سيمون خوري
الحوار المتمدن-العدد: 4635 - 2014 / 11 / 16 - 13:03
المحور:
الادب والفن
صقيع وصمت؟.
سيمون خوري :
ودعها ورحل .
فلن يعانق الشمس مرة أخرى.
كانت تشرق كل يوم في عينيها
ومن بين أهدابها ينتشر الضياء
وفي المساء، يدلف الليل الى شعرها
متثائباً يبحث عن قلب دافئ.
صقيع وصمت؟.
وقطار تلتهم عجلاته بشراهة ، زمناً حاضراً.
أعمدة نور وأشجار، وحقول تهرع نحو الماضي.
الى أين تمضي الأشياء والشتاء العربي؟؟!
في العربة الفارغة المتجهة نحو بلاد الصمت والصقيع
غاص سبعينياً في صمته، يعاقر حقيبة ظهر صغيرة. حشي فيها عنوة
ما تبقى من أطلال ماضية.
ترى ماذا تبقى من العمر؟!
صقيع وصمت
وحقيبة صغيرة بداخلها،
أزقة صغيرة، وأغاني قديمة، وصحن فول. وقليل من الفوضى.
وزهرة " بيلسان " وأوراق جافة من زهرة " ختمية " كانت يوماً تتوسط صحن العمر.
صقيع وصمت غريب...غريب.
"هي " الحاضرة أصبحت " هي " الغائبة ، قبل ان تصبح الكلمة سيفاً .
صقيع وصمت غريب..في بلد غريب.
فقد بح صوتا المؤذن من تكرار ذات النداء...
فلمن تدق الأجراس؟؟
في مدن تزنرت بوشاح أسود.
وحان موعد الرحيل من مدن " أورش أمر يشو " في ممالك الغربان العظيمة
انه زمن الرحيل من أزقة صغيرة كانت تعشق الحياة.
ودع شمسه، وبضعة ابتسامات شاحبة ورحل.
لا شمس بعد اليوم.
صقيع وصمت؟
هنا بلاد الشمال البارد.
صقيع وصمت..
صمت بارد.
لا شمس بعد اليوم
آه .. يا شمس ؟
هنا صقيع وصمت ، وغيتو.
هنا صقيع وصمت، وزمناً أخر.
#سيمون_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟