لعنتة B.B أو ما يشبه السعادة

الشربيني عاشور

الحوار المتمدن-العدد: 1301 - 2005 / 8 / 29 - 06:52
المحور: الادب والفن
    

ما الذي يدفع امرأة إلى تغيير عشاقها كما تغير جواربها . هل هو المرض النفسي أم المرض العضوي أم كلاهما .. في حالة بريجيت باردو الممثلة الفرنسية الشهيرة أو B.B كما يحلو لهم أن يلقبوها يرجح البعض أنها الدوافع النفسية التي قامت بداخلها ضد أختها التي كانت أجمل وأذكى وأعقل منها .. وتحظى بحب واحترام وتدليل والديها . الأمر الذي انعكس على بريجيت فاندفعت إلى التمرغ في أحضان الرجال واحدا وراء الآخر بنهم لا يعرف الكلل أو الملل . حتى أنهم أحصوا خمسة عشر عشيقا من المشاهير فقط ارتمت في أحضانهم . وما خفي من غير المشاهير كان أعظم !!

هل كانت غيرتها من أختها فعلا سببا في جريها المحموم وراء الرجال ؟ هل كانت تبحث عن الحب ؟ هل وجدته ؟ ألم تجده في أي ممن ارتمت في أحضانهم ؟ هل كانت تسعى لرد اعتبار من نوع ما لكبريائها الجريح ؟ هل ثمة مشكلة جسدية ؟ أسئلة كثيرة الإجابة عليها تظل نوعا من التكهنات .. إنها المعنى في باطن الشاعر . قد لا يعلمه حتى الشاعر نفسه !

لكن أيا كانت الإجابة فإن B.B التي أحبت الحيوانات أكثر من حبها لبني آدم .. وأحبتها الحيوانات كما يحدث في الأساطير لدرجة أنها كانت تمشي وراءها في أماكن التصوير كانت امرأة تعيسة رغم الشهرة التي طبقت الأفاق والمال الذي أنفقته بلا حساب . والعشق الذي بذرته طوال سنوات العمر الجميل على الطرقات والجسد الذي وهبته لكل عابر سبيل .. فقد ظلت أسيرة الجسد ولعنته ترفع صخرتها مثلما فعل سيزيف في الأسطورة فإذا ما استوت الصخرة إلى القمة هوت من جديد .. لتعيد الكرة وراء الكرة .. إنها اللعنة التي سكنتها وجعلت الكنيسة تضع صورتها ضمن معرض تخيلي لصور الشيطان .

هل تعترف B.B بذلك مؤكد لا .. فهي اعترضت على صورتها في المعرض .. إذن بماذا تعترف .. إنها تعترف بمقولة نابليون بونابرت ( الانتصار الوحيد في الحب هو الهروب منه ) هل يمكن أن نفهم إذن .. لماذا أحبت وعشقت وتقلبت في الحب والعشق حد الخيانة أحيانا والهروب دائما .. ربما .. لكن المؤكد أيضا أن ما يبدو لنا تعاسة .. كان مجرد انسجام مع الذات بالنسبة لها .. هي كانت هكذا وهكذا عاشت .. ولم ترفع راية الندم .. غير أنها قالت كلمتها الأخيرة عندما علقت ذات يوم على قصة حب فاشلة بأن ما عاشته لم يكن السعادة وانما هو شيء يشبهها !!

#الشربيني_عاشور (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات