطرق علم الفورينزك forensic science راجع: http://en.wikipedia.org/wiki/Forensic_science
اضافة الى الحفريات و طرق علم الاثار - اركيولوجيا .... لتعدد الطرق و الوسائل العلمية اليوم. رغم ان قصص شارلوك هولمز خيالية فانها اثرت كثيرا على تطوير علم الفورينزيك. لقد كان زوج كاتبة قصص الجرائم البريطانية المشهورة Agathe Christie الاخير عالم الاثار لذا قالت ان افضل زوج للمرأة هو عالم الاثار لان اهتمامه يزداد بها كلما كبرت بالعمر. http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AC%D8%A7%D8%AB%D8%A7_%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D9%8A
لقد اصبح اليوم ممكنا بتقدم العلم و فحص DNA و غيرها من الطرق العلمية الحديثة كشف الجرائم حتى بعد 20 او 30 سنة او بعد مئات السنين اذا تحدت الجثة عوامل الهدم مثل حفظها في ثلج (راجع جثة اوتسي Oetzi) جبال الالب و يمكن ايضا الكشف عن التغيرات الجوية الجذرية على كوكب الارض او كيف انقرضت الديناصورات الخ. http://de.wikipedia.org/wiki/%C3%96tzi
لكن المشكلة مع المصادر الشرقية خاصة في علم الاتيمولوجيا هي احكام من النوع الابيض و الاسود و عدم مناقشة اصل المفردات اطلاقا:
اولا بسبب الحكم على اصلها من زاوية سطحية تسمى بـ folketymology اي اتيمولوجيا العامة او الجماهير و هذا النظرة السطحية هي عينية او سمعية مبنية على التشابه اما في الكتابة او في اللفظ و لكنها تنقصها المناقشة العلمية في كيفية تطور اللفظ و المعنى و العوامل اللغوية و غير اللغوية الاخرى بسبب غياب المؤهلات الاكاديمية لذا لا يمكن اخذها بنظر الاعتبار بجد.
ثانيا بسبب غياب الحيادية و المؤهلات العلمية و تدخل العوامل الدينية و القومية تصدر هذه الجهات حكمها بشكل عام و دون ادنى مناقشة للموضوع و بسرعة.
فمثلا عند مناقشة مفردات القرآن و اصلها الاجنبي يعتبرك القومي العربي عنصري و المؤمن المسلم كافر و يكتفي باحكام سطحية ساذجة عامة او يهاجمك شخصيا بدلا عن مناقشة الموضوع و تزويد الادلة العلمية لاقناع الاخرين و هكذا تدخل في تكرار و دوامة قاتلة.
نواجه صعوبات لغوية و ثقافية جمة عند مناقشة مفردات لغات الحضارات مثل كلمة (شروگي) العراقية العربية التي تشير الى شريحة مهملة و مغبونة و محتقرة منتقصة لمواطني المناطق الجنوبية (العمارة و الناصرية) في بلد كالعراق ـ بلد مختلف الحضارات و اللغات قبل الغزو العربي الاسلامي بسبب تداخل مختلف التيارات و بغياب المصادر العلمية و انتشار مصادر او محاولات غير علمية كثيرة في الانترنيت.
اذا كانت كلمة (شروگي) في اصلها من (الشرقي) فكيف نفسر وجود الواو في الكلمة؟ نعم يمكن ان نقول لربما و بتأثير من كلمة (الشرقي) تحولت الكلمة الى (شروگي) بعد تحول الكاف الى القاف و القاف الى گ في العامية العراقية و لكن متى حدث ذلك؟. يمكن اطلاق تسميات مشتقة من الاتجاهات الاربع كالشرق و الغرب و الشمال و الجنوب عند رسم حدود او لاجل التميز و التفرقة او بسبب الاحتقار و الاستهانة و لكن لا اعتقد ان الكلمة ترجع في اصلها الى (شروق) الشمس لتتحول الى (شروگي) لانها غير مقنعة اي اننا لا نعرف بالضبط تاريخ استعمال الكلمة بشكلها الحالي لاول مرة لعدم وجود مصادر او قواميس مثل قاموس اوكسفورد الكبير OED الذي يذكر نصوص عن اول استعمال لمفرداتها و تاريخها و هذا يعني يجب علينا ان نبحث عن اول استعمال لكلمة (شروگي).
اذا كانت الكلمة دخيلة فما هي اصلها؟ و كيف تتطورت الى الصياغة الحالية؟ و هل هي تسمية التفرقة اطلقت على غرار التميز بين الاشكناز يهود الشرق و السفردين يهود الغرب؟ يمكن الابتعاد لغويا عن مجموعة معينة تعتبر دونية غير مثقفة في ثقافات و لغات البشر في جميع انحاء العالم. يشير الثلاثي (شرق) في معناه البدائي الى (الفصل) و لكن لانعلم بالضبط فيما اذا كانت هناك علاقة مع الثلاثي (سرق).
اما اعتبار الكلمة سومرية الاصل من (شروـ كين) الموطن الاصلي فهو غير مقنع من الناحية اللغوية و الثقافية و تأريخ الكلمة في العامية العربية العراقية و كيفية تحول الكاف الى گ؟ و بالتحديد اطلاق التسمية على مناطق محددة من الجنوب فقط كاحفاد حضارة سومرية منقرضة غير مقنعة. عند مناقشة مفردات عربية عراقية خاصة يتطلب الالمام بعدة مهارات ثقافية لغوية في حضارة مختلطة كالعراقية رغم ذلك لا يمكن البت في الموضوع بسهولة و لا يمكن غلق الباب بوجه جميع الاشتقاقات و لكن يجب الابتعاد عن العاطفة و الدين و اصدار احكام من النوع الابيض و الاسود. لكل كلمة تأريخها الخاص بها
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التعرف على محمد و آل محمد
-
نقمة الحرمين و النفط
-
عند بقال الدين
-
المكان = الوجود
-
التصفيق الاسلامي
-
خلق كل ما فيها مسلما!
-
مش مبسوطة..
-
الغريب في ماء غريب
-
أنا و مرض التيفوئيد
-
الجاسوس في الصخر
-
عصر اللصوص
-
دورة الحياة Life Cycle
-
حفريات محمد
-
خبرة الخروج من الجسم
-
المريض رقم صفر
-
ترجمة الكفر
-
القليل في الاستقلال
-
تسميك: مواطن
-
اجنبية الاعياد العربية
-
التناقض في تهمة الابتر
المزيد.....
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
-
محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت
...
-
اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام
...
-
المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|